رمز الخبر: ۲۰۲۵۸
تأريخ النشر: 08:44 - 31 January 2010
ماجد حاتمي
عصرایران - المتتبع لنشاطات رئيسه الدبلوماسيه الامريکيه ومنذ توليها منصبها في اداره الرئيس الامريکي باراک اوباما يري وبوضوح ان جل هذا النشاط يبذل في تحريض العالم اجمع علي ايران و استقطاب مزيد من الدعم لاسرائيل.
   
ومهما کانت طبيعه الزياره التي تقوم بها وزيره الخارجيه الامريکيه هيلاري کلينتون او الجهه التي تحاورها في اي نقطه من العالم فلن تخرج من اطار القاعده العامه التي حددتها لعمل الخارجيه الامريکيه و المبنيه علي تحريض العالم علي ايران و عکس هذا الموقف ازاء اسرائيل فاذا کان هذا حال کلينتون مع الملفات التي لا ترتبط بايران من قريب او بعيد فلماذا سيکون هذا الموقف اذا کان مرتبطا ارتباطا وثيقا بايران لا سيما ببرنامجها النووي السلمي.

ففي باريس و في اطار جولتها في اروبا لحشد الدعم لموقف واشنطن بشان تشديد العقوبات ضد ايران و امام نظيرها الفرنسي برنار کوشنر خرجت کلينتون من دائره المالوف في الاعراف الدبلوماسيه عندما ادلت بتصريحات غير معتاده موجهه للصين وهي تخاطب بکين بلغه التهديد اذا لم ترضخ للمطالب الامريکيه.

وقبل ذلک وفي لندن حاولت کلينتون الضغط علي نظيرها الصيني يانغ جيه تشي ، الذي دعا الي ضروره استئناف الحوار مع طهران و حل قضيه برنامجها دبلوماسيا ، عندما خاطبته قائله ان علي بکين ان تفکر بعواقب تصرفها علي المدي الطويل.

اما تبرير کلينتون لموقفها المتشدد وغير المعهود من ايران فکشفت عنه و دون مواربه في موتمرها الصحفي مع نظيرها الفرنسي في باريس عندما اعلنت ان هناک احتمال ان تشعر اسرائيل بتهديد لوجودها فيدفعها هذا الشعور الي توجيه ضربه عسکريه ضد ايران الامر الذي يشکل خطرا من وجهه نظر کلينتون.

اللبيب لا يحتاج لتعليق علي هذا التبرير لصلافته و وقاحته ولما يستبطنه من ازدواجيه ، ليس في السياسه الامريکيه فحسب ، بل في العقليه الامريکيه الحاکمه ، ازاء قضايا العالم وخاصه قضايا الشرق الاوسط ومن بينها ايران .

هذا الخطاب التحريضي الاميرکي ياتي في الوقت الذي مازالت فيه ايران تعتبر اقتراح تبادل اليورانيوم يشکل فرصه جيده لتعزيز الثقه بين الاطراف المعنيه بالبرنامج النووي الايراني .

التاکيد الايراني الذي جاء علي لسان وزير الخارجيه الايراني منوجهر متکي بشان تبادل اليورانيوم جاء مع تاکيد مماثل علي لسان المدير العام للوکاله الدوليه يوکيا امانو الذي اعلن ان اقتراح تبادل اليورانيوم مطروح علي الطاوله وان الحوار متواصل .

الشک الايراني ازاء النوايا الغربيه له ما يبرره في تاريخ العلاقه بين الجانبين، فقد تنصل الغرب و في اکثر من موقف من تعهداته ازاء طهران بدء من صفقات الاسلحه التي عقدها الشاه المخلوع مع امريکا وتنصل امريکا من تنفيذ تلک العقود بعد انتصار الثوره الاسلاميه في ايران و انتهاء بتنصل الشرکات الالمانيه من اکمال بناء محطه بوشهر النوويه مرورا بتجميد الاصول الايرانيه في البنوک الامريکيه بدون حق التجربه الايرانيه المره مع التزام الغرب بتعهداته ازاء ايران جعل من الصعب علي طهران ان تضع کل مالديها من اليورانيوم المنخفض التخصيب بيد علي هذا الغرب ، الساعي ليل نهار لضرب ايران باي شکل من الاشکال ، علي امل الحصول علي يورانيوم مخصب بنسبه عشرين بالمئه، فمثل هذه القضيه تعتبر في غايه الاهميه بالنسبه لطهران التي تحاول ان تجد مخرجا امنا يعيد اليها اليورانيوم وبشکل مشرف دون لبس او مواربه.

وهو وموقف يتناقض مع الموقف الغربي الذي يحاول المرور من امام هذه القضيه مرور الکرام دون ان يقدم اي تعهدات لطهران ، طهران التي لدغت من جحر الغرب مره والمومن لا يلدغ من جحر مرتين .