رمز الخبر: ۱۷۷۰۳
تأريخ النشر: 12:29 - 20 November 2009
عصر ايران - رويترز- تسعى البرازيل لصقل مكانتها الدبلوماسية المتنامية من خلال دعم السلام بالشرق الاوسط الاسبوع القادم عندما تستقبل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بعد اسبوعين من زيارة قام بها الرئيس الاسرائيلي.

وبالنسبة لاحمدي نجاد فان زياراته للبرازيل وجارتيها في أمريكا الجنوبية فنزويلا وبوليفيا تمثل فرصة لتعزيز علاقات ايران في المنطقة التي يوجد بها حليف قوي هو الرئيس الفنزويلي اليساري هوجو تشافيز.

وتقول البرازيل التي تبنت نهجا تصالحيا بخصوص طموحات ايران النووية من نهج حلفائها الغربيين ان اجراء محادثات مع ايران سيؤدي على الارجح الى تحقيق تقدم بشأن القضية النووية والسلام في الشرق الاوسط بشكل أكثر من عزلها.

لكن قرار الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا فتح حوار مع أحمدي نجاد يحمل أيضا مخاطر اذا نظر الى البرازيل على أنها تتقاعس عن عرض المخاوف الغربية بشأن برنامجها النووي والشكاوى بشأن انتهاكات لحقوق الانسان.

والحوار يحظى بدعم الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي قال مسؤولون بالحكومة البرازيلية انه طلب من لولا الحديث مع أحمدي نجاد خلال اجتماع في لندن في مارس اذار.

وقال ماركو اوريليو جارسيا مستشار لولا الشؤون الخارجية للصجفيين في ريو دي جانيرو الاسبوع الماضي "نعتقد أن اقامة حوار مع ايران أكثر أهمية من قول .. لا .. لنتركهم ... معزولين."

وأضاف "قال أوباما ان الحوار بين ايران والبرازيل مهم."

وقال أوباما ان الوقت بدأ ينفد أمام الدبلوماسية لحل المواجهة الطويلة بشأن برنامج ايران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لصنع اسلحة.

وفي الوقت الذي تستعد فيه البرازيل لتولي الرئاسة الدورية لمجلس الامن التابع للامم المتحدة العام القادم فانها حريصة على اظهار أنها لاعب دبلوماسي جاد وتقول انها تريد القيام بدور في تعزيز الحوار في الشرق الاوسط.

وزار الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس البرازيل الاسبوع الماضي ويزورها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الاسبوع وسيجتمع مع لولا الذي يخطط للسفر الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في مارس اذار.

لكن محللين يشككون في امكانية أن تحقق البرازيل - ذات السجل الدبلوماسي الضعيف في الشرق الاوسط - انفراجة مع ايران أو بشأن اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال مايكل شيفتر نائب الرئيس للسياسة لدى مؤسسة الحوار بين الامريكتين في واشنطن "أعتقد أن فرصة نجاح لولا في الجمع بين الولايات المتحدة وايران لا تذكر. أعتقد أنه اذا كان هذا هو الهدف .. فانهم يعدون أنفسهم للفشل.

"أعتقد أن الهدف هو تعزيز الشعور بأنهم قوة عظمى وقادرة على اقامة نطاق كبير من الاتصالات ."

وقال جارسيا ان لولا الذي صنع من البرازيل زعيما للعالم النامي في محادثات التجارة أوضح لاحمدي نجاد من قبل أنه ينبغي ألا يشن أي هجمات على اسرائيل أو يكرر انكاره السابق للمحرقة.

ودافعت البرازيل عن حق ايران في تطوير الطاقة النووية للاغراض السلمية.

ويرى تشافيز ايران الى جانب الصين وروسيا على أنها ضرورية لتحقيق هدف اضعاف النفوذ الامريكي في أمريكا اللاتينية وعزز علاقاته مع طهران في السنوات الاخيرة.

وتساعد ايران فنزويلا في التنقيب عن اليورانيوم وتعتبر واشنطن العلاقات الدافئة بين البلدين تهديدا أمنيا محتملا.

ويحقق الادعاء في نيويورك مع بعض البنوك الفنزويلية بشأن علاقات تنطوي على انتهاكات للعقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية كما اتهم وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ايران بالنشاط الهدام في أمريكا اللاتينية.

ولم توجه البرازيل انتقادات قوية لايران بسبب السرية بشأن برنامجها النووي أو بسبب انتخابات الرئاسة التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية وطعنت فيها المعارضة هذا العام الامر الذي أثار قلقا لدى الغرب بأن نهجها قد يكون أكثر تساهلا.

كما تعرضت حكومة لولا لانتقادات بسبب تقاعسها عن ادانة انتهاكات لحقوق الانسان من جانب دول أخرى.

وقال لولا انه ينبغي للعالم ألا يتدخل في الشؤون الايرانية وقارن النزاع الانتخابي بها بالخلاف بشان الانتخابات في الولايات المتحدة عام 2000.

وقال دبلوماسي غربي في البرازيل مشترطا عدم الكشف عن اسمه "من المثير للغاية أنهم (البرازيل) يرغبون في القيام بهذا الجهد لبناء الجسور .. رغم أنهم يلتزمون الصمت عند النقاش في الامم المتحدة بشأن تلك الامور."