رمز الخبر: ۲۰۶۵۰
تأريخ النشر: 12:06 - 16 February 2010
يتولى هاشمي رفسنجاني رئاسة مجلس خبراء القيادة الذي يشرف على اداء القيادة. لذلك فان تصريحات هاشمي رفسنجاني حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية تحظى باهمية. وفيما يلي الحوار مع هاشمي رفسنجاني حول القضايا الدولية المختلفة:
عصر ايران – يتولى اية الله اكبر هاشمي رفسنجاني رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام ، وهو المجمع الذي يقدم المشورة للقيادة في تبيان الساسات العامة كما انه يعتبر الحكم في حال نشب خلاف بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور بشان التصديق على القوانين.

كما يتولى هاشمي رفسنجاني رئاسة مجلس خبراء القيادة الذي يشرف على اداء القيادة. لذلك فان تصريحات هاشمي رفسنجاني حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية تحظى باهمية. وفيما يلي الحوار مع هاشمي رفسنجاني حول القضايا الدولية المختلفة:

 سؤال : نظرا الى الوجود العسكري الامريكي في العراق وافغانستان وطبعا ان اميركا هزمت لكنها تقول في الوقت ذاته انها ستبقى هناك. وطرح اخيرا بانها تريد ايجاد منظومة صاروخية مضادة للصواريخ في اربع من دول منطقة الخليج الفارسي. ما هو موقف الجمهورية الاسلامية من التطورات الاقليمية.

جواب : اننا شرعا وحسب المبادئ الشرعية والدستورية لا نوافق على التدخل الاجنبي ولا نوافق على الاستئثار الذي يمارسه المستكبرون. ان موقفنا واضح. وقد تكون هناك دولة تريد شراء نظام باتريوت للدفاع عن نفسها. كما اننا نشتري اشياء اخرى. فهذا حق لاي بلد بان تقوم بذلك. لكن اذا كان الامر يعني تواجد وتدخل الاجانب فاننا لا نقبل ذلك. ان امريكا لم تجن فائدة لحد الان في المنطقة وحتى انها تضررت . انها تضررت بشكل بحيث انها هي التي قامت بحل الجيش البعثي لكنها اصبحت الان راغبة الى حد ما في احياء الجيش البعثي في العراق. لم تستطع ان تجعل محله شئ يكون لصالحها. وفي افغانستان قامت بطرد طالبان التي صنعتها هي بنفسها. والان تفكر اميركا بان تساير هؤلاء وتعقد معهم صفقات. ان هؤلاء (طالبان) يشترطون بانكم اخرجوا اولا ومن ثم نشارك نحن في الحكم. لكن هناك قضية واضحة وهي ان الامريكيين وربما جميع الغربيين يعتبرون الخليج الفارسي والمناطق الغنية بالنفط بانها جزء من مصالحهم الحيوية. المصالح الحيوية التي يمكن الدخول في حرب من اجلها. ان الامريكيين لا يريدون ان يخسروا هذه المنطقة المهمة التي يجب ان تدور عجلات العالم بواسطة الطاقة في الخليج الفارسي. ان هذا التواجد قد تعزز الان وسيتعزز. اننا نعارض ذلك. اننا نطالب بطبيعة الحال بالتعامل. ان شعوب المنطقة تملك النفط وتريج بيع نفطها. تملك الغاز وتريد بيعه. لا تريد ان يكون هناك من يفرض نفسه عليها. ان احدا لا يريد ولا يستطيع تخزين نفطه وغازه. لذلك فان النفط يجب ان ياخذ مجراه وعليهم الا يتدخلوا. اننا نعارض هذه الممارسات بالكامل.

سؤال : ان احدى القضايا التي لم يتم تبيانها بشكل جيد هي اننا نعارض الهجوم العسكري الامريكي سواء في افغانستان او العراق ، ونعلن بشكل متزامن باننا مستعدون للتعاون. كيف يمكن الجمع بين هذين الامرين ، الا يوجد هناك تناقض في هذا الموضوع؟

جواب : كلا . اننا كنا نعتبر صدام في العراق بانه معتد مفسد واعلنا في نفس الوقت باننا نعارض اسقاط صدام على يد اميركا. لم نكن موافقين. والان حيث جاءت اميركا والشعب العراقي بحاجة الى مساعدتنا لكي يتمكن من الحفاظ على حقه وعلى صوته وعلى انتخاباته فاننا نتعاون مع الشعب العراقي. اننا نساعد بمستوى مساعدة الشعب العراقي. اننا نقول دائما بان على اميركا ان ترحل عن العراق، ان الشعب هو الاساس. والشئ نفسه في افغانستان ، اننا نعارض طالبان ونعتبرهم مصدر فتنة. ان طالبان افغانستان هم على شاكلة متطرفين مثل الخوارج. يصلون الليل وفي نفس الوقت يقطعون رؤوس اناس مظلومين وعزل. ان بعض هؤلاء يعتقدون انه يجب قتل الشيعة. اننا نعارضهم. اننا لم نقل بان اميركا يجب ان تاتي الى افغانستان. انني قلت في ذلك الوقت ان افغانستان ليست بالبلد الذي يحتمل القوات الاجنبية. اننا نعارض التواجد الامريكي في افغانستان. فاذا ارادوا تقديم المساعدة فان هناك طرقا اخرى. وقد تتطابق مصالحنا في بعض الحالات. مثلا اننا نقبل بالدستور العراقي ونقبل ايضا بالدستور الافغاني. واميركا بذلت جهودا من اجل دستوري العراق وافغانستان. ان هذا لا يعني التعاون. الاساس اننا نقول بان اميركا لا يجب ان تتدخل. اننا لم نتدخل في دستور العراق. كما لم نتدخل في دستور افغانستان. وعندما راينا ان الموضوعات كتبت بشكل جيد لم نعارض.

سؤال : ان احد المحاور التي يجري الدعاية بشانها لترسيخها في المنطقة هو تقديم الشيعة كخطر يتهدد دول المنطقة واحد نماذجه ازمة اليمن والتمهيد لقمع الشيعة سواء في اليمن او سائر الدول. ما هو الدور الذي يمكن ان تضطلع به الجمهورية الاسلامية الايرانية لكي تتغير هذه الظروف لصالح شعوب المنطقة؟

جواب : انهم يلجأون الى التذرع. انهم ان تجاهلوا الدور الذي نقوم به لاسباب اخرى ، فهذ موضوع اخر. ان الشئ الذي نفعله في العراق يدعم الديمقراطية والحرية والدستور هناك ونقوم بتلبية احتياجات الناس وكلما طلبوا مساعدات انسانية من ايران نقوم بارسالها. نستضيف الان مليوني افغاني ونساعدهم. ونقوم هناك بالكثير من الاعمال. ونقوم بحل مشاكلهم. اننا لا نشكل اي ازعاج. وفي لبنان كان عملنا الكبير هو تعزيز حزب الله في مقابل اسرائيل. كانت بلادهم محتلة فطردوا اسرائيل. والان هم يحولون دون حصول احتلال. اننا نعمل لصالح لبنان. وفي غزة ندعم الاهالي المظلومين. العالم كله قبل بان اهالي غزة مظلومون وفي غزة ارتكبت جرائم حرب. فاذا كانت الشيعة كذلك فان تصرفنا لا يعود بالضرر على اي احد. انه لصالح الجميع سوى انه يضر اسرائيل.

 
ان الهلال الشيعي طرحه الاردنيون. اشتركت في مقابلة مع قناة عربية وسالوني فقلت : انني ارد عليكم من خلال كلامكم انتم. انتم تقولون الهلال الشيعي. فاذا اردنا تصور الهلال الشيعي فان معناه هو انه يشبه القمر في ليلته الاولى او الثانية واتضحت احدى زواياه. ويطلقون على هذا الهلال. ان كلامكم يعني ان جميع المنطقة هي بيد السنة ماعدا هلال ضيق وزاوية نمثلها نحن. كيف يمكن لهذا ان يشكل خطرا في مقابل كل تلك الدول والامكانات التي تملكها ، فالهلال معرض للصدمة. ان الشيعة في المنطقة لا يعملون اي شئ سوى لصالح الشعوب. في السعودية ماذا يفعل الشيعة وماذا يفعلون في الكويت وفي العراق ماذا يفعلون. ان الشيعة يقومون بحماية كرامة لبنان. ويسوون مشاكل لبنان. وفي افغانستان فان الشيعة مظلومون. وفي باكستان مظلومون. وفي اليمن ان الذين يقولون ان هؤلاء شيعة ، هم من الشيعة الزيدية. ان الرئيس اليمني هو من الشيعة الزيدية. ان الشيعة الزيدية هم مع السنة اكثر مما هم معنا.  

سؤال : هناك حديث يدور حول تاسيس الدولة الفلسطينية ، كيف ترى افاق تشكيل هذه الدولة واذا ما تاسست ماذا سيكون موقف الجمهورية الاسلامية منها؟

جواب : اننا غير موافقين على تقسيم فلسطين. هذا موقفنا. ان فلسطين هي بلد واحد وطبعا اننا نقول راينا وعمليا الشعب الفلسطيني هو الذي يجب ان يقرر. لكن قلنا في تصريحاتنا بان يجلس اليهود الذين هم فلسطينيون ويتحاوروا مع الفلسطينيين انفسهم. ليجروا انتخابات ويقيموا ديمقراطية وتكون هناك تركيبة من المسلمين واليهود والمسيحيين ربما هذا هو الحل للوضع الحالي. والحقيقة ان فلسطين متعلقة بالفلسطينيين.

سؤال : في القضية النووية ، كيف وباي ضمانات يمكن تبادل الوقود والى اي حد يعتبر هذا خيارا عمليا؟

جواب : هذا موضوع حساس. في الاجمال اذا كانت لدينا دبلوماسية فعالة في الخارج نستطيع تقديم انفسها افضل من هذا ويمكن الافادة من مصالح الطاقة النووية السلمية حتى مع التخصيب. ان هؤلاء يمارسون الغطرسة. اني اشعر بانهم يمارسون الغطرسة ضدنا لاسباب اخرى.

سؤال : ما هي الاسباب الاخرى التي تحدثت عنها ؟

جواب : انهم لا يستسيغون نظامنا. ولا يوافقون على مواقفنا الاصيلة. لا يريدون ان يحقق النظام الاسلامي اهدافه. اضرب مثالا حول القوة الصاروخية. اننا وقفنا على ارجلنا لمدة ثماني سنوات ودافعنا بمظلومية. اننا انتجنا صواريخ. لا يستطيعون ان يقولوا لنا لا تنتجوا صواريخ. انهم يملكونها فكيف يقولون لنا لا تملكونها. انهم يمارسون الغطرسة.

سؤال : ما هي الاليات التي تتصورها لحل القضايا النووية بغض النظر عن تبادل الوقود. فمرة اقترحت الجمهورية الاسلامية وجود تمركز لشركة متعددة الجنسيات وحتى ان الذين يعارضون ، لياتوا ويشاركوا في هذه القضية.

جواب : اننا طرحنا هذا في ذلك الوقت لكن على ارضنا. نعم اظن ان نظامنا يقبل الان ايضا بان يتم هنا تاسيس شركة للتخصيب ويشارك الاخرون في ادارتها. ويكونون في مجلس ادارتها. نقوم بانتاج اليورانيوم ونستخدمه للاغراض السلمية الداخلية ونصدر الفائض منه الى الخارج. اظن ان الجمهورية الاسلامية توافق على ذلك. قلت ان هناك قضايا اخرى تحول دون ان يقروا بحقنا.

سؤال : اطلقت اخيرا تهديدات بانه ان لم ترضخ ايران ولم تتعاون فانهم سيفرضون عقوبات على ايران. ما هي مدى جدية هذا الكلام؟

جواب : ان قسما منه يمكن ان يكون حربا نفسيا. وفي الوقت نفسه لا يجب ان نطمئن انفسنا بان هذه حرب نفسية. اننا يجب ان نفرض بان هذه التهديدات حقيقية. يجب ان نكون جاهزين لتلك الظروف. وطبعا لست واثقا بان هؤلاء يستطيعون او يريدون ان يفعلوا هذا الشئ. لكن هناك احتمال. وعندما يكون احتمال حتى اذا كان ضعيفا فاننا يجب ان نكون مهيئين.

سؤال : ان احد الموضوعات المطروحة في الاوساط السياسية هو ان الناتو يبذل جهودا للتواجد في بلدان خارج حدوده الجغرافية. هل يمكن ان يشكل هذا تهديدا للجمهورية الاسلامية وفي اطار حضور الناتو في افغانستان؟

جواب : بالتاكيد نعم. اذا كان من المقرر ان يتواجد الناتو في افغانستان ويكون في العراق وفي الجنوب وفي اذربيجان ايضا وفي كل مكان. فان ذلك يشكل خطرا جادا بالنسبة لنا. اننا لم تكن لدينا حدودا مشتركة مع الناتو. انهم يمدون ارجلهم اكثر من بساطهم.