رمز الخبر: ۲۰۳۵۳
تأريخ النشر: 10:17 - 02 February 2010
Photo
عصرایران - (رويترز) - هاجمت وسائل الاعلام الرسمية في الصين الولايات المتحدة يوم الاثنين بسبب صفقة مزمعة لبيع أسلحة أمريكية لتايوان قيمتها 6.4 مليار دولار في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول امريكي التزام واشنطن بمساعدة الجزيرة على الدفاع عن نفسها.

وزادت صفقة السلاح وهي الاحدث ضمن مجموعة صفقات وان كانت الاولى من جانب ادارة أوباما من عوامل التوتر في العلاقات بين اكبر وثالث أكبر اقتصاد في العالم والتي تشمل قيمة العملة الصينية واسلوب الحماية التجارية وحرية الانترنت والتبت.

وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية ان مبيعات السلاح الامريكية لتايوان التي تعتبرها الصين جزءا منها "تلقي بشكل حتمي بظل يستمر طويلا على العلاقات الصينية الامريكية."

واضافت الصحيفة التي تصدر بالانجليزية في مقال افتتاحي "رد الصين مهما كان عنيفا له ما يبرره. ليست هناك دولة تستحق الاحترام تقف مكتوفة اليدين في الوقت الذي يتعرض فيه امنها القومي للخطر وتضار مصالحها الاساسية."

وحولت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبه الى بكين عام 1979 واعترفت "بصين واحدة" وتقول انها تريد من الطرفين تسوية خلافاتهما سلميا. ومازالت الولايات المتحدة هي الداعم الاكبر لتايوان وملتزمة بموجب قانون العلاقات مع تايوان لعام 1979 بالمساعدة في الدفاع عن الجزيرة.

وقال والاس جريجسون مساعد وزير الدفاع الامريكي لشؤون منطقة اسيا والمحيط الهادي ان واشنطن تهدف الى الابقاء على علاقات تعاونية وودية مع الصين ولكنها لن تتخلى عن تايوان.

وأضاف جريجسون في طوكيو "الولايات المتحدة ملتزمة بضمان تمتع تايوان بالقدرة على الدفاع عن النفس وتعتزم الولايات المتحدة بشكل كامل الوفاء بكل التزام من التزاماتها هناك وسنواصل القيام بذلك في المستقبل."

وقال تقرير وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) للكونجرس بشأن مراجعة سياسة الصواريخ الدفاعية بعيدة المدى والذي نشر يوم الاثنين ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق وتراقب عن كثب حشد الصواريخ الصينية والقدرات المتطورة بشكل متزايد في منطقة المحيط الهادي.

واضاف التقرير "أحد التوجهات الاقليمية التي تزعج الولايات المتحدة على نحو خاص هو اختلال ميزان القوى بشكل متزايد عبر مضيق تايوان لصالح الصين."

وتابع التقرير ان صانعي السياسة الدفاعية للولايات المتحدة "ما زالوا ملتزمين بوجود علاقة ايجابية وتعاونية وشاملة ولا يعتقدون أن ظهور علاقة عدائية أو مناوئة مع الصين بأي حال أمر حتمي."

وفي وقت لاحق دافع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس عن صفقة الاسلحة وقال انه يأمل ان يكون قرار الصين الحد من الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة احتجاجا على الصفقة قرارا مؤقتا.

وقال جيتس للصحفيين "الاستقرار يترسخ من خلال الاتصالات بين جيشينا وزيادة فهم كل جانب لاستراتيجية الجانب الاخر لذلك أمل ان كان هناك تراجع ان يكون مؤقتا وأن نتمكن من العودة الى تعزيز علاقاتنا."

وتعتبر بكين تايوان اقليما انفصاليا ويتعين ان يقبل بالوحدة في نهاية المطاف وبالقوة اذا لزم الامر. ويسيطر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على وسائل الاعلام في البلاد ويستخدمها في الاوقات الحرجة لنقل رسائله.

وفيما يعكس المشاعر الغاضبة بشأن هذه القضية عبر مستخدمو الانترنت الصينيون عن غضبهم بالدعوة لمقاطعة شركة بوينج وشركات أخرى ضالعة في الصفقة.

وتعارض الصين منذ سنوات مبيعات الاسلحة الامريكية الى تايوان التي انفصلت عن الحكم الصيني عام 1949 والتي كانت أصلا مستعمرة يابانية من عام 1895 حتى عام 1945.

وتسعى بكين للمرة الاولى للضغط على الولايات المتحدة من خلال التهديد بفرض عقوبات رسمية على الشركات التي تشارك في صفقة الاسلحة التي أعلنت يوم الجمعة.

وقال تعليق نشرته صحيفة (ليبريشن ارمي ديلي) الناطقة باسم الجيش الصيني " لاتملك الصين أي مجال لحل وسط بشأن هذه القضية" وأضافت ان القوات المسلحة الصينية مستعدة "لكفاح صارم" بشأن تايوان.

واضافت "من المعقول تماما فرض عقوبات مماثلة على الشركات الامريكية الضالعة في مبيعات السلاح للصين."

ورفض مصدرو السلاح للصين التعقيب على التهديد.

ولم يعلق الرئيس الصيني هو جين تاو أو رئيس الوزراء وين جياباو علنا على ماوصفاه في السابق بأنه أهم قضية بالنسبة لبلادهما مما يشير الى رغبتهما في الابقاء على قدر من المرونة في التعامل مع واشنطن.

وقال درو طومسون مدير الدراسات الصينية بمركز نيكسون وهو مركز أبحاث في واشنطن انه رغم الكلمات الحادة من جانب بكين الا ان خيارات الصين لمعاقبة الولايات المتحدة محدودة.

واضاف "انهم لايملكون الكثير من قوة التأثير وهذا هو مصدر الاحباط بالنسبة لهم ... من الصعب تحديد ما يمكن أن يفعلوه وهو لن يكون أكثر من شيء رمزي."

وتابع طومسون ان فرض عقوبات على شركة بوينج لصناعة الطائرات يمكن أن يمنح منافستها ايرباص مزيدا من القوة في المفاوضات مع المشترين الصينيين.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان تايوان التي تتخلف كثيرا عن الصين في توازن القوة العسكرية تحتاج لاسلحة حديثة لتمنحها بعض الثقل عند التفاوض مع بكين التي تقول تايوان انها تصوب أكثر من 1400 صاروخ قصير المدى ومتوسط المدى نحو الجزيرة.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان بكين تعتزم أن تؤجل أو توقف جزئيا بعض التعاون العسكري بما في ذلك سلسلة من الزيارات هذا العام منها زيارة مزمعة لوزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الى الصين واجتماعات بين كبار القادة العسكريين وزيارات متبادلة لسفن بحرية.

كما قالت الصين ان الخلاف سيلحق الضرر بالتعاون مع الولايات المتحدة في القضايا الدولية. وتسعى واشنطن من أجل دعم صيني أقوى في العديد من بؤر التوتر الدولية وخاصة فيما يتعلق بالطموحات النووية لكل من ايران وكوريا الشمالية.

وقد تظهر بكين غضبها بتأخير أو خفض مستوى المفاوضات بشأن ايران ولكن ليس من المرجح أن تتخلى عن موقفها الراسخ من دفع طهران للتعاون بينما تقاوم فرض عقوبات قاسية على أحد أكبر منتجي النفط في العالم.

وقال طومسون متحدثا عن خيارات الصين "من الصعب استغلال المشكلات الدولية كوسيلة للتنفيس عن الاحباط بشأن قضية ثنائية.. انهم يخاطرون بعزل أنفسهم بشكل سيء للغاية."