رمز الخبر: ۲۰۰۱۲
تأريخ النشر: 08:36 - 23 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - بعد عام حفل باحداث داخلية وخارجية ، احتفل الرئيس اوباما بانقضاء عام على دخوله البيت الابيض رئيسا للولايات المتحدة ، بعد ان فاز في الانتخابات بشعار التغيير الذي رفعه في معركته الانتخابية ، لكنه عجز عن تحقيق الكثير مما تحدث عنه ضمن شعاره هذا .

وقد برزت خيبة أمل اوباما من تحقيق ما وعد به حينما صرح بمناسبة ذكرى اغتيال السياسي المدافع عن الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ انه يجد احيانا التقدم بطيئا وهو يشكو من الكلام الذي يوجه اليه ويجده جارحا احيانا .

كلامه هذا مؤشر على ان اوباما يعترف بالفشل في احداث التغيير الذي اراده اولا في السياسة المتغطرسة للادارة الامريكية التي من المعروف للجميع ان اللوبي الصهيوني يسيطر عليها ، وفشل كذلك في تلميع صورة بلاده امام العالم وكذلك في الكثير من القضايا التي وعد بها وفي مقدمتها كبح جماح الكيان الصهيوني وممارساته الوحشية والارهابية في فلسطين والشرق الاوسط ، خاصة وان هذا الكيان ابدى تصلبا غير مسبوق في مواقفه .

ولعل خيبة امل الرئيس الامريكي من تحقيق وعوده ، تكون جلية في بقاء عدد من الملفات التي اراد معالجتها عالقة ، مثل استئناف ما يسمى بعملية السلام في الشرق الاوسط والاستقرار في العراق وافغانستان و ... والارهاب المتمثل اليوم في الكيان الصهيوني وفي تنظيم القاعدة التي كانت اساسا من صنع الولايات المتحدة نفسها يوم ارادت مواجهة الاحتلال السوفيتي في افغانستان .
ورغم ان اوباما واجه تحديات كبيرة في العام الاول من ولايته ، من بينها تحديات فرضها هو على نفسه ، اثناء حملته الانتخابية وكان يتعين عليه تنفيذها مثل سحب القوات الامريكية من العراق واغلاق معسكر غوانتانامو و... وافغانستان ، فان بعض المحللين يصفون اداءه في عامه الاول بالمتوسط .

ونحن نرى ان الرئيس الامريكي كأسلافه ، لا يستطيع تجاوز خطوط سياسة الولايات المتحدة التي تضعها لوبيات حسب مصالحها ، وفي مقدمتها اللوبي الصهيوني المتحالف مع قيادة المحافظين الجدد اليمينية، هذا اللوبي الذي يحرك الادارة الامريكية حسب ما تقتضيه مصالح الكيان الصهيوني في الشرق الاوسط ، ولا عجب اذن في ان يحاول الجمهوريون تصوير اوباما بانه متساهل مع موضوع الارهاب – من منظارهم – اذا ما علمنا ان هؤلاء يعتبرون المقاومة في مواجهة الاحتلال ارهابا، وهذا الوصف هو الذي يحاول الجمهوريون اطلاقه على المقاومة في الشرق الاوسط وبالتالي اعطاء الكيان الصهيوني المسوغ الذي يريده للتمادي في تعنته وممارساته اللا انسانية والشرسة ، وفي غيه في الظلم بحق ابناء فلسطين، ان الرئيس الامريكي الذي عبر عن خيبته من ادائه في عامه الاول من ولايته لولم يتحرك لتصحيح ادائه وبذل الجهود لتحقيق شعار التغيير كما اراد في بلاده وخارجها ، فانه سيفقد المزيد من شعبيته التي هبطت اليوم الى نحو 50% ، ولكن يتطلب منه ذلك قليلا من الارادة والشجاعة ... فهل يملكهما ؟