رمز الخبر: ۱۷۵۹۳
تأريخ النشر: 10:57 - 17 November 2009
عصرایران - دعا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الدول الغنية إلى بذل مزيد من الجهد للقضاء على ظاهرة الجوع في العالم، وطالبها خلال قمة الأمن الغذائي العالمي التي انطلقت أمس الاثنين في روما بفتح أسواقها لمنتجات الدول الفقيرة، في الأثناء حذر الزعيم الليبي معمر القذافي من "الإقطاع الجديد" الذي تمارسه الدول الغنية في أفريقيا، منتقدا غياب "الأغنياء" عن القمة.

يأتي ذلك في وقت تعهدت فيه الدول المشاركة في القمة التي عقدت بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بروما، بتنفيذ إستراتيجية جديدة لمحاربة الجوع في العالم، لكنها لم تتعهد بزيادة المخصصات المالية كما كانت تأمل الأمم المتحدة.

وقال بابا الفاتيكان خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام إنه في سبيل مكافحة الجوع والقضاء عليه من الضروري البدء في إعادة تعريف المفاهيم والمبادئ المطبقة الآن في العلاقات الدولية.
 
وأكد أنه "لا يمكن الاستمرار في قبول البذخ والتبديد، فيما تأخذ مأساة الجوع أبعادا أكبر". ودعا إلى فتح الأسواق العالمية أمام منتجات الدول الأفقر والتي يقول إنها عادة ما تكون على الهامش.
 
وأوضح أن عدد الجياع في العالم آخذ في الازدياد في حين تؤكد المعطيات أن الأرض يمكن أن تطعم جميع سكانها، مؤكدا أن الجوع لا يعتمد كثيرا على ندرة المواد، بل على ندرة الموارد الاجتماعية التي تعد المؤسسات الدستورية من أهمها.

الإقطاع الجديد

من جهته قال القذافي أمام القمة إن الدول الغنية تشتري حاليا أراضي في أفريقيا وتحرم الشعوب الأفريقية من حقوقها، مشيرا إلى أن ذلك سيحدث أيضا في أميركا اللاتينية.

وأضاف أنه يجري تجريد صغار المزارعين من أراضيهم بسبب قوى "الإقطاع الجديدة" التي تأتي من خارج أفريقيا وتشتري الأراضي بأسعار جديدة، مشددا على أنه يجب مكافحة هذا الإقطاع ووضع نهاية لانتزاع الأراضي من الدول الأفريقية.
 
وأشار القذافي إلى قضية البذور التي بدأت تحتكرها الآن شركات "شيطانية عالمية لكي تتحكم في غذاء العالم"، داعيا الفاو إلى إنشاء مصارف للبذور المحلية في كل دولة وفي كل إقليم وتحسين هذه البذور المحلية.

وفي وقت سابق هذا العام قال المعهد الدولي لأبحاث سياسات الغذاء ومقره واشنطن إنه منذ 2006 بيع ما بين 15 و20 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في دول فقيرة أو تجري مفاوضات لبيعها إلى مشترين أجانب.
 
غياب الكبار

كما أعرب القذافي عن أسفه لغياب رؤساء الدول الغنية عن قمة الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن ذلك دليل واضح على عدم رغبة هذه الدول بالمشاركة في الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي لمحاربة الفقر.
 
وقال إنه "ليس من حق الأغنياء عدم الالتزام بمساعدة هؤلاء (الفقراء) لأنهم سرقوا ونهبوا ثروات هذه المناطق، وعليهم دين وملاحقة وحق لأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية".
 
ويشارك في القمة أكثر من ستين دولة لكن اللاعبين العالميين الأكبر، ومن بينهم الولايات المتحدة، لم يحضروا القمة، في حين شارك رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني فقط من بين مجموعة الدول الثماني.
 
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح القمة بالدعوة إلى ضرورة التصرف لمكافحة الجوع القاتل ومساعدة مليار نسمة من الجياع في العالم.
 
ونقلت وكالة آنسا الإيطالية عن بان قوله أمام الوفود المشاركة إن 17 ألف طفل يواجهون الجوع القاتل يوميا، وطفل كل خمس ثوان، وخمسة ملايين كل سنة.
 
خيبة أمل

وكانت منظمة الفاو تأمل أن تتبنى الدول تعهدا بالقضاء على الجوع بحلول عام 2025 لكن الإعلان النهائي للقمة ركز عوضا عن ذلك على تعهد بخفض عدد الجياع إلى النصف بحلول عام 2015.

كما فشلت القمة في رفع قيمة المساعدات الإجمالية المخصصة للزراعة إلى 44 مليار دولار سنويا كما كانت تأمل الفاو التي تقول إن هذا المبلغ سيكون ضرورياً في السنوات المقبلة.

جائزة

في الأثناء وعلى هامش القمة تسلم الرئيس البرازيلي لويس دا سيلفا جائزة تقديرا لجهوده في محاربة الجوع والفقر في بلاده.
 
وقال أثناء تسلمه الجائزة من منظمة أكشن إيد الناشطة في مكافحة الفقر إن "التجربة البرازيلية وتلك التي لدول أخرى تظهر أن الكفاح ضد هذه المشكلة يتطلب فوق كل شيء رغبة سياسية وتصميما"، منتقدا عدم مبالاة المجتمع الدولي بمحنة الجياع.

وكانت منظمة أكشن إيد وجدت أن البرازيل احتلت المرتبة الأولى من بين ثلاثين دولة نامية، وقالت إن دا سيلفا نجح في خفض سوء التغذية لدى الأطفال بنسبة 73% ووفيات الأطفال بنسبة 45% منذ توليه الرئاسة عام 2003.