رمز الخبر: ۱۶۹۶۷
تأريخ النشر: 08:36 - 28 October 2009
عصرایران - القدس العربي ـ منعت السلطات المغربية توزيع جريدة "لوموند" الفرنسية و"الباييس" الإسبانية بسبب نشرهما كاريكاتيراً يتعلق بالعاهل المغربي الملك محمد السادس وابن عمه الأمير مولاي اسماعيل.

وتبدي باريس ومدريد قلقا في هذا الشأن قد يمتد إلى رؤية الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع هذا البلد الذي يحظى باتفاقية شراكة متميزة.

ومنعت السلطات المغربية خلال الأسبوع الماضي دخول أعداد الأربعاء والخميس والجمعة من جريدة "لوموند" بسبب نشر كاريكاتير حول الملك محمد السادس وآخر حول الأمير مولاي إسماعيل.

والكاريكاتير الأخير سبق وأن نشرته جريدة "أخبار اليوم" والتي تعرضت بسببه إلى المنع المؤقت، في حين أن الكاريكاتير الآخر ينتقد الرقابة التي تشهدها الصحافة المغربية خلال هذه الأيام.

والمثير أن جريدة "الباييس" تناولت في عددها يوم الأحد وضعية الصحافة المغربية ومنع "لوموند" ونشرت كاريكاتير الأمير مولاي إسماعيل لتقدم للقارئ الإسباني سبب المنع، وكانت المفاجأة أن جرى منع توزيع عدد الأحد.

وكشفت مصادر من جريدة "الباييس" لـ"القدس العربي" أن إدارة الجريدة تفاجأت بهذا المنع لا سيما وأن عدد قراء النسخة الورقية في المغرب محدود للغاية في حين تمكن عشرات الآلاف من المغاربة من الاطلاع على المقال والكاريكاتير في موقع الصحيفة في شبكة الإنترنت.

وحدث الأمر نفسه مع جريدة "لوموند"، حيث بإمكان المغاربة قراءة المقالات والكاريكاتير في شبكة الإنترنت.

وبينما بررت حكومة الرباط منع توزيع الأعداد المذكورة بأن قوانين البلاد تمنع الكاريكاتير لأعضاء المؤسسة الملكية، فالقرار يخلف بعض القلق في صفوف حكومتي باريس ومدريد. فالكثير من الأصوات السياسية في اسبانيا وفرنسا ترتفع منددة بالمنع وتطالب بالضغط على المغرب في هذا الشأن.

وتزامن منع الأعداد المذكورة مع محنة حقيقية تعيشها الصحافة المغربية من خلال الحكم بالسجن بسنة واحدة منفذة ضد إدريس شحتان مدير أسبوعية "المشعل" وسنة موقوفة التنفيذ في حق علي أنوزلا مدير يومية "الجريدة الأولى" في حين تجري محاكمة مدير جريدة "أخبار اليوم" توفيق بوعشرين والرسام الساخر خالد كدار بسبب كاريكاتير حول زواج الأمير مولاي إسماعيل كما تعرضت الجريدة للمنع مؤقتا.

وأكدت مصادر من البرلمان الأوروبي لـ"القدس العربي" أن المغرب الذي كان في طليعة الدول العربية في حرية التعبير واحترام حرية الصحافة وكان ذلك مشجعا على تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بدأ يسجل خروقات مقلقة بسبب في مجال الصحافة.

وتابعت "من شأن ما يجري حاليا أن يؤثر على تطوير العلاقات بين الجانبين لأن المغرب بتوقيعه على اتفاقية الشراكة المتميزة في تشرين الاول (أكتوبر) 2008 تعهد بالتزامات تتعلق باحترام الديمقراطية وحرية التعبير".

واستطردت المصادر "جراء كل هذا، من المحتمل أن تتعرض بعض الاتفاقيات مع المغرب في البرلمان أو من قبل المفوضية الأوروبية للتحفظ، فالأمر لا يتعلق بتدخل في الشؤون الداخلية للرباط ولكنّ هناك تعهداً يجب الالتزام به".