رمز الخبر: ۱۷۱۵۸
تأريخ النشر: 08:49 - 03 November 2009
عصرایران - الجزیره - تثير لقاءات وتحركات سياسية يجريها عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان جدلا في الساحة الأردنية، فبينما يعتبرها البعض تحركات طبيعية في إطار دوره الجديد في قيادة فتح، يرى البعض الآخر فيها تقديما لـ"دحلان الجديد" كبديل محتمل للرئيس محمود عباس.

والتقى دحلان في الأيام القليلة الماضية سياسيين كان بعضهم يصنف على أنه من خصومه في الساحة الأردنية، لا سيما مدير المخابرات السابق محمد الذهبي الذي قاد حوارات سياسية مع قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العام الماضي، توقفت منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وجمع النائب خليل عطية بين دحلان وسياسيين وإعلاميين أردنيين، كما التقى القيادي الفلسطيني الذي يوصف بأنه مثير للجدل نوابا في البرلمان وصحفيين من المقربين له، أو ممن يعرفون بانتقاداتهم اللاذعة له.

ناطق جديد

وبحسب حمادة فراعنة النائب السابق في البرلمان الأردني والمقرب من الرئيس عباس وقادة فصائل منظمة التحرير فإن لقاءات دحلان تندرج في إطار دوره كناطق وحيد باسم حركة فتح.

وقال فراعنة للجزيرة نت إن موقع دحلان الحالي يلزمه بالتحرك لشرح مواقف الحركة ورؤيتها لحل القضية الفلسطينية والمصالحة مع حركة حماس.

ويستغرب فراعنة الحديث عن أبعاد سياسية لتحركات دحلان على الساحة الأردنية وربطها بالحديث عن تهيئته ليكون بديلا لعباس، لافتا النظر إلى أن معرفته الشخصية به وبالتوازنات داخل حركة فتح تشير إلى أن عباس لا يزال يحظى بالدعم كرئيس للسلطة الفلسطينية وحركة فتح.

ويشير الفراعنة إلى تصريح رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد الذي قال فيه أن حركة فتح ومؤسساتها هي التي ستحدد مرشحها للرئاسة الفلسطينية.

ويقول إن "عباس اليوم هو واحد من 21 عضوا في اللجنة المركزية لكنه يحظى بدعم الحركة وبدعم عربي كرئيس للسلطة الفلسطينية" وأضاف "حتى سوريا وفي أوج خلافاتها معه لم تقدم على الطعن بشرعية عباس كونها تدرك المعادلات التي تحكم هذا الموقع".

وينقل سياسيون وإعلاميون حضروا لقاءات دحلان بعمان أن الأخير يقدم خطابا جديدا غير الخطاب الحاد لا سيما تجاه حماس.

وبرأي الفراعنة فإن هذا التغير في خطاب دحلان سببه أن الأخير ملزم حاليا بالتعبير عن مواقف حركة فتح بعمومها، لا عن مواقفه التي أطلقها قبل انتخابه عضوا في اللجنة المركزية للحركة.

تحركات مرفوضة

وفي المقابل تثير تحركات دحلان في الأردن غضب طبقة من السياسيين والإعلاميين الذين يتهمونه بأنه أحد أدوات المشروع الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.

ويستغرب المحلل السياسي ناهض حتر ما يصفه بـ"التسهيلات الرسمية لدحلان الذي يتآمر على القضية الفلسطينية والأردن في الوقت الذي يتم التضييق فيه على المعارضة الأردنية ويمنع قادة حماس من زيارة عمان".

وقال حتر للجزيرة نت إن "دحلان متورط في تحالف مع اليمين الإسرائيلي لتمرير مشروع السلام الاقتصادي مع شريكه رئيس الوزراء سلام فياض مما يفضي لتصفية القضية الفلسطينية".

وينتقد حتر السياسيين والإعلاميين الذين "قبلوا الجلوس مع دحلان الذي يريد تغيير صورته من ضابط أمن يمثل حصان السبق في المشروع الأميركي الإسرائيلي، إلى سياسي صاحب وجهة نظر".

ويقول "أخشى أن تكون الحكومة الأردنية ضالعة في مشروع إعادة تأهيل دحلان لاحتلال موقع البديل عن عباس الذي راهنت عليه يوما كبديل عن ياسر عرفات".

ويعلق حتر على "الخطاب الجديد" لدحلان بالقول "هذه أطروحة ديماغوجية ومضللة، دحلان مستمر في مشروعه سواء كضابط أمن أو بصورة سياسي يدعو للوفاق والمصالحة".

وتكشف أوساط مطلعة أن زيارة دحلان للأردن ولقاءاته السياسية والإعلامية تمثل حلقة في سلسة زيارات لدول عربية سيلتقي فيها سياسيين وإعلاميين وممثلين عن اللاجئين.


وكان مصدر حضر لقاء جمعه بدحلان قبل يومين قال للجزيرة نت إن الأخير يحاول تغيير الصورة النمطية عنه من خلال حديثه عن المصالحة بين فتح وحماس وعدم إمكانية تجاوز حركة حماس في المعادلة الفلسطينية، وعدم إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية بدونها، واعتباره أن إجراء انتخابات في الضفة الغربية دون قطاع غزة ينطوي على أمر خطير.