رمز الخبر: ۱۸۱۱۴
تأريخ النشر: 08:29 - 01 December 2009
عصرایران – عقد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، مؤتمرا صحافيا تناول فيه عن الوثيقة السياسية للحزب التي تحدد الخطوط العريضة لسياسة حزب الله إزاء العديد من القضايا الداخلية والخارجية.

وأكد نصر الله رغبة الحزب في أن يكون لبنان وطنا قويا لكل اللبنانيين حيث قال "إن لبنان هو وطننا ونريده لكل اللبنانيين على حد سواء، واحدا موحدا أرضا وشعبا ودولة ومؤسسات، ونرفض أي شكل من أشكال التقسيم

والفدرلة الصريحة والمقنعة وان تكون له دولة قادرة وقوية".

وشدد على أهمية الديمقراطية التوافقية كأساس للعيش المشترك وضرورة وضع حد للطائفية. وأوضح أن "الطائفية تعيق الديموقراطية وشرط تطبيق الديموقراطية هو إلغاء الطائفية السياسية في النظام، والى أن يتمكن اللبنانيون من تحقيق إلغاء الطائفية السياسية، فإن الديمقراطية التوافقية تبقى القاعدة الأساسية لجوهر ميثاق العيش المشترك".

وأضاف "نتطلع إلى دولة تصون الحريات العامة وتحرص على الوحدة الوطنية، وتكون قادرة على حماية الأرض والشعب والاستقلال وقائمة على قاعدة المؤسسات الحديثة.

وعلى الصعيد الخارجي، انتقد نصر الله السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل حيث قال "في مرحلة استثنائية حافلة بالتحولات، لم يعد ممكنا مقاربة التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي بلغتها مقاومتنا، فالمعطيات تتكامل في إطار مشهد دولي أوسع يسهم في كشف تراجع الدور الأمريكي وتراجع القطب الواحد لصالح تعددية لم تتضح معالمها بعد. نحن على عتبة مرحلة تاريخية تنذر بتراجع الولايات المتحدة كقوة مهيمنة وتحلل نظام القطب الواحد المهيمن والأفول التاريخي المتسارع للفكر الصهيوني".

وأضاف "عمدت المقاومة في لبنان إلى مواجهة الهيمنة والاحتلال قبل ما يزيد على عقدين ونصف من الزمن وتمسكت بهذا الخيار، واعتبر البعض أن خيار المقاومة ضرب من الوهم أو تهور سياسي أو جموح مناقض لموجبات العقلانية والواقعية، ورغم ذلك استمرت المقاومة على يقين من أحقية القضية وصنع الانتصار من خلال الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه والالتزام بالمصالح الوطنية اللبنانية".

وأشار نصر الله إلى "أن حزب الله، ورغم إدراكه لتلك التحولات الواعدة وما يراه من عجز استراتيجية الحرب لدى العدو وفرص التسويات، فهو لا يستهين بحجم التحديات والمخاطر التي لا تزال ماثلة ولا يقلل من وعورة مسار المواجهة".

ولفت إلى "أن اخطر ما في المنطق الأمريكي ظنه أنه يمتلك العالم وله حق الهيمنة من منطلق التفوق في أكثر من مجال. إن هدف الاستكبار الأمريكي هو السيطرة ونهب ثروات منطقتنا، وخاصة الثروة النفطية".

وأكد أن أمريكا تعمل على تحقيق مخططاتها من خلال دعم إسرائيل، مشيرا إلى أنها تركز على "ضمان الإستقرار للكيان الصهيوني، بما هو قاعدة متقدمة ونقطة ارتكاز للمشروع الأمريكي الإستعماري والتفتيتي للمنطقة، ودعم هذا الكيان بكل عوامل القوة والإستمرار، وتوفير شبكة أمان لوجوده، ما يؤهله للعب دور الغدة السرطانية التي تستنزف قدرات الأمة وطاقاتها وتبعثر إمكاناتها وتشتت آمالَها وتطلعاتها".

ونبه إلى أن "الخطر الأمريكي عالمي ومواجهته يجب أن تكون عالمية، والصعوبة لا تعني الاستحالة"، مشيرا إلى "أن أمريكا لم تترك لشعوب المنطقة سوى خيار المقاومة من أجل حياة افضل".

وفي تأكيد على رفض حزب الله للمطالبات الدولية بنزع سلاحه، قال الأمين العام للحزب إن "إسرائيل تمثل تهديدا دائما للبنان، ولم يكن من خيار سوى المقاومة لاستعادة الوطن من الاحتلال الإسرائيلي، فتجربة المقاومة قدمت نموذجا في تحرير الوطن وحمايته وهي محورية في ردع العدو ودورها ووظيفتها دائمة طالما تهديد العدو للبنان مستمرا، وهذا التهديد يفرض على لبنان المزاوجة ما بين مقاومة شعبية تساهم في الدفاع عن الوطن وجيش وطني يحمي الوطن، والخطر الإسرائيلي يفرض على المقاومة التمسك بسلاحها".

وأعيد انتخاب نصر الله أمينا عاما لحزب الله في وقت سابق الشهر الجاري في أعقاب مؤتمر عام للحزب تم خلاله تبني الوثيقة السياسية الجديدة والتي تم توزيعها على نطاق واسع حتى الآن.