رمز الخبر: ۲۰۳۷۸
تأريخ النشر: 09:03 - 03 February 2010
عصرایران - الجزیره - ما زال رجل الدين اليمني الشيخ أنور العولقي يحظى باهتمام متزايد من قبل وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات الغربية لارتباط اسمه بالعديد من الهجمات والتفجيرات التي حدثت في أوروبا وفي أميركا وكان آخرها هجوم قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس الذي نفذه الرائد في الجيش الأميركي نضال حسن وعملية الطائرة التي حاول النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجيرها فوق مدينة ديترويت.

وترجح السلطات الأميركية أن يكون هناك دور من نوع ما للشيخ العولقي في هاتين العمليتين إما بالتحريض وإما بالتأثير الإيدولوجي على الأقل.

الجزيرة نت التقت العولقي كي تقف معه على آخر المستجدات بعد عملية طائرة ديترويت التي تبناها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عشية أعياد الميلاد. وإليكم نص الحوار الذي دار على عجل بسبب ظروفه الأمنية واحتياطاته التي أصبحت أكثر حذرا من قبل ما يقرب من شهرين على لقاء الجزيرة نت به أول مرة.

تقارير صحفية في واشنطن بوست ووول ستريت جورنال  نسبت إلى محققين أميركيين في المخابرات الأميركية إمكانية استهدافك بطائرة من دون طيار وهم فقط الآن قلقون من رد الفعل ويدرسونه، لماذا في رأيك يريد الأميركان قتلك ويحرضون عليك؟

لأني مسلم أدعو إلى الإسلام، والتهمة هي التحريض، العلاقة بنضال حسن والعلاقة بعمر الفاروق والعلاقة ببعض منفذي أحداث سبتمبر، والآن أتهم بالعلاقة بأربع عشرة قضية، كل هذا يصب في المحاولة للقضاء على الأصوات التي تنادي بالدفاع عن حقوق الأمة.

هم لا يريدون فقه العزة والمطالبة بالعدالة، وإنما يريدون نشر فقه الذل وثقافة الخنوع. يريدون التسويق للإسلام الأميركي السلمي الديمقراطي الذي يدعو إلى طاعة ولي الأمر ولو كان خائنا عميلا، يريدون الإسلام الذي يقر بالاحتلال والتعامل معه، يريدون إسلاما ليس فيه تحكيم شريعة ولا حديث عن جهاد أو خلافة إسلامية. ونحن ندعو إلى الإسلام الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، إسلام الجهاد وإقامة الشريعة، وأي صوت يدعو إلى ذلك إما أن يغتالوا الشخص أو يغتالوا الشخصية. يغتالوا الشخص بالقتل أو الحبس أو يغتالوا الشخصية بالتشنيع الإعلامي والتشويه.

وما حقيقة أنك التقيت عمر فاروق أو أنك أصدرت له فتوى بجواز العملية؟

الأخ المجاهد عمر فاروق –فرج الله عنه- هو أحد طلابي، نعم، وكان بيننا تواصل، ولكن أنا لم أفتِ عمر فاروق بهذه العملية.


هل وصفك له بأنه مجاهد يعني أنك تؤيده؟!

أنا أؤيد ما قام به عمر فاروق بعد أن رأيت إخواني في فلسطين لأكثر من ستين عاما وهم يقتلون، وفي العراق يقتلون، وفي أفغانستان يقتلون، وفي قبيلتي قتلت الصواريخ الأميركية والقصف الأميركي 17 امرأة و23 طفلا، فلا تسألني إن قتلت القاعدة أو فجرت طائرة أميركية مدنية بعد هذا كله، فثلاثمائة أميركي لا شيء أمام الآلاف الذين قتلتهم من المسلمين
.

أنت قمت بتأييد نضال حسن وبررت ذلك بأن الهدف عسكري وليس مدنيا، الآن في طائرة عمر فاروق الطائرة مدنية، يعني أن الهدف هم عامة الشعب الأميركي؟

لو كانت الطائرة عسكرية أو هدفا للجيش الأميركي لكان أفضل، وتنظيم القاعدة له خياراته، وبالنسبة للشعب، الشعب الأميركي يعيش في نظام ديمقراطي فهو يتحمل مسؤولية سياسته، الشعب الأميركي هو الذي انتخب بوش المجرم لفترتين رئاسيتين، وانتخب أوباما الذي لا يختلف عن بوش الذي كان من أول تصريحاته أنه لن يتخلى عن إسرائيل، مع أنه كانت هناك خيارات أخرى في الانتخابات الأميركية معارضة للحروب الأميركية الخارجية فلا يحصل هؤلاء إلا على نسب ضئيلة جدا من الأصوات، الشعب الأميركي مشارك في كل جرائم حكومته، أما إن كانوا غير مؤيدين لذلك فليغيروا حكومتهم، هم الذين يدفعون الضرائب التي تنفق على الجيش وهم الذين يرسلون بأبنائهم إلى التجنيد فهم يتحملون المسؤولية.


وهل تعتقد أن حكومة اليمن تقدم تسهيلات من أجل اغتيالك؟

الحكومة اليمنية تبيع مواطنيها لأميركا لتأكل بدمائهم أموال السحت التي تشحتها من الغرب، المسؤولون اليمنيون يقولون للأميركان اضربوا ما تشاؤون لكن لا تتبنوا هذا الفعل حتى لا تثيروا الناس علينا, وبكل وقاحة تتبناه الحكومة اليمنية.

فمثلا صواريخ الكروز شوهدت من قبل أهالي المنطقة في شبوة وأبين وأرحب، والقنابل العنقودية بقي بعضها ولم ينفجر ورآها الناس، فالدولة تكذب في ادعائها والدولة إنما تبنت العملية حتى تنفي عن نفسها تهمة العمالة، الطائرات الأميركية التجسسية تحلق على الدوام في سماء اليمن, فما هذه الدولة التي تسمح لعدوها بأن يتجسس على شعبها ويتطلع على عوراتها ثم تعتبر أن هذا تعاون مقبول؟

أنت تُكذَِّب الحكومة اليمنية التي ترفض علنا أي تدخل مباشر، وتقول إن البلاد أصبحت محتلة؟

لا شك. البحر محتل, خليج عدن، البحر الأحمر, جزيرة سقطرة، الجو محتل, الطائرات التجسسية. أيضا هناك تواجد أميركا على الأرض منتهك لسيادة البلد في صورة تصرفات السفارة، وأيضا التواجد العسكري الموجود حاليا لتدريب قوات الداخلية لحرب المسلمين وقتل أبناء اليمن. الأميركان يدربون القوات اليمنية لتقتل أبناء اليمن. هذه قوة احتلال. فاليمن محتلة والعبرة بالمسميات وليست بالأسماء.

وهناك علامات مميزة للأفراد وللشعوب وللحكومات, علامة فارقة تتميز بها, تكون ظاهرة. فلان طويل فلان ذكي، الشعب المعين عنيد، الحكومة الفلانية منظمة دواليك. العلامة المميزة للحكومة اليمنية هي الكذب، الحكومة اليمنية هي حكومة كذابة، تكذب على الخارج والداخل، تكذب على شعبها تكذب على جيرانها تكذب على أميركا تكذب على الجميع. فالحكومة ادعت أنها قتلت فلانا وفلانا ويتبين في الأخير أنها تكذب، الحكومة اليمنية تريد أن تتقدم لأميركا بهدايا. فانظر إلى أي مستوى بلغ انحطاط حكومة اليمن.

علماء من اليمن أصدروا فتوى بوجوب الجهاد في حالة التدخل المباشر، لا يوافقونك على أن هناك تدخلا مباشرا، لأنهم اشترطوا تدخل أميركا والغرب لمواجهتهم بالجهاد؟

الفتوى هذه طيبة، وواجب تبيين الحق للأمة، لكنها ناقصة ومشروطة، فأميركا دخلت بكل وسيلة وإن لم تنزل بجيوشها كالعراق وأفغانستان فهي لا تجرؤ على ذلك لأن الشعب اليمني سوف يبتلعها وسينسيها أهوالا لقيتها في العراق وتلقاها في أفغانستان.

وألفت نظر العلماء إلى أن الضباط الأميركيين اليوم سواء ضباط استخبارات أو جيش موجودون في صنعاء ومناطق أخرى، هذا دخول أميركي، فلماذا لا يفتي العلماء بموجب حيثياتهم وشرطهم بقتل هؤلاء الضباط، فقد دخلوا يتجسسون ويقتلون ويدربون العسكر اليمنيين على القتل.

ما حقيقة ما يضخه الإعلام الغربي عنك من أنك أصبحت الملهم للمسلمين الجدد في الغرب وأميركا، أم أن هذا تهويل؟

أنا قلت في لقاء على قناة الجزيرة مع يسري فوده إن أميركا ظالمة وإن كل الظالمين على مر التاريخ كانت نهايتهم شنيعة, وأظن أن الغرب لا يريد أن يفهم هذه الحقيقة الكونية, المسلمون في أوروبا وفي أميركا يرون ما يحدث للمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان, وسيقومون بالانتقام للمسلمين في كل مكان.