رمز الخبر: ۲۰۰۰۵
تأريخ النشر: 08:29 - 23 January 2010
Photo
عصرایران - (رويترز) - وصل جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الى بغداد يوم الجمعة للقاء الزعماء العراقيين وسط خلاف بشأن قرار منع مرشحين من خوض انتخابات مارس اذار للاشتباه في وجود صلات لهم بحزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.

وهذه ثالث زيارة يقوم بها بايدن للعراق منذ انسحاب القوات الامريكية من المراكز المدنية في يونيو حزيران الماضي. ومن المتوقع ان يبحث بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخطوة الرامية الى استبعاد اكثر من 500 سياسي من المشاركة في الانتخابات والتي تهدد باعادة فتح الجروح الطائفية.

وقال انطوني بلينكين مستشار الامن القومي لبايدن ان بايدن مستعد لتقديم النصيحة ولكن يبدو ان الزعماء العراقيين مركزون بالفعل على ضمان الا يلقي شيء بظلاله على "مصداقية وشرعية وشمولية الانتخابات."

واردف قائلا للصحفيين بعد وصول بايدن "ليس لاي اجنبي ان يبلغ العراق كيف يحلون هذه القضية.

"يبدو انهم يحلونها بأنفسهم."

والقرار الذي اتخذته لجنة مكلفة بمنع مسؤولين كبار من حزب البعث من العودة الى الحياة العامة ومنهم السياسي السني الذي يحظى بشعبية صالح المطلك اثار احتجاجات من الاقلية السنية التي تشكو من ان الاغلبية الشيعية تحاول تهميشها.

وأيدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قرار اللجنة لكنه مازال يواجه طعونا في المحكمة.

وقال بلينكين ان بايدن سيلتقي مع المالكي والرئيس جلال الطالباني ومسؤولين كبار اخرين يوم السبت واعرب بالفعل عن قلقه بشأن عملية استبعاد مرشحين خلال اتصالات هاتفية مع الزعماء العراقيين.

واثار الجدل حول هذه القضية المخاوف ازاء الوضع الامني الهش في العراق مع بقاء اقل من سبعة اسابيع على اجراء الانتخابات البرلمانية.

وتراجعت حدة العنف منذ ان وصل الصراع الطائفي الذي حصد ارواح عشرات الالاف في اعقاب الغزو الامريكي عام 2003 الى ذروته في عامي 2006 و2007 لكن التفجيرات والاغتيالات ما زالت تحدث بشكل يومي.

وقال الرئيس جلال الطالباني ان اجتماعا سيعقد في الايام القليلة القادمة بين مجلس الرئاسة وزعماء البرلمان ورؤساء السلطة القضائية والمالكي للتوصل الى حل قانوني ودستوري للخلاف حول المرشحين المحظورين.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة انه يلزم على الساسة المحظورين ان يتنصلوا من حزب البعث الذي حكم العراق بقبضة من حديد لاكثر من عقدين تحت حكم صدام.

وكان بايدن الذي طلب منه الرئيس الامريكي باراك اوباما تولي دور القيادة في سياسة البيت الابيض تجاه العراق قد زار بغداد في سبتمبر ايلول الماضي لمواصلة الضغط على الزعماء العراقيين لتعزيز الديمقراطية الهشة بالبلاد والحيلولة دون انزلاق البلاد مجددا في هوة صراع موسع.

وخلال تلك الزيارة سقطت صواريخ على المنطقة الخضراء المحصنة بشدة في بغداد والتي تضم مقر الحكومة بعد اجتماعه مع السفير الامريكي كريس هيل وقائد القوات الامريكية الجنرال راي اوديرنو. وقتل شخصان عندما سقط احد الصواريخ على بناية سكنية وسقط اخر بالقرب من مجمع السفارة الامريكية.

وفي اوائل يوليو تموز اجتمع بايدن مع المالكي ومسؤولين من طوائف وعرقيات مختلفة بعد بضعة ايام من انسحاب القوات الامريكية من البلدات والمدن بموجب اتفاقية امنية ثنائية تمهد الطريق امام انسحاب أمريكي كامل بحلول عام 2012.

ومازالت الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ كبير في العراق لكن الاتفاقية الامنية الموقعة في عام 2008 اعادت للعراق سيادته حتى مع بقاء عشرات الالاف من القوات الامريكية على الاراضي العراقية.