رمز الخبر: ۱۷۵۵۹
تأريخ النشر: 09:42 - 16 November 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - الخلاف بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني حول إقامة المستوطنات، لا حقيقة له على أرض الواقع، لأن خلفية هذين الحليفين تؤكد أنهما أخذا يستخدمان هذه اللعبة الجديدة للتمويه، ومن السذاجة عقد الأمل على مثل هذا الخلاف لاسترجاع بعض الحقوق، فالجهل بواقع العلاقات القائمة بين واشنطن وتل أبيب يترتب عليه نتائج عكس ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني.

ان أوضح برهان على ان الولايات المتحدة لن تذهب أبعد من هذا الخلاف الصوري، حتى لا تثير انزعاج الكيان الصهيوني وعدم ارتياحه، هو ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زيارتها لفلسطين المحتلة ولقائها نتنياهو الذي أعلن صراحة ان إدارة اوباما لا تخالف وجهة نظر إسرائيل بشأن وقف إنشاء المستوطنات، وقوله ان واشنطن لن تطالب أبداً بوقف دائم لإنشاء المستوطنات.

ورغم ان بعض وسائل الإعلام الغربية والصهيونية حاولت الإيحاء بأن اللقاء الذي حصل مؤخراً بين اوباما ونتنياهو تم في أجواء متوترة وغير ودّية، وواقع الأمر ان وسائل الإعلام هذه جاءت للتضليل، لأن تاريخ الكيان الصهيوني منذ إقامته في قلب العالم الإسلامي منذ نحو ستين عاماً، أثبت ان المسؤولين الأمريكيين يضعون نصب أعينهم خطاً أحمر لا يتجاوزونه في جميع الظروف والأحوال وهو الالتزام بمصالح الكيان الصهيوني.

ولذا فإن تركيز الإعلام الأمريكي والصهيوني على وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في هذه المرحلة، يهدف للإيحاء بأن إدارة اوباما تختلف عن سابقاتها، ومن الأفضل للدول العربية والفلسطينيين اغتنام فرصة وجود هذه الإدارة للتوصل الى حل للقضية الفلسطينية قد يتمكنوا من خلاله استعادة حقوقهم، وبالطبع حسب التصور الأمريكي-الصهيوني.

ولكن غاب عن بال الغربيين والصهاينة خاصة الأمريكيين ومن يعقد الأمل عليهم بأن يكونوا وسطاء نزيهين. ان قضية الشعب الفلسطيني ليست في وقف إنشاء المستوطنات لفترة محددة، وليست في قضايا تافهة من هذا القبيل، فهذا الشعب يطالب باستعادة حقوقه المشروعة كاملة، ومنها أرض فلسطين وحق العودة و... ولن يهدأ له بال، طالما العدو الصهيوني المحتل يقبع فوق أرضه يعيث فيها فساداً.