رمز الخبر: ۱۷۶۴۷
تأريخ النشر: 09:53 - 18 November 2009
مصیب نعیمی
مصیب نعیمی


لقد جاءت قمّة الغذاء في روما وسط دعوات لإنقاذ الملايين من الجياع في العالم ممّا يعانونه من ضغوط، وإذا ما تفهمنا ان الأمن الغذائي لا يقتصر على الغذاء فحسب، بل يمتد ليشمل كافة أشكال الأمن كالأمن الاقتصادي والأمن البيئي وحتى الأمن القومي وان معالجة الأمن الغذائي تنسحب على أنواع الأمن الأخرى، لأدركنا مدى خطورة التحديات التي يواجهها العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي.

فوجود أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من الجوع المزمن، الى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لابدّ ان يشكل الشغل الشاغل لرجال السياسة وغيرهم، ويدفع بهم الى البحث عن الحل.

ان مشاهدة طفل يموت جوعاً كما تقول منظمات حقوقية في رسالة لها الى المشاركين في قمة الغذاء، لا تختلف عن مشاهدة الجرائم الإرهابية والقتل الجماعي، حيث القاتل في الأولى غير مرئي ومجهول، بينما في الثانية يكون القاتل مرئياً وواضحاً للعيان ويعلن عن مسؤوليته عن الجريمة.

لذا فإن الكثير من السياسات التي تنتهجها بعض القوى والدول، تشكل عاملاً أساسياً وراء انحسار انتاج المواد الغذائية، نتيجة تقلص الأراضي الزراعية، وهي سياسات أشبه بذلك القاتل المرئي، لأنها تأتي بمردود عكسي على الفقراء قبل كل شيء، ولو استمر الحال على هذا المنوال ولم تتم معالجة المشكلة، فسوف يتفاقم انعدام الأمن الغذائي وتزداد الهوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة.

ان قمم الأمن الغذائي العالمية التي عقدت حتى الآن لم تخرج إلا بإعطاء وعود بتحقيق الأمن الغذائي، يصعب على الجياع عقد الأمل عليها، لأنها وعود لا تشبعهم ولا تنقذهم من الحالة التي هم فيها. فهل يكون مصير القمة الجديدة كسابقاتها حيث تكتفي بتقديم الوعود؟

ولابد للمعنيين ان يعلموا بأن وضع مجموعة من السياسات لأجل عالم ذي وجه إنساني، لا يتحقق من دون تضافر الجهود وتضامن الشعوب على طريق صياغة نظام اقتصادي عادل وإنساني يلبي حاجة البشرية، خاصة إذا تفهم المعنيون ان للأمن الغذائي علاقة بالاستقرار السياسي.


صحیفة الوفاق الایرانیة