رمز الخبر: ۱۷۴۰۳
تأريخ النشر: 08:46 - 11 November 2009
عصرایران - الجزیره - بدأ برلمان تركيا في جلسة صاخبة نقاشا أوليا بشأن خطة حكومية لحل القضية الكردية تلقى معارضة شديدة من الأحزاب القومية التي ترى فيها "استسلاما" لحزب العمال الكردستاني.

وقال وزير الداخلية بشير آتالاي مخاطبا البرلمان أمس إن "حل مشاكل المواطنين واجب وطني وليس في ما نطرحه ما يهدد وحدة تركيا بل هو تطبيق لوصية أتاتورك لإحلال السلام".

وعندما كان آتالاي يتحدث كان نواب قوميون يحملون لافتات تبدي انزعاج المعارضة القومية من اختيار يوم يوافق ذكرى وفاة كمال أتاتورك الـ71 موعدا لعرض الخطة.

مشروع خيانة

وقال النائب عن حزب العمل القومي محمد سندير قبل بدء النقاش إن "حزب العدالة والتنمية يحاول أن يحقق بالسياسة ما لم يحققه حزب العمال الكردستاني بالأسلحة" ووصف آخر الخطة بأنها "مشروع للخيانة والتدمير".

لكن آتالاي أكد أن الحكومة لم تظهر أي ضعف في محاربة "الإرهاب" بل إن الخطة -حسب قوله- مشروع لإنهائه.

وقال "نريد إنهاء هذه المعاناة" وأكد أن الخطة "لا تتضمن إطلاقا أية عناصر من شأنها ضرب الوحدة الوطنية".

شق قانوني

وتشمل الخطة التي يفصلها أكثر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمام البرلمان غدا، شقا قانونيا يراد به كما قال وزير العدل سعد الله أرغين أن يمثل المراهقون الذين يتظاهرون تأييدا لحزب العمال أمام محاكم الأحداث لا محاكم قضايا الإرهاب.

ويقترح التعديل تعويض أحكام السجن في حق هؤلاء بغرامات مالية، وببرامج تأهيل في مؤسسات إصلاحية.

وسجنت تركيا بموجب قانون سنته حكومة أردوغان نفسها في 2005، مئات المراهقين الأكراد، وبلغ العدد العام الماضي في ديار بكر وحدها خمسمائة.

عبد الله أوجلان

كما نقلت سي إن إن التركية عن أرغين قوله إن الحكومة تريد إرسال خمسة معتقلين آخرين من حزب العمال إلى جزيرة إيمرالي قرب إسطنبول حيث يسجن وحيدا عبد الله أوجلان زعيم التنظيم.
 
ويبدو أن القرار لتخفيف انتقادات مجلس أوروبا، الذراع الحقوقية للاتحاد الأوروبي، الذي قال إن العزلة أضرت بصحة أوجلان العقلية.

وأطلقت تركيا الشهر الماضي سراح مجموعة من حزب العمال دخلت تركيا في خطوة رمزية تأييدا للانفتاح الحكومي الجديد.

وحسب وسائل إعلام تشمل الإصلاحات التي تلقى تأييد الاتحاد الأوروبي السماح بإطلاق تلفزيونات بالكردية وتدريس اللغة الكردية اختياريا والسماح باستعمالها في الحملات الانتخابية، واتخاذ خطوات لتشجيع مسلحي حزب العمال على الاستسلام.

وقف متبادل

لكن التنظيم، الذي بدأ القتال في 1984، شدد على أنه لن يوقف القتال ما لم تنه الحكومة حملاتها العسكرية.


وقال التنظيم، الذي بات يقاتل فقط من أجل حكم ذاتي موسع للأكراد في جنوب شرق تركيا، إن "مناقشة القضية الكردية في البرلمان فرصة لحل المشكلة، لكن على البرلمان أن يناقش طرق تحقيق سلام دائم لا أن يقارب المسألة من خلال مصالح سياسية ضيقة".

وحسب حسني محلي المختص في العلاقات التركية الكردية يجب أن ينظر إلى الخطة في إطار تصور أكبر لمستقبل تركيا التي تحضر نفسها للانسحاب الأميركي من العراق ولاحتمال حسم مستقبل كردستان ومعه قضية كركوك.

وقال حسني للجزيرة إن تركيا تستغل علاقاتها الجيدة مع شمال العراق الآن لحسم هذه المسألة الداخلية، كما أن الاتحاد الأوروبي يريدها إذا انضمت إليه أن تكون من دون مشاكل في الداخل والخارج.

وأضاف أن الخطة إن طبقت سيكون لها كبير الأثر على أكراد العراق الذين سيتطلعون دائما إلى تركيا حتى لو سيطروا على كركوك وكل نفط العراق، لأنها طريقهم لتصدير هذه الثروة.