رمز الخبر: ۱۷۳۲۱
تأريخ النشر: 09:22 - 09 November 2009
محمد صادق الحسيني
عصرایران - القدس العربی - انها حرب البحار والمحيطات والمضائق اذن قد انطلقت كما سبق وحذرنا، عندما شخصنا بان القوة العظمى الاولى في العالم انحسر نفوذها في اليابسة وبدأت تفكر بنقل المعارك الى المياه !
ليست وحدها السفن التجارية ستكون عرضة للقرصنة الاستعمارية المتوحشة، ولن تكون اسرائيل وحدها هي من سيعترض السفن من الآن فصاعدا !

بذريعة او بدونها سيكون كل شيء يتحرك في البحار والمحيطات من الآن فصاعدا عرضة للقراصنة الحقيقيين المدعومين بما يسمى بالمجتمع الدولي الحر والمتمدن !

لاشك انكم تتذكرون الاتفاق الذي عقد على عجل في آخر ساعات محرقة غزة الصهيونية بين مجرمة الحرب تسيفي ليفني و'المولدة' الفاشلة كوندوليزا رايس والذي تم التوقيع عليه في واشنطن والقاضي وقتها بضرورة محاصرة كل البحار والمضائق الموصلة الى غزة من اجل منع ما سمي وقتها بايصال السلاح الى المدافعين عن غزة هاشم والقطاع المظلوم .

صحيح انها ليست السفينة الاولى التي تعترضها او تختطفها اسرائيل من عرض البحار، لكنها المرة الاولى التي تحاول اسرائيل من خلالها وبدعم وضوء امريكي واضح ان تشرعن القرصنة الدولية لنفسها ولاسيادها بحجة مكافحة تهريب الاسلحة !

واما من جهة اذا ما كانت اسرائيل تكذب وتلفق قصة ما على ايران وسورية ولبنان ام لا، فان الامر اخطر من ذلك بكثير، ذلك ان هذا العمل الارهابي ولمن لم ينتبه قد جاء بعد اضخم واخطر مناورات قام بها الكيان الصهيوني في البحر المتوسط مع 'سيدة' العالم الاولى اي الولايات المتحدة الامريكية بحجة الدفاع عن امن هذا الكيان الذي يتعرض للخطر من قبل الدول المشار اليها آنفا كما يتم الترويج !

واذا ما اخذنا بعين الاعتبار الاستعراض الاستفزازي لغواصات العدو الصهيوني قبل مدة وجيزة من هذا البحر والذي يسمونه' بحرنا' الى البحر الاحمر وبالعكس وباغماض عين من جانب اكبر دولة عربية وللاسف الشديد، و من ثم التقارير التي تناقلتها من قبل ايضا بعض وكالات الانباء حول استعراض اسرائيلي مشابه على بوابات جبل طارق بالاشتراك مع الدولة العظمى الامريكية ايضا فاننا نستطيع الاستنتاج بسهولة بان هؤلاء القراصنة انما يحضرون لاجواء السيطرة على مضائق العرب من باب المندب الى جبل طارق مرورا ببوابة قناة السويس بالطبع وذلك من اجل فرض طوق بحري على ما تبقى من الكيان المتجبر بعد ان فشلوا في حمايته من التصدع على اليابسة !

ولمن لم يتنبه بعد نقول بان ما بعد احتجاز السفينة المزعومة بنقل اسلحة من ايران الى سورية، هو ليس مثل ما قبل هذا الحادث الارهابي الذي يشرعن للقرصنة الاسرائيلية، الامر الذي يتطلب تحركا واجراء عربيا واسلاميا ودوليا بمستوى الحدث هدفه ردع اسرائيل حتى ولو اضطر الامر الى فعل ذلك بالقوة اي معاملتها بالمثل وذلك كحد ادنى حتى ترتدع عن تكرار ما حدث ولا تستبيح البحار والمحيطات كما استباحت الاراضي والبلدان من قبل .

واما حكاية السلاح الذي لم نتأكد من مزاعمهم حوله بعد، فان لنا كلمة حوله الا وهي ان من يسلح شرقا وغربا وينشر اسلحة الدمار الشامل في اربع جهات الارض، ويزرع كيانا ارهابيا فوق ارض الغير بقوة الارهاب وترويع الاهالي المدنيين ونقض كافة المعاهدات الدولية على مدار الساعة وفي وضح النهار وعلى الهواء مباشرة، وهو يحاكم اليوم من قبل الامم المتحدة على جرائم حرب وابادة الجنس البشري هو آخر من يحق له ان يتكلم عن السلاح بيعا او شراء او اهداء صحت المزاعم حول هذه السفينة ام لم تصح !

في هذه الاثناء ثمة من يعتقد جازما بان رواية سفينة الاسلحة الايرانية المزعومة الى حزب الله انما هي جزء من سيناريو احكام الطوق الاستخباري والتجسسي والنفسي على لبنان في اطار النشاطات التجسسية التي لم تنقطع على لبنان الدولة والشعب والمقاومة، وبالتالي فان اطلاق سراح السفينة وطاقمها وامحاء آثار اي تحقيق مستقل ممكن ان يبقى موضع شبهة عالية بحقيقة الرواية الملغمة !

واذا ما اخذنا بعين الاعتبار ايضا بعض التقارير المنشورة في كل من المانيا وايطاليا وفرنسا عن ما سمي بخطة امريكية لضرب ايران في الربيع المقبل، فان منظومة الحرب الاستخبارية النفسية ستكتمل عندئذ ورواية السفينة المختطفة من عرض البحار وبعيدا جدا عن المياه الاقليمية الفلسطينية تكاد تصبح الشماعة المطلوبة او 'قميص عثمان' المخترع لغرض الاستفادة منه في الاتجاه المطلوب وفي اللحظة المناسبة !

اخيرا وليس آخرا فانه قد يكون موقف الزعيم الوطني اللبناني العماد ميشال عون وهو قائد جيش لبناني سابق وليس زعيما سياسيا محنكا فحسب، قد تكون الرد المناسب على تلك الترهات الاسرائيلية المخالفة لاي منطق دولي او قانون محلي لاي دولة فيما يخص حق الدول والجماعات في التسلح والدفاع عن نفسها سواء صحت الرواية المزعومة ام لم تصح .

فمنذ متى تستطيع دويلة مختلقة ومصنوعة بالتزوير والحيلة والخداع والارهاب المنظم ان تتسلح كيفما تشاء وتسلح من تشاء ومن ثم تضع معايير التسلح الدفاعي التي تراها هي مناسبة على ضحيتها !

انه منطق اسوأ حتى من شريعة الغاب الشهيرة، انه منطق اللاقانون واللاشريعة والذي ينبغي ان يتم وضع حد له قبل فوات الاوان وقبل ان تستفحل الامور ويفلت الجلاد من العقاب كما يحاول الآن مع تقرير غولدستون الذي يدينه بكل وضوح .

انه منطق استباحة كل شيء فوق البحر وتحت البحر تماما كما فعلوا من قبل ولا يزالون في عملية الاستباحة المستمرة دون انقطاع للارض المقدسة الفلسطينية المباركة من حول القدس الشريف حيث يستبيحون جوف الارض وفوق الارض والعالم العربي والاسلامي يقف متفرجا وكأن الامر يقع في كوكب آخر !