رمز الخبر: ۱۶۷۵۶
تأريخ النشر: 08:38 - 22 October 2009
عصرایران - الجزیره - تواجه جولة إعادة انتخابات الرئاسة بأفغانستان المقررة في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم تحديات أبرزها الأمن وعدم مبالاة الناخبين ونقص المراقبين. وقد وافق المرشحان عبد الله عبد الله والرئيس حامد كرزاي على دخول جولة الإعادة، في حين قررت الأمم المتحدة استبدال أكثر من نصف رؤساء اللجان الانتخابية لتفادي التزوير في الجولة الثانية التي اعترفت بأنها لن تكون مثالية.
 
ولمواجهة التحدي الأمني تعهدت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان لها بالتعاون مع القوات الدولية بتعزيز الأمن في جولة الإعادة، وأشارت إلى عزمها عقد اجتماعات يومية مع جميع المنظمات التي لها علاقة بعملية الاقتراع بما فيها لجنة الانتخابات والأمم المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مسعى لتنسيق أمني أفضل.
 
وأشارت الوزارة إلى أنه ستتم الاستفادة من دروس الماضي، إذ كان الوضع الأمني أكبر تحديات الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس/ آب الماضي حيث قتل 26 مدنيا في 135 هجوما وفق مصادر الحكومة الأفغانية. كما شهدت العاصمة كابل خمس تفجيرات انتحارية دامية منذ جولة الاقتراع الأولى، وقتل 127 جنديا أجنبيا بنفس الفترة.
 
وفي السياق نفسه تعهد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في كلمة أمام البرلمان اليوم الأربعاء بأن تستمر القوات البريطانية بتوفير الأمن خلال جولة إعادة انتخابات الرئاسة الأفغانية.
 
وقد وافق وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله على خوض جولة الإعادة أمام الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي في تصريحات له اليوم. داعيا المسؤولين الأفغانيين إلى تنظيم "انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها" وفي نفس الوقت تكون أكثر أمنا لتشجيع الناخبين على التصويت.
 
وكان كرزاي قد شدد في تصريحات سابقة على ضرورة تأمين جميع معاني الأمن لدفع الشعب للتصويت في الانتخابات، داعيا القوات الدولية بقيادة أميركية وحلف الناتو للمساعدة في ذلك.
 
وإزاء التطورات الأخيرة بشأن الانتخابات الأفغانية قال البيت الأبيض إن هناك احتمالا بأن يقرر الرئيس باراك أوباما إرسال آلاف القوات إلى أفغانستان قبل موعد جولة الإعادة بين كرزاي وعبد الله.
 
تغيير اللجان

ولتلافي ما حدث في جولة الانتخابات الأولى قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيتم استبدال أكثر من مائتين من رؤساء اللجان في انتخابات الرئاسة الأفغانية بعد ثبوت اتهامات واسعة بالتلاعب في نتيجتها لصالح الرئيس كرزاي.
 
وأضاف بان في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الثلاثاء أن الأمم المتحدة "ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية إداريا وأمنيا" لضمان ألا تتكرر الخروق التي حصلت في الجولة الأولى من الانتخابات.
 
وكان قادة العالم قد رحبوا بقبول كرزاي بإجراء جولة إعادة للانتخابات بعد أن وجد محققو الأمم المتحدة أدلة على عمليات تزوير واسعة النطاق في تلك الانتخابات, شملت أكثر من مليون ورقة اقتراع مشتبه فيها، أي ربع إجمالي الأصوات.
 
وقد ألغت لجنة التحقيق في شكاوى التزوير نتائج 210 مراكز من أصل 380 مركزًا، مؤكدة أنها وجدت "أدلة واضحة ومقنعة على وقوع تزوير" وهو ما يعني انخفاض إجمالي الأصوات الممنوحة لكرزاي إلى أقل من النسبة المؤهلة للفوز وهي 50% إضافة لواحد، الأمر الذي استدعى جولة إعادة ثانية.
 
شروط عبد الله

من جهته وافق منافس كرزاي عبد الله عبد الله على تنظيم جولة إعادة في السابع من الشهر المقبل، وقال "نحن مستعدون كليًّا للجولة الثانية"، داعيًّا المسؤولين الأفغانيين لتنظيم "انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها" وفي نفس الوقت تكون أكثر أمنا لتشجيع الناخبين على التصويت.
 
وأضاف عبد الله في مؤتمر صحفي أنه هاتف كرزاي وشكره على قبول تنظيم جولة الإعادة، وأمل أن تجرى تلك الجولة في موعدها وفي ظل "ظروف جيدة" تضمن عدم تكرار التلاعب، مشيرًا إلى أن الناخبين في أجزاء من البلاد سيخاطرون بحياتهم للإدلاء بأصواتهم بسبب تهديدات حركة طالبان "وعليهم أن يكونوا واثقين من أن المخاطرة تستحق المجازفة".
 
وبحسب مراسل الجزيرة في كابل سامر علاوي فإن عبد الله لا يستبعد عقد صفقة مع كرزاي قبل إجراء انتخابات الجولة الثانية، أو أن تتأجل الانتخابات بسبب الظروف الأمنية، لكنه بدا هذه المرة -حسب المراسل- أكثر تفاؤلاً مما كان عليه قبل انتخابات الجولة الأولى.