رمز الخبر: ۱۷۱۵۹
تأريخ النشر: 09:06 - 03 November 2009
عصرایران - الجزیره - جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل قبل تجميد الاستيطان، وذلك بينما تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى مصر حيث ستلتقي الرئيس حسني مبارك.

وقال رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب لقاء جمع بين المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل وعباس في العاصمة الأردنية عمان إن الأخير أوضح أنه لا يمكن تحقيق السلام في ظل استمرار الاستيطان.

وأضاف عريقات "نحن لا نضع شروطا لاستئناف المفاوضات، وإنما نريد استئنافها على أساس بنود خارطة الطريق التي تؤكد ضرورة وقف الاستيطان وترفض أي ممارسة أنشطة استيطانية في الأراضي الفلسطينية".

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن ميتشل أكد في اللقاء عدم تغير الموقف الأميركي الرافض للاستيطان الإسرائيلي.

وعقد ميتشل لقاء اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مسعى جديد لإيجاد حل لأزمة المستوطنات التي تعرقل انطلاق مباحثات السلام مع الفلسطينيين.

استدراك أميركي

والتقت كلينتون -التي أحدثت تصريحاتها بشأن القدس ردود فعل فلسطينية وعربية رافضة- مع وزراء الخارجية العرب في مراكش قبل أن تتوجه للقاهرة.

واتفقت وزيرة الخارجية الأميركية مع نتنياهو الذي التقته في القدس قبل يومين على أن تقييد التوسع في المستوطنات في الضفة سيكون "سابقة لم تحدث من قبل" وأن المطالب الفلسطينية بالتجميد الكامل "يجب ألا تكون شرطا فلسطينياً مسبقا للمفاوضات".

وفي محاولة لامتصاص غضب الفلسطينيين قالت كلينتون في تصريح صحفي أمس الاثنين بمراكش جنوب المغرب إنه يتعين على إسرائيل بذل المزيد لإعادة محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وأوضحت أنه "استجاب الإسرائيليون لمطالب الأميركيين والفلسطينيين والعالم العربي بوقف الأنشطة الاستيطانية بإبداء استعداد لتقييد النشاط الاستيطاني"، غير أنها اعترفت أن هذا العرض يقل كثيرا عما تريده الإدارة الأميركية من تجميد كامل للاستيطان.

وقالت الوزيرة الأميركية إن موقف الإدارة الأميركية من الاستيطان لم يتغير، مشيرة إلى أن ما قدمته إسرائيل في مجال تقييد الاستيطان جيد لكنه "لا يزال بعيدا عن مستوى انتظارات" الولايات المتحدة، في نوع من التخفيف للإطراء الذي كانت وجهته لتل أبيب قبل يومين.

وقالت كلينتون "إذا طبق ما أعلنت عنه إسرائيل فإنه تقييد غير مسبوق للاستيطان، وسيكون له تأثير مهم ومفيد" لكنها أكدت أن إسرائيل ما زالت مطالبة ببذل مزيد من الجهود لتذليل العقبات التي تقف أمام استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

وأكدت المسؤولة الأميركية أن موقف الإدارة الأميركية من الاستيطان "موقف واضح ولا لبس فيه ولم يتغير" وأن "الولايات المتحدة لم تقبل شرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي".

واعتبرت كلينتون أن إسرائيل "تستحق الثناء على سيرها في الاتجاه الصحيح" وتابعت "سأوفر الدعم لأي من الطرفين عندما أعتقد أنه يخطو خطوات من شأنها أن تدعم هدف إقامة الدولتين".

وأثنت كلينتون على الرئيس الفلسطيني وقالت إنه يتصف "بالقيادة والحزم" في ما يتعلق بالمسائل الأمنية، واعتبرت أن ما قام به الفلسطينيون في موضوع الأمن بالضفة الغربية "غير مسبوق".

دعم عربي

من ناحيته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن العرب يدعمون الموقف الفلسطيني الذي يشترط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، وأضاف في تصريحات للصحفيين في مراكش أنه "ليس من الحكمة استئناف المفاوضات إذا لم تجمد إسرائيل الاستيطان".

وقال موسى "أقول لكم إننا كلنا بما فينا السعودية ومصر نشعر بخيبة الأمل إزاء هذه النتائج وإزاء حقيقة أن إسرائيل يمكنها الإفلات بأي شيء دون أي موقف قوي يمنعها من المضي قدما".

من جهته وصف صائب عريقات العرض الإسرائيلي بشأن الوقف الجزئي للاستيطان بأنه "خدعة وتهرب من استحقاقات السلام".

ورفض عريقات استئناف المفاوضات دون الوقف الشامل للاستيطان، محذرا من أن هذا "الخداع" الإسرائيلي سيؤمن للحكومة الإسرائيلية تحقيق توسع استيطاني في العامين القادمين يفوق ما جرى إنجازه على الأرض في العامين الماضيين.