رمز الخبر: ۱۷۵۱۷
تأريخ النشر: 09:40 - 15 November 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - الازدواجية، سمة السياسة لدى الغرب وتعامله مع الآخرين، فهو يعمل خلاف ما يصرح به ويلوح بالعصا والجزرة معاً متجاهلاً ان الآخرين لهم كرامتهم وعزّتهم التي يضعونها فوق كل اعتبار.

عندما فاز اوباما بالرئاسة في الولايات المتحدة، كان من بين أول ما تحدث عنه، انتهاج سياسة التغيير، وظل ولازال يردد ذلك لإقناع الدول الأخرى ان إدارته التي جاءت الى البيت الأبيض تريد تغيير الكثير من المفاهيم التي سادت خلال الإدارات السابقة، ولكن مع مضي الوقت وتحرك اللوبيات الضاغطة، أثبتت هذه الإدارة أنها لا تختلف بشيء عن سابقاتها إلا في طريقة الخطاب الذي يهدف في الأساس التسويق والتسويف وتضليل الطرف الآخر.

أعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي، ان الرئيس اوباما مدد لعام آخر العقوبات التي تفرضها أمريكا على ايران، وهي خطوة تناقض مع ما صرح به اوباما في فترة غير بعيدة عن أنه يريد نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة مع ايران، علماً ان إدارته حاولت منذ نهاية العام الماضي إقامة اتصالات مع طهران، للحوار بشأن برنامجها النووي، في حين كان يتعين على هكذا إدارة، تحدثت عن التغيير وطي الماضي، ان تبادر الى خطوات تشجيعيّة لإثبات مصداقيتها لدى الطرف الآخر بتحقيق ما تطالب به ايران في إحقاق حقوقها.

ولكن التناقض الأمريكي وكالسابق لم يقتصر على تمديد فترة العقوبات هذه المرّة، بل تزامن مع خطوة عدائية أخرى قامت بها نيابة في نيويورك تمثلت في مصادرة أربعة مراكز إسلامية في بعض المدن الأمريكية وأحد الأبراج المؤلف من 36 طابقاً في نيويورك، بزعم انتهاكها للقوانين الأمريكية واتهامها بأنها على علاقات غير قانونية مع الحكومة الإيرانية. وهي أشد خطوة حقوقية اتخذتها واشنطن ضد طهران حتى الآن، بالنسبة لممتلكات كانت مصانة حتى أثناء الحرب التي فرضها النظام البعثي البائد ضد ايران، والإطاحة بطائرة الركاب الإيرانية وكذلك احتجاز الأموال الإيرانية عام 1981.

ان خطوة النيابة في نيويورك كشفت في الواقع عن المخطط الذي يهدف الى مصادرة مليارات الدولارات من مؤسسة علوي وممتلكاتها التي تضم أربعة مراكز إسلامية ومدرستين وحسابات مصرفية تقدر بملايين الدولارات، علماً ان مؤسسة علوي كانت تقوم بأعمال خيرية وإسلامية خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

فهل يصدق المرء التصريحات التي تطلق على الهواء حول التغيير ونسيان الماضي، أم الاجراءات التي تتخذ على أرض الواقع وتخلق القناعة لدى المرء ان العداء الذي تكنه واشنطن لا ينتهي في وقت قريب؟