رمز الخبر: ۱۷۱۶۸
تأريخ النشر: 12:00 - 03 November 2009
عصرایران - البیان - رغم الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الدوائر الرسمية بحق العزاب في الشارقة، إلا أنها لا تزال تفرض وجودها على المشهد السكاني بقوة، مخلفة العديد من السلبيات والمشاكل، والمطلوب هنا كما تطالب شريحة من المتضررين، هو إيجاد حل عملي للظاهرة المستشرية والتي تهدد بتحويل الأحياء السكنية إلى ما يشبه العشوائيات، وعلى الرغم من الإجراءات الحازمة، لن يكون من السهل القضاء عليها إلا بتعاون المجتمع بكافة أطيافه.

الإشكاليات التي تسببها بيوت العمال وسط الأحياء السكنية التي تقطن فيها العائلات، لم تعد مقتصرة على تشويه جماليات المكان أو الإزعاج والمضايقات، بل وصل إلى حد ارتكاب ممارسات غير أخلاقية، ولولا الصيحات التي أخذت ترتفع محذرة من مخاطر استمرار هذه الظاهرة، وهي الصيحات التي التفت إليها المسئولون فكان قرار منع سكن العزاب وسط الأحياء السكنية في الشارقة عام 2005.

ممارسات محظورة

المتضررون قالوا ان مضايقات عدة تواجههم أثناء دخولهم إلى مساكنهم وخروجهم منها، ذلك أن مساكن العزاب أفراداً أو جماعات في الغالب لا تخلو من أشياء محظورة لغياب الرقابة مع توفر المادة ووجود الفراغ.

ويرى إبراهيم خالد الذي يقطن في منطقة الغبيبة، أن العمال أصبحوا يحتلون حيزا كبيرا في المكان الذي يعيش فيه، في ظل عدم اكتراث حقيقي من جانب الملاك، وعدم مقدرة الجهات الرقابية على ضبط القاطنين بين الأحياء لكثرتهم، مشيرا إلى أن المشاكل التي يسببها العمال العزاب الذين يعيشون في الأحياء السكنية لا تعد ولا تحصى، ولكن الذين يكتوون بنيرانها هم الأقدر على رسم الصورة الحقيقية للأوضاع التي تسببها تلك الحالة، التي تعتبر غير طبيعية بالمقياس الاجتماعي في الدولة.

وأكدت نجلاء عمر الدوخي وهي من سكان منطقة الرولة، أن قرار تخصيص أماكن لمساكن العمال هو قرار سليم، مطالبة جميع الجهات والأفراد على تفعيله من اجل القضاء على هذا الملف المقلق، ووضعه قيد التنفيذ العملي وإلزام المؤجرين الذين يعتبرون سببا رئيسيا للمشكلة بعدم تأجير عقاراتهم إلى العمال.

قاطنة احد المنازل في منطقة الغبيبة قالت، إن خروج أبنائها للعب في الساحة الأمامية للمنزل أصبح ممنوعا بالمرة، بسبب المضايقات التي يتعرض لها الصغار من قبل العمال الذين يتجمهرون في الصباح الباكر، وفي المساء بعد عودتهم من أماكن عملهم، مشيرة إلى إن الأمر يصل إلى وقوع العديد من حوادث التحرش ووصولها إلى مراكز الشرطة، مؤكدة أن العيش في محيط يقطنه العمال بات محفوفا بالمخاطر، مطالبة أصحاب العقارات بعدم النظر إلى هامش الربح المادي فقط، والتمعن فيما يتركه وجود هذه الفئة في محيط العائلات.

القضية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام كما يقول اشرف العريان الاختصاصي النفسي، لان العمال الذين ينتمون إلى مشارب مختلفة، ويمارسون عادات متباينة يؤثرون حتما على عادات وتقاليد الدولة المحافظة، مشيرا إلى أن اخطر الآثار هو الممارسات السلوكية الشائنة، وارتداء ملابس غير محتشمة مع انبعاث الروائح الكريهة والشكل الغير حضاري الذي يصبغون عليه المكان.

ولفت العريان إلى أن وجود عدد كبير من العزاب في مكان واحد، سيؤدي إلى انتشار ظاهرة العنف والجريمة بينهم، خاصة إذا كانت أعين الرقابة غائبة، وهنا نطالب بان تكون الجهات المسئولة مدركة لأهمية متابعة ومراقبة العمالة المتواجدة في المساكن الخاصة بهم.

العزاب لهم رأي آخر، فبعضهم يرى أن من حقه العيش وسط المجمعات العائلية الآمنة، وانه لا ضير من وجوده إذا لم يكن يمارس أية سلوكيات خاطئة يرفضها المجتمع، ويعتقد البعض أن قرار منع العزاب من السكن وسط العائلات، يحمل في طياته ظلما في بعض جوانبه لفئات عمالية، بات يتعامل معها أفراد المجتمع على أنها مرض معد قد يصيب كل من يقترب منها.

ويتحدث شهاب حسين الذي يعمل في محل بقالة في منطقة بودانق السكنية، عن معاناتهم بعد قرار المنع الذي صدر عن بلدية الشارقة عام 2005، وانه اضطر لمغادرة الشقة التي تجاور مكان عمله، مستعرضا المعاناة التي يعيشها منذ ذلك الحين.

وقال إن بعض العمال يتصرفون بصورة غير لائقة، ولكن الحل هو إحكام الرقابة عليهم من قبل وزارة العمل وأفراد الشرطة وحتى البلدية، لان ما يمارس وسط الأحياء العائلية، هو نفسه الذي يمارس في الأماكن التي خصصت للعزاب، بل بات الخطر اشد وأقوى، لان وجود آلاف العزاب في مكان واحد هو بمثابة قنبلة تستعد للانفجار.