رمز الخبر: ۲۰۴۶۹
تأريخ النشر: 10:17 - 06 February 2010
عصرایران - بمناسبة الذكرى الـ 31 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة بحثية بعنوان: مكانة إيران في الجيو ـ استراتيجيا الدولية ، شارك فيها عدد من السياسيين والباحثين اللبنانيين. إستهل الندوة المستشار الثقافي السيد محمد حسين رئيس زاده الذي اعتبر أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، شكل منعطفا في مسيرة الأمة الإسلامية وخصوصا الشعب الإيراني وفتح باب العالم على ثقافة التحرر والمعنوية خصوصا بعد سقوط معسكر الدولة الاشتراكية في نهاية القرن العشرين.

وأكد أن المبادئ التي انطلقت على أساسها الثورة وقيمها الدينية والاجتماعية تشكل أساسا للإستراتيجيات التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية على مدى 31 عاما متواصلة وهذا الشيء جعلنا منذ اليوم الأول للانتصار نواجه التحديات الكبرى على المستوى الإقليمي والدولي وعلى المستوى الداخلي.

واعتبر السيد رئيس زادة أن من أبرز التحديات التي واجهتها إيران مع بداية القرن 21 الخروج من التبعية والهيمنة والدخول في الاستقلال الوطني والإزدهار, مشيراً إلى أن هذه التحديات شكلت هاجس المجتمع والثورة في إيران.

واعتبر رئيس زادة أن انتصار المقاومة في لبنان وفلسطين بشائر نصر ستؤدي إلى تحرير فلسطين وتحرير شعبه وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية من دنس الاحتلال الصهيوني.

ثم كانت مداخلة للوزير اللبناني السابق عصام نعمان الذي اعتبر أن المشهد الإقليمي الراهن وفي ضوء التحديات الراهنة ، مترع بصراع رئيسي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها من العرب من جهة، والولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني ومن يقف معه من العرب وغير العرب. وأكد أنه ليس من الغلو القول أنّ الإسلام في الصورة هو القطب العالمي الأبرز بمواجهة أميركا, معتبراً أن هناك صراع ضروس بين المقاومة ومجموعات العنف الأعمى، وقال: هذا الصراع العالمي بين القطبين يتعاظم، أليس ما يحدث في أفغانستان والعراق واليمن والسودان والصومال وأحيانا في السعودية ولبنان دليلا ساطعا على تمدده؟. وتطرق إلى التهديدات الأميركية المتكررة بتشديد الحصار الاقتصادي على إيران, محذراً من أن لجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى فرض حصار بحري على الصادرات الإيرانية قد يجبر إيران على ضرب السفن الأميركية التي تفرض الحصار ما يؤدي إلى حرب أو إلى إقفال مضيق هرمز.

بدوره قدّم مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر، الدكتور ناصيف قزي مداخلة ركز فيها على البعد الإنساني للثورة الإسلامية في إيران، وتطرق فيها إلى مشاهداته الشخصية في باريس وقراءته بالفرنسية للكتب المترجمة عن الإمام الخميني، وقال: ما إن حطت طائرة مرشد الثورة في طهران لحقت بها طائرة فلسطين الحائرة حيث حط أبو عمار.

ورأى أن الثورة الإسلامية هي فعل تحرر من الإستبداد وقد تندرج في السياق عينه الذي عاشته عبر التاريخ غالبية الشعوب التي ثارت بحثا عن كرامتها. مشيراً إلى أن إيران أرست نظاماً مغايراً عن تلك الأنظمة الأحادية المغلقة التي عرفها العالم الإسلامي في غير مكان، ولقد بقي في ديار تلك الثورة للديمقراطية معنى وللتعددية مكان.

وقال قزي: أثبتت الثورة الإسلامية للعالم عبر مسارها التراكمي خلال عقود ثلاثة ولاسيما للعالم الحر الذي ظن أنّ التاريخ شارف على نهايته مع انتهاء الحرب الباردة ، أثبتت كباقي حركات الممانعة أن التاريخ حركة بناء جدلية ومستمرة فلا ينهيها نظام سياسي جائر أو منتدى اقتصادي فاجر، عندما تنتهي المقاومة والممانعة ينتهي التاريخ كحركة جدلية، مؤكداً أنّ الثورة ساهمت في مجابهة الاستكبار العالمي المتمثل بالأحادية الأميركية من جهة وفي استعادة الحق في الدفاع عن فلسطين من جهة أخرى.