رمز الخبر: ۱۷۹۹۲
تأريخ النشر: 00:17 - 27 November 2009
Photo
عصر ايران - رويترز - تطالب ست قوى عالمية ايران بأن توقف على الفور العمل في موقع لتخصيب اليورانيوم أخفته سنوات وذلك من خلال قرار سيصوت عليه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصف بأنه رسالة تدعو ايران الى تغيير أساليبها.

ونددت ايران في تحد بمشروع القرار الذي يتوقع أن يطرح للتصويت يوم الجمعة وقالت انه "سيؤدي الى نتائج عسكية" وسط الجهود الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل مواجهة بخصوص طموحاتها في المجال النووي واتهمت القوى العالمية "بتسييس" وكالة الطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.

وتوقع دبلوماسيون أن يؤيد نحو ثلثي أعضاء مجلس محافظي الوكالة البالغ عددهم 35 عضوا توجيه اللوم الى ايران وذلك في أول اجراء ضد طهران منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

وقالوا ان دولا نامية تنتمي لكتلة تضم ايران في عضويتها أشارت الى أنها ستصوت على القرار بالرفض أو ستمتنع عن التصويت.

وتعكس هذه الخطوة الاستياء بسبب كشف ايران في سبتمبر أيلول الماضي عن موقع ثان لتخصيب اليورانيوم كانت تبنيه سرا على مدى عامين والاحباط من تأخير ايران في تطبيق خطة توسطت فيها وكالة الطاقة الذرية تعطي الجمهورية الاسلامية وقودا لبرنامج نووي للاغراض الطبية اذا تخلت عن يورانيوم مخصب يمكن استخدامه في انتاج أسلحة.

وكانت اخر مرة أصدر فيها مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية قرارا ضد ايران في فبراير شباط عام 2006 عندما أحال ملف الجمهورية الاسلامية الى مجلس الامن الدولي لرفضها تعليق التخصيب وفتح منشاتها بالكامل أمام المفتشين والمحققين التابعين للوكالة.

ورعت مشروع القرار الجديد كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين في محاولة أخرى لكسر جمود مع ايران بخصوص نشاطها في تخصيب اليورانيوم وأبحاث مزعومة لانتاج قنابل نووية وقيود على عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية.

ويكتسب الدعم الروسي والصيني أهمية خاصة حيث عارض البلدان كثيرا في الماضي اجراءات أكثر صرامة ضد ايران في هيئات الامن العالمية وتجنبا الانتقاد المباشر لطهران.

وقال دبلوماسيون ان الصين أيدت مشروع القرار في اللحظة الاخيرة بعد ضغوط غربية قوية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاربعاء أن مسؤولين أمريكيين أقنعوا الصين بأن وحدة القوى الكبرى لكبح جماح ايران أصبحت الان ضرورة لا غنى عنها لان اسرائيل ترى في نشاط ايران النووي تهديدا "لوجودها" الامر الذي قد يؤدي الى نشوب حرب في الشرق الاوسط وتوقف صادرات النفط الايرانية الحيوية لازدهار الاقتصاد الصيني.

ولكن ليس واضحا ما اذا كان تعبير موسكو وبكين عن الاستياء من ايران سيترجم الى استعداد من قبل الدولتين لتأييد تشديد عقوبات الامم المتحدة على الجمهورية الاسلامية الذي سيضغط الغرب من أجله اذا فشل اتفاق الوقود.

وقال روديجر لوديكينج سفير ألمانيا لدى وكالة الطاقة الذرية "نعتقد أن من المهم أن يوجه المجلس من خلال قرار رسالة موحدة الى ايران وأن يحثها على تغيير مسارها."

وأضاف "بناء منشأة فردو للتخصيب سرا ليس مسألة بسيطة (كما تصر ايران) انها قضية كبيرة. يتعين على ايران أن تبني الثقة لا أن تقلصها.

"سيكون ذلك أيضا تذكرة... لايران لتنتهز الفرص المتاحة للدخول في مفاوضات ذات مغزى بهدف الوصول الى حل دبلوماسي شامل."

وقال مسؤول صيني كبير ان بكين تأمل أن يوجه مجلس محافظي الوكالة " اِشارة بأن ايران يجب أن تستجيب بالفعل لاقتراح الوكالة في أقرب وقت ممكن."

لكن نائب وزير خارجية الصين هي يافي أبلغ رويترز في بكين بأن موقف بلاده من فرض المزيد من العقوبات لم يتغير. وأوقفت الصين وروسيا مرارا فرض عقوبات اقتصادية صارمة على ايران.

وحث مشروع القرار ايران على أن توقف على الفور بناء محطة فردو لتخصيب اليورانيوم وتوضيح الغرض الاصلي لانشائها وتأكيد عدم وجود المزيد من الانشطة الخفية في المجال النووي أو أي خطط سرية اخرى.

وقال السفير الايراني على أصغر سلطانية للصحفيين ان مشروع القرار سيؤدي الى تدهورعلاقات ايران مع وكالة الطاقة الذرية والقوى الكبرى لا الى تحسينها. وأضاف "أي لفتة أو اجراء يقوض روح هذا التعاون في فيينا ستكون له نتائج عكسية."

وقالت الوكالة الدولية في 16 نوفمبر تشرين الثاني ان ايران انتهكت لائحة الشفافية بعدم الكشف عن مشروع فردو لتخصيب اليورانيوم الذي يجرى انشائه داخل موقع جبلي حصين بمجرد الانتهاء من وضع تصميماته.

ويقول محللون غربيون ان طاقة موقع فردو الصغيرة لا تناسب أي غرض اخر سوى انتاج كميات أقل من اليورانيوم اللازم لقنبلة ذرية ولا مبرر لوجوده الا ضمن شبكة سرية من المواقع.

ويخضع موقع نطنز الايراني الاكبر كثيرا لتخصيب اليورانيوم لرقابة وكالة الطاقة الذرية التي لم تعلم بوجوده الا بعد أن كشف عنه معارضون ايرانيون في المنفى قبل سبع سنوات.