رمز الخبر: ۱۶۷۶۰
تأريخ النشر: 09:40 - 22 October 2009
عصرایران ـ القدس العربي ـ يبدو ان العلاقات المصرية الاسرائيلية تسير الى الاسوأ، بحسب التقارير الصادرة من تل ابيب، اذ انّه على الرغم من وجود اتفاق سلام بين الدولتين وقع قبل اكثر من ثلاثين عاما.

الا انّ هناك قضيتين اشعلتا العلاقات الثنائية بين تل ابيب والقاهرة: القضية الاولى تكمن في الحملة الاسرائيلية الصهيونية لمنع انتخاب وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، امينا عاما لمنظمة اليونيسكو، التابعة للامم المتحدة، وهو الامر الذي لم تخفه قيادة دولة الاحتلال بالمرّة، بل على العكس اعلنت انّها تعمل بوتيرة عالية من اجل احباط انتخاب حسني للمنصب، الامر الذي اعتبرته القيادة المصرية، التي رمت بكل ثقلها من اجل انتخابه، طعنة اسرائيلية في الظهر.

بموازاة ذلك، يرى صنّاع القرار في الدولة العبرية انّ الدور المصري في تبني مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تقرير القاضي الجنوب افريقي، ريتشارد غولدستون، كان دورا محوريا وانّ القيادة المصرية ساهمت الى حد كبير جدا، وفق المصادر السياسية في تل ابيب، باقناع العديد من دول العالم الثالث ودول عدم الانحياز بالتصويت الى جانب الكتلة العربية والاسلامية، وبالتالي يرى المراقبون انّ العلاقات بين القاهرة وتل ابيب تشهد في الآونة الاخيرة، وعلى خلفية هاتين القضيتين، فتورا شديدا، وانّ السلطات المصرية بدات باتخاذ خطوات عملية ضد اسرائيل لتوجيه رسالة لها بانّها غير راضية بالمرّة عن تصرفها في قضية انتخاب فاروق حسني، في الوقت الذي تلتزم فيه تل ابيب الصمت حيال الخطوات المصرية الجديدة ضدّ التطبيع مع الدولة العبرية، على الرغم من وجود اتفاق سلام بينهما، ومن الملاحظ انّ العلاقات الثنائية بين الدولتين مرشحة للسير الى الاسوأ، الامر الذي يدل على انّ المؤسسة الحاكمة في مصر، ما زالت غاضبة حتى النهاية من عدم انتخاب حسني لليونيسكو باعتبار انّ عدم انتخابه هو ضربة صعبة للنظام، والذي جاء بمساهمة فعالّة للغاية من قبل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.

وفي هذا السياق، تلحظ السلطات الاسرائيلية تغييرا في السلوك المصري ازاءها مؤخرا. وبعد الاشارات حول الامتعاض الاسرائيلي من السلوك المصري ازاء اقرار تقرير غولدستون ومعارضة اشراك وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان في مؤتمر متوسطي، جاءت مسألة التضييق على زيارات وفود اسرائيلية.

ووفق المصادر السياسية الرفيعة في تل ابيب فقبل عدة ايام الغى وفد اقتصادي اسرائيلي مشاركته في مؤتمر دولي في الاسكندرية، علاوة على ذلك، تمّ الاعلان رسميا، عن منع وفد طبي اسرائيلي من المشاركة في مؤتمر دولي لمعالجة السرطان في الاسكندرية.

وقالت القناة الثانية التجارية في التلفزيون الاسرائيلي انّ صنّاع القرار في مصر قاموا بمنع وفدٍ طبيٍ من الدولة العبرية من المشاركة في احد اهم المؤتمرات الدولية حول معالجة السرطان والذي يعقد تحت عنوان السباق نحو الدواء.

ومن المقرر ان يعقد المؤتمر الاسبوع المقبل في الاسكندرية، بحضور حشد كبير من اهم الادمغة الطبية العالمية المختصة في هذا المرض، ويهدف الى تعميق الوعي العالمي بهذا المرض الفتاك.

وزاد التلفزيون الاسرائيلي قائلا انّ جمعية امريكية نافذة تراسها سوزان كومان، التي تعتبر الرائدة في مكافحة سرطان الثدي هي التي تنظم وتشرف على المؤتمر، مشيرا الى انّ هذه الجمعية تقوم بتمويل الابحاث والدراسات والعلاجات ولعمليات تعاون اقليمي ذات صلة بهذا المرض، كما ترعى المؤتمر في مصر زوجة الرئيس سوزان مبارك.

جدير بالذكر انّ الجمعية الامريكية المذكورة تنظم سباقا كبيرا في محيط اهرامات الجيزة تشارك فيه نساء، اصبن بالمرض او شفين منه، من كل ارجاء العالم ومن دول المنطقة العربية. ويعتبر هذا السباق احد انواع حملة التوعية عالميا بسرطان الثدي واهمية الكشف المبكر عنه وامكانيات علاجه الكبيرة.

وبحسب المصادر السياسية الاسرائيلية، فانّه كان من المقرر ان يصل الى المؤتمر وفد طبي اسرائيلي كبير لعرض التجربة الاسرائيلية في مكافحة المرض. وبحسب التلفزيون الاسرائيلي فانه بعد انجاز الترتيبات الامنية والادارية، بل وترتيب لقاء للوفد الاسرائيلي مع سوزان مبارك، جاء الغاء المشاركة.

واشارت المصادر عينها الى انّه وصلت الى اعضاء الوفد الاسرائيلي، امس الاول، بلاغات قصيرة من منظم المؤتمر في مصر تفيد بانّ وزير الصحة المصري قرر الغاء مشاركتهم في المؤتمر، ولم يبين هذا البلاغ اسباب ودوافع القرار، ولكن اسرائيل تفترض ان السبب هو عدم رغبة القاهرة في مشاركة اسرائيل في المؤتمر، على حد تعبير المصادر ذاتها. مضافا الى ذلك، لفت التلفزيون الاسرائيلي الى ان هذا الموقف المصري يتناقض مع التصريحات الرسمية المصرية حول التفاخر بالتعاون الاقليمي في مكافحة الامراض، وخاصة السرطان، وقال انّه يبدو ان الهيئة المصرية لمكافحة السرطان لا تعتبر اسرائيل جزءا من المنظومة الدولية، على حد تعبيره.

وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية، اميرة اورون، على هذا النبأ بانّه اذ ثبتت صحته فمن دون ريب هذا رفض خطير من جانب السلطات المصرية لمنح تأشيرات دخول، لافتة الى انّ تل ابيب ستطلب من السلطات المصرية توضيحا واصلاح الخلل، على حد قولها.

تجدر الاشارة الى انه كان من المقرر ان يصل وفد اقتصادي اسرائيلي، من المجلس الاقتصادي الاجتماعي، الى مصر للمشاركة في مؤتمر ينظمه الاتحاد الاوروبي في الاسكندرية، والغى الوفد سفره بعد ان رفضت السفارة المصرية منح رئيس اتحاد المقاولين الاسرائيليين يوسي غوردون تاشيرة دخول.

واكد غوردون انه سبق ان دخل مصر مرارا، وهو لا يفهم سبب هذا المنع، كما ان المصريين لم يبرروا اسباب المنع. ويرى محللون اسرائيليون ان العلاقات المصرية الاسرائيلية شرعت في التردي بعد تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو، وتولي ليبرمان وزارة الخارجية فيها. وقد تعمق التدهور بعد الدور الاسرائيلي في افشال مسعى وزير الثقافة المصري فاروق حسني لنيل منصب الامين العام لليونسكو، بالاضافة الى ذلك، فانّ مصر التي استقبلت اركان حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة مرتين منذ انتخابها، واستقبلت ايضا رئيس الدولة العبرية، شمعون بيريس، توقعت ان يقوم نتنياهو باقناع وزير خارجيته بالاعتذار عن التصريحات التي اطلقها ضدّ مصر وهدد من خلالها بقصف سد اسوان، بالاضافة الى التصريحات البذيئة التي اطلقها بحق الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، الا انّ نتنياهو لم يفعل شيئا، وحتى اليوم ما زال ليبرمان يصر على عدم تقديم الاعتذار للمصريين.