رمز الخبر: ۱۷۲۰۰
تأريخ النشر: 09:27 - 04 November 2009
مصيب نعيمي
عصرایران - في خطوة تبدو مدروسة من حيث التوقيت والمكان، بدأ اليمين السويسري المتطرف حملة معادية ضد الجالية الاسلامية هناك، والتي يبلغ تعدادها قرابة النصف مليون نسمة، مطالباً بهدم المنائر الاسلامية وإغلاق المساجد التي بنيت منذ أكثر من خمسين عاماً ويصل عددها الى أكثر من 150 مسجداً.

بموازاة ذلك، وقّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ميزانية قدرها 55 مليون دولار للحرب الناعمة أو المخملية ضد ايران عبر وسائل الإعلام وتشويه صورة الجمهورية الاسلامية بشتى الطرق.

وليس غريباً أن يتزامن هذان الحدثان مع المشروع الصهيوني الرامي الى بناء المستوطنات بدعم وتشجيع أمريكيين، وكأن هناك مشاريع حروب جانبية لتنفيذ مخطط يرمي الى العودة الى لغة الهيمنة والسيطرة على مقدّرات الشعوب الاسلامية.

ولا شك بأن المشروع يعتمد على فتح معارك جانبية لإشغال المسلمين وتصنيفهم بين معتدل ومتطرف لغرض تمرير المشاريع الكبرى وتحقيق الهيمنة دون أي عائق.

والعودة الى وقائع ميدانية خلال العقد الأخير تؤكد بأن مسلسل الأحداث مترابط بعضه بالبعض منذ أحداث 11 سبتمبر، حيث فتح ملف غزو العراق وأفغانستان واتهام ايران بدعم الارهاب والملف النووي واطلاق يد الصهاينة لضرب لبنان وفلسطين، ومن ثم توسيع رقعة الاستيطان وتهديد سوريا بالعزلة وتحريض البلدان العربية على بعضها وإشعال الحرب في اليمن واستغلال قضية دارفور وإشغال باكستان في حرب أهلية، والكثير الكثير من أحداث لم تكن متوقعة في الظروف الطبيعية.

واليوم نرى بأن أطماع الغرب قد توسعت، حيث لا يعترف بسيادة أي دولة على مساحة العالم الاسلامي ويطالب الجميع بالطاعة أو المواجهة مما يستدعي رداً ملائماً وعلى مستوى المسلمين كافة.

فبإمكان مليار ونصف مليار مسلم أن يفرضوا شروطهم على المسلّطين على القرار الدولي لأنهم يشكلون ربع سكان الكرة الأرضية دون أن يملكوا اي موقع في صنع القرار.

ان العدو الذي يجيز لنفسه احتلال البلدان وقتل الشعوب لا يسمح بحق الضحايا في رفع أصواتهم بالإحتجاج. ان الصمت أمام هذه الهجمة الشرسة سوف يشجع المعتدي الذي إذا سمع صوتاً مدوياً فانه يتراجع وهذا هو المطلوب.