رمز الخبر: ۱۸۳۷۹
تأريخ النشر: 11:37 - 08 December 2009
عصرایران -الجزیره - مجددا احتل مستوطنون منزلا يعود لعائلة الكرد في حي الشيخ جراح بمدينة القدس بعد اقتحامه والاعتداء على من فيه بعنف وبأدوات حادة، طاردين من كان فيه من الفلسطينيين إلى الشارع، وادعوا ملكيتهم للمنزل.
 
وقال صاحب المنزل نبيل الكرد للجزيرة نت إن المستوطنين "اقتحموا المنزل بشكل عنيف ومفاجئ بعد أن كسروا القفل، مستغلين خلو المنزل إلا من أمي وشقيقتي الطاعنتين في السن واللتين لم تسلما من اعتداءاتهم، حتى أن والدتي أصيبت بسكتة دماغية جراء ذلك"، مشيرا إلى أن ذلك تم بحماية وتغطية من الجيش والشرطة الإسرائيلية.
 
وأشار الكرد إلى أنه بعد احتلال المستوطنين للمنزل استمروا في ارتكاب أبشع الاعتداءات على عائلته بالشتم والتحرش الجنسي باللفظ، "محاولين استفزازنا وجرنا للاقتتال بهدف اعتقالنا ليخلو الطريق أمامهم".
 
هذا المشهد لم يتوقف المستوطنون عن تكراره، بل أصبحوا -حسب مراقبين- يستخدمون العنف لفرض سياسات احتلالية على أرض الواقع بهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم ومنازلهم ومصادرتها لصالح الاستيطان.
 
مبادرات عدوانية

وفي نفس السياق أكد وزير القدس السابق حاتم عبد القادر في حديثه للجزيرة نت أن العنف أصبح سياسة يسلكها المستوطنون تجاه الفلسطينيين، مشيرا إلى أنهم انتقلوا من مرحلة الدفاع عن النفس وعن وجودهم الاستيطاني داخل الأراضي الفلسطينية إلى مبادرات عدوانية بهدف تهجير الفلسطينيين في الأماكن المحاذية لهم.
 
وأكد أن هذه المبادرات -بالاعتداء على المواطنين جسديا أو على ممتلكاتهم أو مقدساتهم- أصبحت سياسة وإستراتيجية عدوانية يتبناها مجلس المستوطنات وقادة المستوطنين بالضفة الغربية والقدس، وأن هناك "تنظيمات سرية وإرهابية أصبحت تنتشر بين المستوطنين وتستهدف الفلسطينيين".

وأوضح عبد القادر أن ما يشجع المستوطنين على القيام بذلك هو تغطيتهم ميدانيا من قبل الجيش والشرطة الإسرائيلية، وقانونيا بعدم محاكمتهم أو ردعهم، ودينيا بحصولهم على فتاوى من كبار الحاخامات الإسرائيلية تحرض على قتل الفلسطينيين "وكان آخرها تسميم آبار المياه الفلسطينية".
 
وحذر من ارتكاب المستوطنين لأعمال إرهابية ومجازر جماعية كالتي "ارتكبها أجدادهم من العصابات الصهيونية" بحق من يقف بطريق أطماعهم من الفلسطينيين، مؤكدا أن المستوطنين لن يكونوا بمنأى عن عقاب الفلسطينيين إذا استمروا باعتداءاتهم.
 
سياسة مبرمجة

من جهته أكد الناشط الفلسطيني ضد الاستيطان عيسى عمرو أن اعتداءات المستوطنين أصبحت تتسم بالعنف سواء باللفظ أو الطرد من الأرض والمنزل أو بإطلاق النار والحرق والقتل والتكسير.
 
وقال عمرو للجزيرة نت إن هذه سياسة مبرمجة للاحتلال خاصة أنه يعتبر أن وجود المستوطنين على أراضي الفلسطينيين هو جزء من منظومته الاحتلالية للضفة والقدس.
 
وشدد على أنه لا يمكن فصل أعمال الجيش عما يرتكبه المستوطنون باعتبارهم رأس الحربة للاحتلال وإحدى أدواته للسيطرة وقتل للفلسطينيين وطردهم من منازلهم وأراضيهم، مؤكدا خلو القانون الإسرائيلي من اعتقال المستوطنين أو محاسبتهم، بل إنه يوفر لهم الحماية عبر الجيش.
 
وأردف أن العنصرية والتمييز تكمن في استخدام القانون حيث "يطبق القانون المدني على المستوطنين ويكتفى بتوبيخهم على جرائمهم، بينما يخضع الفلسطينيون ممن يدافعون عن أنفسهم ضد المستوطنين للقانون العسكري الذي يعتبرهم مجرمين ويقوم باعتقالهم ومحاكمتهم".
 
وأشار إلى أن المعركة القادمة هي معركة وجود وأنها ستكون مع المستوطنين باعتبارهم ممثلين عن السياسة الإسرائيلية القاضية بالاستيلاء على الأرض وتهجير أهلها.
 
ورغم انتقاده للموقف الرسمي الفلسطيني "الصامت"، فإنه دعا الفلسطينيين إلى التكافل وصد عدوان المستوطنين بالتكافل والتوثيق وإبلاغ الجهات المحلية والدولية بذلك.
 
يشار إلى أن عدد المستوطنين بالضفة الغربية والقدس تضاعف -حسب المركز الفلسطيني للإحصاء- أربعين مرة منذ عام 1972-2008، وأن 500,670 مستوطنا إسرائيليا يعيشون في أكثر من 440 موقعا استيطانيا أكثرها بمدينة القدس.