رمز الخبر: ۲۰۰۴۴
تأريخ النشر: 09:49 - 24 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - قوات الناتو المتواجدة في افغانستان ، تأكد عجزها عن اداء المهمة التي ذهبت من اجلها الى هذا البلد ، اذ ان توغل عناصر من حركة طالبان الى عمق العاصمة كابول الاسبوع الماضي ، لاسيما الى المنطقة المحمية التي تضم مراكز حكومية رئيسية ، يؤكد أن هذه القوات تفتقد الى استخبارات قادرة على معرفة او كشف التحركات القادمة للطرف الاخر وهذا الضعف يسري على قطاعات اخرى لهذه القوات .

ونقطة الضعف هذه تشير ، كما هو الحال بالنسبة للقوات الامريكية في العراق ، الى ان قوات الناتو غير قادرة على احلال الاستقرار والامن ، كما تزعم ، في الدول التي تذهب اليها تحت هذه الذريعة ، وانما هدفها في الواقع هو الحفاظ او الحصول على مصالح وموطئ قدم في مثل هذه الدول وتمرير نواياها تجاه المنطقة وبلدانها.

ان المشهد الافغاني يشير الى ان الاوضاع الامنية تزداد تدهورا برغم وجود القوات الغربية التي نقلت معها اجهزة ومعدات حربية متطورة ، وتقوم بتنفيذ عمليات جوية وبرية ضد المناطق التي تتمركز فيها طالبان ، فيما الاخيره تبقى تتخذ موقفا دفاعيا او تبادر الى عمليات إعتراضية لاعاقة تحركات الطرف الاخر ، او بالاحرى تقوم بعمليات ردع ، وممارسة سياسة الترهيب تجاه اهالي المناطق التي تتواجد فيها .

التحولات النوعية المترتبة على تداعيات توغل طالبان الى العاصمة كابل تؤكد أن العمليات الحربية انتقلت الى مستوى جديد ، بما يسفر عنه تغيير في ميزان القوى ويشكل ضغطا نفسيا له تأثيرة على العملية السياسية وعملية اعادة الاعمار في افغانستان ويتسبب في تصعيد الخلافات بين دول الناتو لاسيما بشأن مطالبة بعض هذه الدول بوضع جدول زمني لسحب قواتها من افغانستان.

وعلى الاخص ان ضغوط الرأي العام الرافض للحرب في هذه الدول مرشحة للتصعيد في ضوء ازدياد عدد القتلى بين جنود الناتو ، ولابد ان نبقى في انتظار ما تحمله الايام القادمة من مفاجآت لهذه القوات الدخيلة .