عصرايران - الجزيره - تناولت نيويورك تايمز الإرث التاريخي الذي خلفه سقوط جدار برلين عام 1989 في تعليق موسع شمل آراء عديدين من السياسيين والخبراء والباحثين، في ظل احتفال العالم بذكرى مرور عشرين عاما على الحدث، واستمرار الجدل بشأن التغيرات التي أعقبته على المستوى العالمي.
وكتبت الصحيفة في تعليق موسع أن مجموعات مختلفة في دول متعددة تنظر إلى ذكرى سقوط الجدار وما تلا ذلك من أحداث وتغيرات من زوايا مختلفة.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة جورج واشنطن جيمس غولدغير الذي أرخ لتلك الفترة، إن السؤال الكبير الذي بقي مطروحا على الساحة على مدار 20 عاما يتمثل في من يقف وراء ذلك الإنجاز؟
وأضاف أن كثيرين من الأميركيين ينسبون الفضل إلى الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان وما سماه موقفه الحازم إزاء الشيوعية وإنفاقه الضخم في المجالات العسكرية.
انهيار سوفياتي
ومن الناحية الأوروبية تختلف النظرة إزاء سقوط الجدار، حيث يقول الباحث في معهد كارنيغي بواشطن روبرت كاغان إنه إذا نسب 90% من الأميركيين الفضل في سقوط الجدار إلى القوة الأميركية، فإن 99% من الأوروبيين يعتقدون أن الجدار سقط بفضل دبلوماسيتهم وقوتهم الناعمة.
من جانبه قال رونالد أسموس نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أوروبا إن سقوط الجدار أدى إلى توحد أوروبا وسيطرتها أو احتوائها للمشاكل السابقة التي كانت في قلب الأوروبيتين الغربية والشرقية، مشيدا بانضمام دول القارة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويضيف أسموس وهو رئيس مكتب صندوق مارشال الألماني في بروكسل، بالقول إن للناتو الفضل في احتواء الحرب القصيرة التي جرت بين روسيا وجورجيا، وإنه لم يعد للمشاكل وجود يذكر على الساحة الأوروبية الموسعة.
وأضافت نيويورك تايمز أن كثيرين من الأوروبيين يقولون إن سقوط الجدار عام 1989 شكل نهاية للحرب الباردة في ظل انقسام العالم سابقا إلى قطبين كبيرين (الشرقي الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي والغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة)، مضيفين أنه بعد مرور عشرين سنة على إرث 1989 فإن سياسة القطب الواحد الأميركي هي أيضا في طريقها إلى الانتهاء.
ومضت تعليقات أخرى في الصحيفة إلى أنه بينما أدت الأحداث التي تلت 1989 إلى توسيع أوروبا، فإنها أدت في المقابل إلى "تمييع" الاتحاد الأوروبي بسبب تعدد الآراء واختلافها بشأن كثير من المسائل، وأن الانقسام باق في الذاكرة الجمعية الأوروبية بين أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية.
وقال الكاتب البريطاني غارتون آش إن كثيرين في أوروبا الشرقية شهدوا معاناة كبيرة بعد 1989 إثر تحولهم المفاجئ والقاسي إلى الرأسمالية، مضيفا أن الأوروبيين الشرقيين يشعرون بأنهم تعرضوا للخديعة وحتى للخيانة، وأنهم باتوا يعيشون وسط أجواء نظريات المؤامرة بشأن الصفقات التي تجري على الطاولات المستديرة وما يدور من حولهم.