رمز الخبر: ۱۸۱۷۲
تأريخ النشر: 14:09 - 02 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - طلب الرئيس الأمريكي من حلفائه الأوروبيين، إرسال عشرة آلاف جندي إضافي الى أفغانستان، الى جانب ثلاثين ألف جندي أمريكي، في إطار استراتيجية جديدة وعد بها اوباما قبل أيام.

ولكن كما يبدو، فإن الأطراف الأوروبية تواجه ضغطاً شعبياً بسبب المآزق الذي تواجهها هذه القوات في رمال أفغانستان المتحركة.

هذه الخطوة تؤكد إخفاق الولايات المتحدة وحلفائها في استراتيجية الغزو، ومواجهتهم صعوبة في الخروج من هذا المأزق، لأن الانسحاب يعتبر لهم هزيمة، والبقاء في المستنقع الأفغاني لا ينجيهم من الفشل.

فالأمريكيين والأوروبيين وصلوا الى قناعة بأن الأزمة الأفغانية تلاحقهم على أي حال، ولا فرق بين الاستمرار أو الهروب، لأن المغامرة التي وقعوا فيها أثبتت افتقارهم للقوة الفاعلة والاستراتيجيات المدروسة.

كما أثبتت من جديد فشلهم في الرهان على القوة واستخدام الترهيب كأداة للهيمنة.

ويبدو ان المجتمعات الغربية التي دفعت وتدفع ثمن الغباء السياسي لقادتها، سوف تحاسبهم في المستقبل القريب، كما ستطالب ضحاياهم من الشعوب المضطهدة بمحاكمتهم كمجرمي حرب، على غرار ما حصل للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية.

ان الدماء التي تسفك في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين و... بأسلحة أمريكية وغربية، لا يمكن ان تذهب هدراً، والجناة سوف يعاقبون على ما اقترفوه من جرائم بحق الإنسانية، عاجلاً أم آجلاً.

أما الشعوب الأمريكية والأوروبية التي راهنت على سياسات زعمائها في غزو البلدان، ليعودوا لها بغنائم من جماجم الفقراء والمظلومين، فإنها أيضاً بدأت كدفع الثمن بأبنائها، وكراهية الشعوب لها.

ان ارسال الآلاف من الجنود الجدد الى أفغانستان، ليس لحماية الشعب الأفغاني، ولا للحفاظ على وحدته وسيادته، بل هو لتأجيج نار الفتنة المتنقلة التي وصلت الى باكستان. فيما الحديث عن التفاهم الأمريكي مع طالبان يتردد بين الحين والآخر، وكأنهم يوحدون صفوفهم لتمزيق المجتمع الأفغاني والباكستاني معاً.