رمز الخبر: ۱۷۱۲۶
تأريخ النشر: 10:44 - 02 November 2009
عصرایران ـ 'القدس العربي' - لم يستبعد جمال مبارك انه قد يكون مرشح الحزب الوطني للانتخابات الرئاسية، في مؤتمر صحافي عقد في اطار المؤتمر العام للحزب امس في القاهرة.

وقال جمال تعليقا على انتقادات لامكانية ترشحه للرئاسة في ضوء ما يتمتع به من امتيازات لكونه نجلا للرئيس 'الكل حر في رأيه'.

واكد ان اختيار مرشح الحزب للرئاسة سيتم قبل عدة شهور من الانتخابات المقررة في نهاية 2011، طبقا للاطار التنظيمي داخل الحزب(..). واقر بوجود قلق مشروع لدى البعض تجاه انتقال السلطة الا انه سابق لأوانه (..) واشار الى ان الحزب ليس مطالبا باعلان مرشحه للرئاسة قبل عامين من الانتخابات.

وحول ما اذا كان على المستوى الشخصي مستعدا لدخول الانتخابات الرئاسية، قال انه 'عضو في مؤسسة ويقوم بمسؤولياته في وضع السياسات والاستعداد للانتخابات التشريعية العام المقبل، ويرى موضوع الانتخابات الرئاسية في هذا التوقيت من وجهة نظر مؤسسية'.

ورأى مراقبون ان جمال كان بالامس اقرب ما يكون الى اعلان ترشحه بشكل صريح، اذ حرص على ابقاء الباب مفتوحا امام خلافته لوالده، سواء في العام 2011 او في حال حدوث فراغ مفاجئ بالسلطة قبل ذلك، بينما كان يقدم نفسه عمليا وبشكل واضح كمرشح قوي وربما وحيد للحزب.
وظهرت اثار الحملة التي تشنها الصحف المعارضة والخاصة بشأن موضوع التوريث جلية في بعض العصبية في اجابات جمال حول الموضوع.

واعتمد جمال مبارك لهجة رئاسية واضحة في المؤتمر الصحافي، وبدا اكثر حنكة في التعامل مع اسئلة صعبة، واعتبر البعض انه يتمتع بذكاء سياسي وسرعة بديهة ودراية واسعة بملفات اقتصادية وسياسية عديدة، الا ان تمتعه بقبول شعبي كاف يبقى سؤالا مفتوحا.

وكان الرئيس مبارك بدا في صحة جيدة اثناء القاء خطابه امام الحزب امس الاول، والذي تجاهل فيه كل التكهنات حول خلافته، ما دعم تكهنات بأنه ربما يرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة في العام 2011.

الا ان المؤتمر اظهر ان النظام القى بثقله بالكامل وراء سيناريو التوريث، وهو ما بدا واضحا في الميزانية الضخمة التي خصصها للحملة الاعلامية اوالاعلانية المصاحبة للمؤتمر العام والتي ابرزت جمال في المركز الثاني بعد والده رغم انه يحتل المركز الخامس رسميا في الهرمية القيادية للحزب.

واعتبر معارضون ان ادعاء الحزب بالفضل فيما تحقق من 'انجازات' لم يصحبه تعبير واضح عن تحمل المسؤولية تجاه ما شهدته البلاد من تفاقم للاوضاع الاقتصادية، وان الهدف الاساسي للمؤتمر كان محاولة تعزيز مكانة نجل الرئيس على المستويين الاعلامي والشعبي، حيث لم يشهد المؤتمر صدور اي قرارات او سياسات جديدة.

وحرص المؤتمر على اظهار وجود قاعدة شعبية له، ردا على انتقادات المعارضة بأنه حزب رجال الاعمال، اذ دعا عددا كبيرا من الشباب قال انهم يمثلون وحدات للحزب في القرى والمحافظات، بينما تقول المعارضة ان الحزب يعرض اغراءات مالية وخدمية لجذب الدعم السياسي في المناطق الفقيرة.

واقر جمال ضمنيا بأن الحزب وجه هجومه في هذا المؤتمر الى جماعة الاخوان بشكل خاص، بينما تحدث عن امكانية الحوار مع احزاب المعارضة، ما اعتبره مراقبون دليلا على توجه الحزب الى اقصاء الجماعة سياسيا في الانتخابات التشريعية المقررة في نيسان/ابريل المقبل، ومنح مقاعدها للاحزاب التي كانت دخلت في صفقات مع الحزب الحاكم لتوزيع مقاعد في انتخابات مجلس الشورى العام الماضي.

وردا على سؤال حول امكانية دخوله في مناظرة مع احد رموز المعارضة، قال انه 'يرحب باجراء حوار او مناظرة مع الاحزاب الاخرى ولكن في اطار المعركة الانتخابية كما حدث في العام 2005'. واشار الى ما يقوم به من جولات تشمل لقاءات مع الشباب كما حدث في محافظة قنا الاسبوع الماضي.

وبدا خطاب الحزب الحاكم في مؤتمره العام مضطرا الى اللجوء للدفاع، تحت وطأة انتقادات واسعة من المعارضة ووسائل الاعلام، وتدهور الحالة الاقتصادية، رغم الحديث عن ارتفاع متوسط الدخل السنوي للفرد، وزيادة الاستثمارات وعدد السياح، كما ورد في خطاب رئيس الوزراء احمد نظيف.

وكان نظيف قال في خطابه امام المؤتمر قال ان حجم الاقتصاد بلغ 'ترليون جنيه مصري للمرة الاولى'، واشار الى ان ' البنوك المصرية اصبحت مثار حسد البنوك العالمية، بعد تمكنها من تجنب اثار الازمة المالية العالمية'، الا انه اقر بوجود تحديات كبيرة ابرزها الزيادة الكبيرة في عدد السكان، مستشهدا بارتفاع عدد المواليد الى مليوني نسمة في عام 2008.