رمز الخبر: ۲۰۳۴۸
تأريخ النشر: 09:47 - 02 February 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - من مصلحة الولايات المتحدة اثارة الشكوك والظنون بين بلدان المنطقة الواحدة ليسهل على ادارتها اياً كانت ديمقراطية ام جمهورية ان تمرر نواياها من خلال التصيد في الماء العكر، هذا من جهة ومن جهة أخرى، لتسوق اسلحتها وبالتالي ابقاء عجلة مصانعها في حركة دائمة، خاصة وان الركود الاقتصادي بات يضغط على أكثر القطاعات الامريكية منذ أمد طويل.

والزيارات التي يقوم بها مسؤولون امريكيون مدنيون وعسكريون الى منطقتنا تحمل في اجندتها مثل هذا الهدف، الرامي الى التصعيد والتحريض وبث الخلافات، وما اعلنته صحيفة نيويورك تايمز من ان واشنطن تعجل في عملية نشر منظومات دفاعية في بعض بلدان المنطقة تحسباً لما زعمته الصحيفة لهجوم ايراني محتمل، هو إعلان يأتي في سياق سياسات البيت الابيض.

فقد أوردت الصحيفة المشاراليها عن مسؤولين في الادارة الامريكية ومصادر عسكرية، ان في النية نشر بطاريات صواريخ من طراز باتريوت في أربع دول عربية من دول المنطقة، وإنتشار سفن امريكية في الخليج الفارسي، ويأتي هذا الكلام دون ان يكون هناك أي مؤشر على ما تزعمه واشنطن على لسان الصحيفة، مما يؤكد ان الهدف الرئيس هو حرف الانظار عن الخطر الصهيوني القائم وخلق عدو وهمي لتخويف دول المنطقة، وهذا ما ينبغي للعارفين بحقيقة الامر ان يدركوه ويحذروه تجنبا لعملية تستنزف موارد دول على اسلحة ومعدات تصبح حديد خردة بعد آن من الزمن.

ان الارهاب الصهيوني الذي يتحرك لتنفيذ عمليات اغتيال قيادات فلسطينية في بعض هذه الدول دلالة على ان العدو الرئيسي هو من تحاول الولايات المتحدة بعروضها التغطية عليه، لئلا تتوجه الانظار الى هذا العدو الذي يتطاول بممارساته على سيادة الدول.

ولا يخفى على احد ان امريكا تعادي الجمهورية الاسلامية منذ ان أطاحت الثورة الاسلامية في ايران بشرطيها نظام الشاه، فاخذت تنتهز كل فرصة لإثارة شكوك دول المنطقة تجاه طهران التي اثبتت خلال الحقبة الماضية انها تضع نصب عينيها مصلحة المنطقة دولاً وشعوباً وأنها تعتبر مايضير أبناء هذه المنطقة الاستراتيجية يضيرها هي أيضاً، ولعل أكثر دول المنطقة قد إختبرت ايران في مواقفها خاصة عندما تعرضت لعدوان على إمتداد ثمانية اعوام وتغاضت عما لاقته من جفاء من بعض الجيران.

ان التحلي باليقظة والحذر هو السلاح الأمضى الذي يحول دون نجاح الأجانب في تمرير لعبتهم على دول هذه المنطقة التي نعيش فيها كأعضاء أسرة واحدة، تظهر في سمائهم بعض السحب سرعان ما تنقشع ويعود الصفاء اليهم، بينما الأجنبي مهما طال تواجده عليه ان يغادر عاجلاً ام أجلاً، ليبقى الجيران جنبا الى جنب.