رمز الخبر: ۲۰۰۰۶
تأريخ النشر: 08:32 - 23 January 2010
Photo
عصرایران - (رويترز) - ابلغت الولايات المتحدة الزعماء الفلسطينيين يوم الجمعة بانه يتعين عليهم استئناف المحادثات مع الاسرائيليين اذا ارادوا المساعدة من واشنطن للتوصل الى معاهدة سلام لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية.

ونقل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن المبعوث الامريكي جورج ميتشل قوله للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان العودة الى طاولة المفاوضات له الاهمية القصوى.

وغادر ميتشل نفسه دون الادلاء بأي تعليق.

ومع عدم تحقيق شيء يذكر نتيجة للدبلوماسية خلال العام المنصرم بدأت سياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما تجاه الشرق الاوسط تتحول الان الى الحديث عن هذه المحادثات.

ويرفض الفلسطينيون استئناف المحادثات قبل ان توقف اسرائيل الانشطة الاستيطانية على اراضي الضفة الغربية المحتلة.

وقال عريقات للصحفيين "قال السناتور ميتشل اذا اردنا ان يتم مساعدتنا للوصول الى الحل النهائي باقامة الدولتين فعلينا استئناف المفاوضات..هنا دار النقاش الاساسي."

واضاف عريقات للصحفيين "هنا لا توجد وجهات نظر متطابقة بيننا (الفلسطينيون) وبينهم (الادارة الامريكية) يعتقدون (الادارة الامريكية) ان من خلال استئناف المفاوضات سيصار الى الوصول الى الحل النهائي." وألقى باللوم في الجمود الراهن على الائتلاف اليميني بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض وقف التوسع في بناء المستوطنات اليهودية حول القدس.

واوضح عريقات ان الجانب الفلسطيني قال لميتشل في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الجمعة "نحن نريد استئناف المفاوضات وبالتالي عليكم (الادارة الامريكية) ان تعملوا مع السيد نتنياهو لاسقاط شروطه لاستئناف المفاوضات."

وأصدر نتنياهو بيانا في وقت لاحق طالب فيه ايضا الزعماء الفلسطينيين باستئناف المحادثات وقال انهم "يضيعون الوقت" من خلال فرض شروط صارمة للغاية من اجل التفاوض.

وقال البيان "الفلسطينيون هم الذين يعرقلون التحرك في عملية السلام من خلال وضع شروط لم تفرض في السابق على اي حكومة اسرائيلية."

وفي مستهل توليه منصبه قبل عام ادرج اوباما تسوية قضية الشرق الاوسط ضمن اولويات سياسته الخارجية وأيد في البداية مطلب عباس بالتجميد الكامل للاستيطان قبل استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ ديسمبر كانون الاول 2008.

لكن اوباما تراجع في وقت لاحق عن موقفه في مواجهة رفض نتنياهو وأقر يوم الخميس بالمبالغة في فرص تحقيق انفراجة في الشرق الاوسط وبان القيود المفروضة على الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين من قبل منتقديهم المحليين وبصفة خاصة حماس والمستوطنين الاسرائيليين تعرقل حدوث تقارب.

ومما يبرز التوترات اشتبك فلسطينيون في قرية النبي صالح بالضفة الغربية مع جنود اسرائيليين يوم الجمعة. وحاول الفلسطينيون تنظيم احتجاج ضد مستوطنة يهودية قريبة فوقع الاشتباك مع القوات الاسرائيلية.

وفي حديث لمجلة تايم قال اوباما ان التوقعات كانت كبيرة للغاية. واضاف ان ميتشل "خدع" بتحقيق بعض التقدم بشأن المستوطنات "ولم يلحظ ان هذا لم يكن تقدما كافيا بالنسبة للفلسطينيين."

واعلنت اسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني عن تجميد البناء في المستوطنات لمدة عشرة اشهر باستثناء المستوطنات حول القدس ولكن هذا لم يثن عباس عن موقفه رغم الضغوط الامريكية.

ويرى محللون فلسطينيون ان هناك مخاطر من اندلاع اعمال عنف على نطاق اكبر اذا فقد الفلسطينيون الامل في انهاء الاحتلال.

ولم يدل ميتشل باي تصريحات للصحفيين الفلسطينيين بعد المحادثات في رام الله. وذكرت مصادر فلسطينية انه ينوي الاجتماع مع نتنياهو مرة اخرى يوم السبت وسيتوجه ايضا الى مصر التي تؤدي دورا مهما في عملية الوساطة.

وقال عريقات ان الفلسطينيين يثمنون الجهود الامريكية لكن نتنياهو اخرجها عن مسارها.

واضاف عريقات "ان الذي يمنع استئناف المفاوضات هي الشروط التي يضعها نتنياهو باصراره على استمرار الاستيطان واستثناء القدس واصراره على عدم استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها." في اشارة الى اواخر عام 2008 عندما توقفت المحادثات مع حكومة ايهود اولمرت السابقة بسبب الحرب على غزة.

ولم يبد عباس اي استعداد للتراجع عن مطلبه بوقف جميع الانشطة الاستيطانية رغم انه المح في الاونة الاخيرة بان الحصول على ضمانات أمريكية بشأن الدولة الفلسطينية التي ستسفر عنها المحادثات ربما يكون كافيا بالنسبة له للتخلي عن مطالبه بشأن استئناف المحادثات.

ويريد الفلسطينيون جميع الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بما فيها القدس الشرقية لتكون عاصمة لها وعودة ملايين اللاجئين واحفادهم الذين فقدوا منازلهم فيما اصبح يعرف الان باسرائيل عام 1948 او تعويضهم بشكل معقول.

ولكن ليس من المرجح ان تقبل اسرائيل اي شيء كتابة تقول انه يستبق نتائج المفاوضات.

وقال المحلل الفلسطيني جورج جقمان من جامعة بيرزيت انه يعتقد ان حديث اوباما لمجلة تايم هو نقطة تحول. واضاف انه يمكن اعتباره وسيلة للتعبير عن السخط بل انه ربما على وشك التخلي عن اي عملية سياسية ذات مصداقية.

لكن اوباما قال لمجلة تايم انه ما زال يسعى الي اتفاق في الشرق الاوسط ينهي الصراع ويحقق السلام.

وقال الرئيس الامريكي "سنواصل العمل مع الجانبين للاعتراف بما اعتقد أنه في نهاية المطاف مصلحتهما الراسخة في حل الدولتين تكون فيه اسرائيل امنة ويكون للفلسطينيين سيادة ويمكنهم بدء التركيز على تنمية اقتصادهم وتحسين معيشة أطفالهم وأحفادهم."