رمز الخبر: ۱۷۲۷۴
تأريخ النشر: 11:23 - 07 November 2009
خسرو علي أكبر
عصر ایران - خسرو علي أكبر – باريس

من الصعب على المحللين والخبراء في الشؤون اليمنية تقديم  إجابة قاطعة على السؤال المطروح في العنوان المذكور أعلاه ، وهي إجابة سوف تكون أقرب للتكهنات والتخمينات ، مع ذلك لابد من الوقوف عند بعض الحقائق المرتبطة بالحدث اليمني ، خصوصا بعد ان أتسعت رقعة القتال مع دخول القوات السعودية كطرف حليف للحكومة اليمنية علنا من خلال قصف مواقع الحوثيين .

1- الشيعة سواء في السعودية أو اليمن أو في أي بلد عربي آخر لم يحصلوا على حقوقهم كمواطنين ينتمون للبلدان التي يقيمون فيها منذ مئات السنين. إن المواطنة في أغلب البللدان العربية مبنية على الإنتماء المذهبي ، وهو السبب الذي أتاح للحكومات العربية إضطهاد الشيعة في العراق والسعودية والبحرين واليمن ، وكي تتخلص الحكومات العربية من تهمة الإضطهاد الطائفي الذي تمارسه ضد الشيعة إتهمتهم كرارا بالتبعية والولاء لايران ، ولم توجه  هذه التهمة إعتباطا من قبل الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبدالله الثاني ، فالهدف من هذه التهمة  هو الاستمرار في سياسة التمييز الطائفي ضد الشيعة والسعي الى القضاء على أي حركة سياسية نضالية تطالب بحقوق الشيعة .

2- أعلن الحوثيون أنهم تعرضوا لقصف من قبل الطيران العسكري السعودي أكثر من مرة وان القصف إستهدف المدنيين منهم  ، الا أن التطور الأساس هوتبني  القوات السعودية وبشكل علني عمليات عسكرية  ضد الحوثيين ، القرار السعودي  بدخول الحرب ضد الحوثيين سوف يكلف المملكة العربية السعودية خسائر لم تكن في حسبانها ، فهي شاءت أم أبت قد فتحت أكثر من جبهة ضدها ، فعلى الصعيد الجغرافي تكون السعودية قد حولت حدودها الى جبهات قتال قد تشهد في الأيام القادمة تطورات عسكرية .ومن جهة أخرى إن حرب السعودية ضد الحوثيين الشيعة سوف يحظى بتعاطف  الأقلية الشيعية المضطهدة في السعودية ذاتها الى المطالبة بحقوقهم المشروعة .

3- مشكلة صناع القرار السعودي في سعيهم الى تحويل بلادهم الى أهم بلد إقليمي في المملكة ، وهم لايمتلكون أية مؤهلات لبلوغ هذا الحلم سوى البعد  الطائفي   ومن بعد ان فشلت محاولاتهم في  توظيف شعارات طائفية تسعى الى تحشيد السنة ضد الشيعة  ، هاهم يراهنون على الحل العسكري ذي الوجهة الطائفية .إن دخول السعودية في خط النزاع في الوقت الذي يعلن فيه البيت الأبيض ان من المستبعد أن يحسم الأمر عسكريا يشير الى نتائج لن تكون في صالح الرياض .

4- مرة أخرى تكشف الدول الغربية عن نفاقها الصارخ فيما يتعلق بحقوق الانسان ، فمواقفها تراوحت بين التأييد للسعودية وبين الصمت على قتل أقلية مذهبية ليس لها ذنب سوى اختلافها في المعتقد الديني .

5- القضايا العادلة هي التي تنتصر ، والمجرمون الذين يستهدفون الأبرياء لابد أن ينتهي بهم المطاف الى المحاكم والسجون ، وفي جرائم الصهاينة ضد الأبرياء في غزة عبرة لمن يستهدف المدنيين في المناطق التي يقطنها الحوثيون .