رمز الخبر: ۲۰۰۸۲
تأريخ النشر: 10:07 - 25 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - حارب الفرنسيون في حقبة من التاريخ الاحتلال النازي وشكلوا خلايا للمقاومة لطرد المحتلين من بلادهم ، ويتذكر الشعب الفرنسي هذه المرحلة من تأريخه ويجلها ، لكن المفارقة ان ساسة فرنسيين ، على غرار نظرائهم من الغربيين ، يتنكرون لهذا الماضي ، حينما يتحدثون بمعايير اخرى عن المقاومة التي يخوضها الآخرون ضد الاحتلال ، وكأنه غاب عن بالهم المعاناة التي عاشها ابناء شعبهم تحت الاحتلال النازي ، فباتوا يطلقون على مقاومة الشعوب الاخرى صفات بعيدة عن المنطق والوجدان الانساني ، ويعطون المحتل – عن ظلم – الحق في ان يمارس مايشاء من اجرام أو أن يشن اعتداءات على اصحاب الارض الحقيقيين ، لتمرير نواياه المشؤومة .

لقد كان حريا بالرئيس الفرنسي الذي اطلق اكثر من مرة تصريحات منحازة للمحتل الصهيوني ، وبوزير خارجيته الذي تحدث مؤخرا بكلام من هذا القبيل ان يفكرا مليا قبل النطق بما ترغب به نفسيهما انطلاقا من خضوعهما للافكار الصهيونية .

ان ما تفوه به وزير الخارجية الفرنسي تجاه ايران وحزب الله لبنان ، هو بمثابة هروب الى الامام كما وصفه المتحدث باسم الخارجية الايرانية ، وكلام غير منطقي يفتقد الى ابسط المبررات ، فأي منطق هذا الذي ينكر على من احتلت ارضه الدفاع عن حقه وسعيه لطرد المغتصب ؟ فاذا كان مثل هذا الكلام نابعا من ضمير حي ، وهو ليس كذلك ، فان الوزير الفرنسي يتعين عليه قبل كل شيء ان يدين المقاومة التي خاضها شعبه ابان الاحتلال النازي لبلاده ، ويعترف بحق النازيين فيما اقترفوه بحق هذا الشعب .

ان كلام كوشنير ، كما اعلن حزب الله لبنان ، يشجع الكيان الصهيوني على التمادي في ممارساته واعتداءاته ، لانه يحمل في ثناياه بصمات واضحة للصوت الصهيوني وتنكرا لتاريخ فرنسا وارثها في مقاومة العدوان والاحتلال . وتدخلا سافرا في شأن دولة مستقلة هي لبنان .

ونحن نعلم ان ما يحلّه الغرب لنفسه في كثير من المجالات يحرّمه على الآخرين ، ومن هذا المنطلق تملي عليه مصالحه الانحياز التام للكيان الصهيوني في كل صغيرة وكبيرة ، وتدفع هذه المصالح بالساسة الغربيين الى ان يبيعوا ضمائرهم للشيطان ، ويتنكروا لحق الآخرين وحقوقهم المشروعة التي تعترف بها المواثيق الدولية .

علما ان كوشنير الذي يتجاهل جرائم الكيان الصهيوني ويتحدث بما لايخدم احلال الامن والاستقرار في لبنان يعلم في قرارة نفسه ان الاحتلال الصهيوني وليس غيره هو المصدر الاول للتهديد في المنطقة .