رمز الخبر: ۱۷۴۲۵
تأريخ النشر: 08:31 - 12 November 2009
اسماعيل سلطنت بور
عصر ايران ، اسماعيل سلطنت بور – قام رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني في الاسبوع الفائت بزيارة الى العراقق ، ورغم ان هذه الزيارة تبدو طبيعية في العرف الدبلوماسي وكزيارة لمسؤول الى بلد جار الا انها تكتسي اهمية من عدة جوانب.

الاول ان لاريجاني التقى خلال هذه الزيارة مع اكثر اشخاص الحكومة العراقية تطرفا سواء طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وكذلك اياد علاوي المعروفان بمواقفهما المتطرفة تجاه ايران. ان محادثات مسؤول رسمي ايراني مع اشخاص كهؤلاء مؤشر على تطور ايجابي في السياسة الخارجية للبلاد لان الكثير من سوء التفاهم والتعارض يتم تلطيفه في مثل هذه اللقاءات وهذا يعود بالنفع على الجانبين.

وبغض النظر عن القضايا التي طرحت خلال لقاء لاريجاني مع علاوي وهاشمي فانه يجب التاكيد على ان الحوار مع المتطرفين المعارضين لاقامة علاقات وثيقة مع ايران والمسؤولين السياسيين الايرانيين ، يسهم في ذوبان الجليد وربما ان صورة ومقبولية لاريجاني في العراق تؤدي الى ان تسهم هذه الزيارة في ايجاد مكاسب للشيعة في هذا البلد.

كما ان اللقاء مع المعارضين وبعض السياسيين السنة العراقيين يحمل في طياته هذه الرسالة الدبلوماسية بان طهران لها نظرة فوق طائفية في العراق وان مشروع عراق مستقر وهادئ لن يتحقق الا من خلال مشاركة جميع المجموعات سواء الشيعة والسنة.

واضافة الى ذلك فان العراق هو على اعتاب اقامة انتخابات برلمانية وقبيل زيارة لاريجاني الى العراق كانت هناك انباء مثيرة للقلق حول حدوث انشقاقات بين المجموعات الشيعية. وبناء على هذه الانباء فانه كان مقررا ان يشارك المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم وحزب الدعوة بزعامة نوري المالكي والاصلاح الوطني بزعامة ابراهيم الجعفري في الانتخابات من خلال قوائم منفصلة.

كما تحدثت المصادر العراقية عن اتساع نطاق الخلافات بين الحكيم والجعفري والمالكي وفي هذه الظروف فان لاريجاني توجه الى بغداد ربما يتمكن من ايجاد التقارب بين الشيعة في العراق.

ورغم ان بعض وسائل الاعلام المعادية للشيعة اعربت عن قلقها من زيارة لاريجاني الى العراق كما عبرت عن قلقها من امكانية ائتلاف الشيعة في العراق وحاولت القاء ظلال من الشك على هذه الزيارة لكن الحقيقة ان العراق الذي يضم اغلبية شيعية وهو مجاور لايران ونظرا الى الاواصر العريقة بين الشعبين الايراني والعراقي والعوامل العديدة الاخرى فان مصير البلدين اصبح مرتبط باحده الاخر وانه في الظروف العادية لا يمكن لاقلية ان تعتبر نفسها منتصرة وعلى حق في مقابل اغلبية الا اذا كانت هذه الاقلية من الصداميين!

وربما يمكن القول بان الاقلية المعادية للشيعة كانت تامل بحدوث خلافات وانشقاق بين المجموعات الشيعية لكي تتمكن من خلال ذلك من السيطرة على البرلمان وثم رئاسة الوزراء.

ويمكن اعتبار زيارة لاريجاني الى العراق بانها كانت ناجحة بكل المقاييس لانه واثناء تواجده في العراق بثت وكالات الانباء الاجنبية انباء عن ائتلاف المالكي والحكيم.


واستمد لاريجاني خلال هذه الزيارة من نفوذه كمواطن ايراني متولد في العراق ومن اسرة ذات شعبية في هذا البلد ونفوذه الاعتباري كونه رئيسا للبرلمان الايراني وممثل المرجعية الشيعية في ايران (قم) وقام بتحفيز التيارات الشيعية على الوحدة.

وعلى هذا الاساس تحول لاريجاني الى محور وحدة الشيعة في العراق وبرزت بارقة امل لدى الشيعة العراقيين ، خلال تواجده ليومين في العراق ومحادثاته مع المالكي والجعفري والحكيم.

والى جانب ذلك ، فان موضوعات اخرى ادرجت على جدول محادثات لاريجاني مع المسؤولين العراقيين وهي العواصف الترابية التي منشاها العراق وتدخل الى الاراضي الايرانية وكذلك المشاكل التي يواجهها الزوار الايرانيون للعتبات المقدسة واعلن بان زيارة الايرانيين الى العراق تسهم في تعزيز الاقتصاد العراقي لذلك فانه يتعين على الطرفين اتخاذ اجراءات لحل هذه المشاكل ويقال بان اتفاقات حصلت في هذا المجال.

وفي الاجمال يمكن القول بان زيارة رئيس البرلمان الايراني تكتسي اهمية من ناحيتين هما التقريب بين الشيعة العراقيين على اعتباب الانتخابات البرلمانية في هذا البلد وكذلك توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بين ايران والعراق. لان هزيمة الشيعة المتفرقين في الانتخابات العراقية ليس لصالح العراق ولا يخدم الاستقرار السياسي في المنطقة.

واتضح خلال هذه الزيارة بان لاريجاني الذي هو نجل احد العلماء الشيعة الشهيرين ، يحظى بشعبية خاصة لدى الشيعة العراقيين بحيث انه كلما اطلع الناس العاديين على وجود لاريجاني مثلا في ضريح الامام الحسين (ع) كانوا يحاولون رغم القيود الامنية الاقتراب منه وترديد الشعارات للتعبير عن حرصهم عليه الشي الذي اثار ايضا استغراب المجموعة العراقية المكلفة حماية لاريجاني.
ان اية الله السيستاني المعروف عنه انه لا يستقبل كثيرا السياسيين ، استقبل لاريجاني برحابة صدر واستضافه في منزله لنحو ساعتين ، في لقاء اكثر من كونه لقاء رسميا.

ويمكن القول في الختام ان لاريجاني نجح في تحقيق هدفه الرئيسي هو التقريب بين المجموعات الشيعية عشية الانتخابات البرلمانية العراقية. ويجب ان نكون بانتظار ان يرسخ العراقيون وحدتهم ويبقون على عهدهم في الوحدة والتماسك.
المنتشرة: 0
قيد الاستعراض: 0
لايمكن نشره: 0
مجهول
Kuwait
09:48 - 1388/08/21
0
0
إن شاء الله علي لاريجاني هو الرئيس المقبل لايران لما يمتلكه من قدرة مداراة الآخرين و سياسة معتدلة و محنكة
مجهول
Canada
11:11 - 1388/08/21
0
0
اهلا بالسيد لاريجاني ضيفا عزيزا ونحن العراقيين نكن لجمهورية ايران الاسلاميه كل الود والاحترام ونبارك حهوده لتوحيد شيعة ال البيت في العراق حتى لايعود البعث الصدامي النجس لحكم العراق من جديد.