رمز الخبر: ۱۷۵۲۹
تأريخ النشر: 12:02 - 15 November 2009
هذا الرجل يميني عنصري متطرف، لذلك إذا فكر أي أحد في الأمر، لما وافقوا على استقباله رسمياً من قبل حكومتنا".ويبدو ان الحكومات الغربية إختارت أن تنحاز مرة أخرى الى شخصية متطرفة هاجرت من مولدافيا لتواصل سياسة القتل والتهجير ضد السكان الأصليين .
عصرایران - محمد الأمين - تعد  الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الكيان الصهيوني أفغدور ليبرمان لهولندة مؤشرا على عدم حيادية  السياسة الخارجية لبلدان اوربية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها لصراع الفلسطيني- الاسرائيلي فالزيارة كشفت عن  الوجه الحقيقي لليبرمان باعتباره شخصية عنصرية  متطرفة وقد  طالبت شخصيات سياسية وثقافية وحقوقية بارزة  الحكومة الهولندية لإنتهاج مبدأ الحيادية في التعامل مع طرفي الصراع في فلسطين ، وأكدت على ضرورة فتح باب الحوار مع حماس ، خصوصا وأنها حركة سياسية  تم انتخابها عبر الآليات الديمقراطية ووسلطت الى السلطة عبر صناديق الاقتراع .

ان استقبال  ليبرمان الذي يقود حزباً سياسياً يمينياً متطرفاً يتبنى الأراء السياسية الراديكالية، يضع الأحزاب السياسية الحاكمة فبي أوربا في موقف محرج يتنافى مع أساسيات الأنظمة الديمقراطية ، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو كيف يمكن أن توافق حكومات غربية على إستضافة شخصية متطرفة مثل ليبرمان تتنافى أطروحاته مع ميثاق الأمم المتحدة ومباديء حقوق الإنسان خصوصا وأنه دعا الى طرد السكان الأصليين من بلادهم وتهجيرهم الى لبنان والأردن كما طالب بترحيل عرب إسرائيل إلى أراضي السلطة الفلسطينية وإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.

كما طالبت منظمات عديدة الحكومة الهولندية مناسبة بتغيير سياستها والبدء في حوار مع حركة حماس ، فاذا أخذنا من باب الفرض أن حماس حركة متطرفة فإنها ليست أكثر تطرفا من ليبرمان باعتراف العالم بأجمعه، وهنا يكمن التناقض في السياسة الخارجية لبعض الدول الأوربية ، وبذلك تكون زيارة ليبرمان هب التي فضحت هذا التناقض حتى وان سعى أن يقلل من أهمية المظاهرات المناهضة لسياسة حكومته ولحضوره على الأراضي الهولندية .

ليست المعارضة هي وحدها من وقفت ضد السياسات المتصلة بالاسرائيليين والفلسطينيين فالنائب البرلماني مارتين فان دام من حزب العمل الشريك في الائتلاف الحاكم في هولندا يقف الى جانب المعارضة ويحث الحكومة الهولندية أن لاتعامله كصديق .

على أن الصوت الأكثر جرأة في الدعوة للحيادية جاء من مؤسسة "صوت يهودي مختلف" حيث وقعت 500 شخصية بارزة  على رسالة موجهة للحكومة الهولندية تطالبها بفتح باب الحوار مع حركة حماس ، وقال المخرج السينمائي هاري ده فينتر وههو من أعضاء مؤسسة "صوت يهودي مختلف":""نعم اُنتخب ديمقراطياً، لكنه عنصري محض يرغب في التخلص حتى من السكان العرب الذين يعيشون داخل إسرائيل. ويقول إذا أرادوا إقامة دولة فلسطينية، فليذهبوا إلى الأردن أو لبنان.

هذا الرجل يميني عنصري متطرف، لذلك إذا فكر أي أحد في الأمر، لما وافقوا على استقباله رسمياً من قبل حكومتنا".

ويبدو ان الحكومات الغربية إختارت أن تنحاز مرة أخرى  الى شخصية متطرفة هاجرت من مولدافيا لتواصل سياسة   القتل والتهجير ضد السكان الأصليين .

محمد الأمين – شاعر وصحافي عراقي مقيم في هولنده

alamin62@gmail.com