رمز الخبر: ۲۰۳۶
تأريخ النشر: 13:03 - 12 January 2008
حسن هاني زاده
بدأ الرئيس الاميرکي في العام الاخير من ولايته بزيارة مکوکية للشرق الاوسط وهي آخر نزهة يقوم بها الرئيس جورج بوش الى هذه المنطقة.

وبما ان الرئيس الاميرکي لا يحمل معه حلا سحريا لازمة الشرق الاوسط ولکن هذه الزيارة تعتبر زيارة دعائية الهدف منها کسب دعم اللوبي الصهيوني لصالح مرشحي الحزب الجمهوري لخوض معرکة الانتخابات الرئاسية التي بدأت بالفعل.

وکانت الاراضي الفلسطينية المحتلة المحطة الاولى لزيارة بوش والهدف منها الايحاء للوبي الصهيوني بان ضمان امن الکيان الاسرائيلي يأتي فوق کل الاعتبارات الاميرکية اذ ان الرئيس الاميرکي يدرك تماما ان اللوبي الصهيوني هو الذي يقرر من يجب ان يفوز في الانتخابات الاميرکية ومن هو الذي يجب يخسر معرکة الانتخابات.

وسبق زيارة الرئيس الاميرکي حادث مفبرك لفقه البنتاغون بمساعدة الهوليوود الا وهو حادث ما سمي تحرش الزوارق البحرية الايرانية بالبوارج الاميرکية في مضيق هرمز.

وادعت البحرية الاميرکية من خلال نشر افلام مفبرکة بان قوارب تابعة للقوة البحرية الايرانية اقتربت من البوارج الاميرکية المتواجدة في مضيق هرمز الايراني وووجهت لها تهديدات باطلاق النار.
وقامت کل الاجهزة الاعلامية الاميرکية ومعها بعض وسائل الاعلام العربية ببث اخبار ودعايات کاذبة عن هذا الحادث العابر والبسيط للايحاء للدول العربية في المنطقة بان الخطر الايراني لا ينحسر في النشاطات النووية بل هو موجود في البر والبحر والجو! وعلى الدول العربية ان تحتمي من هذا الخطر بالاسلحة الاميرکية!

ولم يسأل الاعلام العربي ماهو دخل البحرية الاميرکية في مياه الخليج الفارسي التي تبعد آلاف الاميال عن اميرکا وماذا يفعل اصلا الاسطول البحري الاميرکي في المياه الاقليمية التابعة للدول الاخرى.

ومضيق هرمز يربط الخليج الفارسي ببحر عمان وهنالك اتفاقية مشترکة بين ايران وسلطنة عمان للمحافظة على سلامة السفن التجارية والنفطية التي تمر عبر هذا المضيق الذي يقع في المياه الاقليمية الايرانية.

اذن حينما تخترق البوارج البحرية الاميرکية المياه الاقليمية الايرانية خلافا لکل قوانين الملاحة الدولية وتقوم بالتجسس على البحرية الايرانية الا يحق لايران ان توجه انذارا الى هذه البوارج؟.
وما الخطر الذي دفع الادارة الاميرکية الحالية لحشد اسطولها البحري الخامس والسادس في مياه الخليج الفارسي للسيطرة على هذا الممر البحري؟

أليس من حق الدول المتشاطئة ان تحافظ على امن وسلامة الملاحة البحرية في الخليج الفارسي دون تدخل قوى اجنبية اخرى مثل اميرکا وغيرها؟

اذن تحرش السفن الحربية الاميرکية بالزوارق الايرانية يحمل رسالة للدول العربية قبل اي دولة اخرى وهي ان "المارد الايراني" مازال متواجدا وعلى الدول العربية ان تحتمي باميرکا لمواجهة هذا المارد.
فاذا کان الهدف من زيارة بوش للشرق الاوسط تخويف الدول العربية من الخطر الايراني المزعوم فلا داعي لکل هذه الضجة الاعلامية لان الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي هي مرعوبة نفسيا من الاساس وکانت ومازالت تستنجد باميرکا من خطر موهوم لا وجود له اصلا.

فاما اذا کان الهدف المعلن لهذه الزيارة هو عزل ايران واحتوائها فيجب القول ان زيارة الرئيس الاميرکي فاشلة سلفا لان اميرکا جربت ومازالت تجرب مقولة احتواء ايران منذ اكثر من ربع قرن ولم تفلح لان ايران لها امتداد سياسي واقتصادي وثقافي يبدأ من الشرق الاوسط ويمتد حتى غرب افريقيا وشرق آسيا واميرکا اللاتينية وبالتالي لا يمکن عزل مثل هکذا دولة.

وبالتالي فان زيارة بوش لم تأت من منطلق تعزيز امن المنطقة بل جاءت لتوتير المنطقة من جديد واثارة الشکوك بين دول المنطقة وفي النهاية التفرج والرقص على اشلاء جثث الاطفال التي مزقت وما زالت تمزق جثثهم الطائرات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.



حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء