رمز الخبر: ۱۷۴۸۱
تأريخ النشر: 09:20 - 14 November 2009
عصرایران - الجزیره - قال الرئيس السوري بشار الأسد إن دعوة إسرائيل إلى استئناف مفاوضات السلام مع سوريا دون شروط مسبقة هو تلاعب بالألفاظ، ودعا الإدارة الأميركية إلى بذل المزيد لإيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط.

وقال الأسد في تصريحات عقب لقائه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه في باريس إن "سوريا ليس لديها أي شروط ( للمفاوضات)، سوريا لديها حقوق وهي لن تتنازل عن حقوقها". وأضاف أن "هذا اللعب الإسرائيلي بالألفاظ هدفه لفت الأنظار عن هذه المطالب والحقوق (السورية)".

وقال الأسد إنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادة في عملية السلام "فعليها أن ترسل فريق خبرائها إلى تركيا ونحن سنرسل فريق خبرائنا إلى هناك".

يذكر أن تركيا تتوسط بين الطرفين لإحياء مفاوضات السلام بين البلدين، ولكن هذه المفاوضات غير المباشرة توقفت بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام الماضي.

وعن العلاقات مع فرنسا، قال الأسد إن علاقات دمشق مع باريس تحسنت في الأشهر الأخيرة.

دور أميركي

وفي هذا الإطار أيضا، طالب الأسد في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية الرئيس الأميركي باراك أوباما بطرح خطة عمل واضحة لاستئناف محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل.

وقال الرئيس السوري للصحيفة الفرنسية إن نقطة الضعف هي الراعي الأميركي لمحادثات السلام، معتبرا أن ما قاله أوباما عن السلام شيء طيب وأن سوريا تتفق معه في المبادئ "لكن ما خطة العمل؟" وأضاف الأسد أن الراعي مطالب بوضع خطة عمل. وأن يعمل على الأخذ بزمام المبارة دون أن ينتظر مبادرة أطراف أخرى بالتصرف.

وصرح الأسد بأنه رغم تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة لا تزال هناك قضايا تعرقل أي عمل مشترك باتجاه إحلال السلام في الشرق الأوسط مثل استمرار العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

وقال الرئيس السوري إنه يدعم مبادرة السلام العربية القائمة على مبادئ مجلس الأمن الدولي، وأعرب في الوقت نفسه عن أسفه لعدم رغبة الحكومة الإسرائيلية الجديدة في دفع عملية السلام قدما.

ودعا الأسد الدول الأوروبية إلى "القيام بدور في الشرق الأوسط"، وقال إنه يتعين على الأوروبيين إظهار المزيد من الاستقلالية السياسية، مشيرا إلى أن الجانب الأوروبي مال ناحية الولايات المتحدة على حساب سوريا.

أكاذيب إسرائيلية

وردا على سؤال عن السفينة التي استولت إسرائيل عليها في البحر الأبيض المتوسط وقالت إنها آتية من إيران ومحملة بأسلحة لحزب الله، قال الأسد إن هذه القضية هي واحدة من الأكاذيب التي تنشرها إسرائيل، متسائلا ما الدليل على أن الأسلحة كانت موجهة إلى حزب الله أو جهة أخرى؟ كما أنه يحق للدول شراء السلاح.

غير أنه لفت إلى أن السؤال الأساسي هو "هل يحق لإسرائيل أن تقوم بعملية قرصنة في وسط البحر المتوسط وتوقف سفينة؟ هل هي مفوضة من الأمم المتحدة للقيام بذلك؟ المشكلة تكمن في أن هذا العمل مخالف للقانون الدولي وليس في حمولة السفينة".

وسأل لماذا يحرّم السلاح على الآخرين في المنطقة باستثناء إسرائيل، ووصف ذلك بأنه يندرج في خانة ازدواجية معايير، معيدا التأكيد بأنه لا معلومات لديه بأن السلاح كان موجها إلى حزب الله.

وجاءت زيارة الأسد لفرنسا في أعقاب زيارة مماثلة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال مساعدون له إنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع سوريا لكن دون شروط مسبقة.

وقال مسؤول إسرائيلي سافر معه إن نتنياهو أبلغ ساركوزي بأنه "مستعد للقاء الأسد في أي مكان وأي وقت على قاعدة أنه لا توجد شروط مسبقة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الأربعاء في تل أبيب إن على إسرائيل أن "لا تستخف بإشارات الاستعداد للسلام التي صدرت مؤخرا عن دمشق".