رمز الخبر: ۲۰۷۲۸
تأريخ النشر: 08:11 - 20 February 2010
ايران ، اميركا والخليج الفارسي
والمنطقة الثانية التي تعرضت لفراغ السلطة على الصعيد الدولي ، هي منطقة الشرق الاوسط ، حيث تحولت علاقات اميركا مع العالم العربي الى علاقات هشة بسبب دعم اميركا لاسرائيل وفقدانها لنظام الشاه في ايران وتنامي المد الاسلامي.
عصر ايران ، محسن رضائي – بعد انهيار النظام الثنائي القطب في العالم ، وجدت عدة مناطق شهدت فراغا للسلطة. فاوروبا الشرقية تحررت من نير الاتحاد السوفيتي لكنها لم تتمكن من الاضطلاع بدور على الساحة الدولية. فكانت دولا ضعيفة غير متحدة مع بعضها البعض. فنشر الاتحاد الاوروبي مظلته عليها.

والمنطقة الثانية التي تعرضت لفراغ السلطة على الصعيد الدولي ، هي منطقة الشرق الاوسط ، حيث تحولت علاقات اميركا مع العالم العربي الى علاقات هشة بسبب دعم اميركا لاسرائيل وفقدانها لنظام الشاه في ايران وتنامي المد الاسلامي. كما ان روسيا التي كانت تقيم علاقات وثيقة مع سورية والعراق ، واجهت ضعفا.

والثورة الاسلامية في ايران ، اكتسحت اهم قاعدة اميركية واعطت زخما جديدا للبنان وفلسطين وكانت تتقدم كمنافس جاد لاميركا والاتحاد السوفيتي في المنطقة ولذلك فان اميركا وتحت ذريعة تحرير الكويت ارسلت لاول مرة حاملات طائراتها الى الخليج الفارسي وقامت بتعزيز تواجدها في الخليج الفارسي وحاولت ملء فراغ السلطة في المنطقة بشكل تدريجي.

والمنطقة الثالثة التي تعرضت لفراغ السلطة ، كانت اسيا المركزية والقوقاز. ان اميركا وتحت ذريعة طلب الدول المستقلة حديثا في اسيا المركزية والقوقاز دخلت الى هذه المنطقة وقامت ببناء قواعد جوية فيها ، رغم انه كان يتم اظهار ان دول المنطقة طلبت من اميركا مساعدات اقتصادية الا ان اميركا تواجدت سياسيا وعسكريا واقتصاديا في هذه المناطق وانهمكت بملء فراغ السلطة الناجم عن انهيار الاتحاد السوفيتي.

من جهة اخرى ، حاولت اميركا تكثيف تواجدها في افغانستان ، بحيث حاولت استخدام طالبان لتهديد القوى الثورية التابعة لاحمد شاه مسعود الذي حارب لسنوات الاتحاد السوفيتي واقام حكومة قانونية في افغانستان. فبدات اميركا وباكستان بتقوية طالبان ضد كومة احمد شاه ورباني القانونية وكانت النتيجة ان تحولت طالبان في ظل الدعم التسليحي والمالي والتدريبي الامريكي والباكستاني الى تيار سياسي قوي استولى على ارجاء افغانستان واسس حكومة طالبان ، ولم يمض وقت حتى انبثقت القاعدة والمجموعات المناوئة لاميركا من صلب طالبان ووقع حادث الهجوم على البرجين التوأمين في نيويورك.

حادث 11 سبتمبر والوجود الامريكي في المنطقة

لقد كانت اميركا تبحث عن ذريعة لاكمال تواجدها في المنطقة وفرض هيمنتها بالكامل على مناطق الشرق الاوسط واسيا الوسطى والقوقاز. ومن اجل ذلك ، كان عليها احتلال الحزام الذهبي. وكان هناك شرطان لهذا القرار ، الاول ان يتولى تيار داعي للحرب ومتطرف في اميركا السلطة والثاني ان تتبلور ذريعة على الصعيد الدولي. فقد تولى المحافظون الجديد السلطة في اميركا ولم يمض وقت حتى وقع حادث 11 سبتمبر استغلته اميركا كذريعة. وتحت هذه الذريعة وضعت اميركا خطة احتلال الحزام الذهبي في المنطقة ووفقا لهذه الخطة كان يجب احتلال سورية والعراق وايران وافغانستان وربط البحر الابيض المتوسط بالصين.

الحزام الذهبي

ان مهاجمة اميركا لافغانستان شكل بداية البداية لمشروع احتلال المنطقة. ونظرا الى الاهمية الاستراتيجية لمحور ايران ، سورية ، افغانستان والعراق والمعروف بالحزام الذهبي للمنطقة، كان واضحا بان الهجوم اللاحق سيطال العراق وبعده سيصل الدور الى سورية وايران. وطبعا كانت هذه اللقمة اكبر من فم اميركا بحيث انها توقفت في الطريق وتكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة ما اضطرها الى دفع اسرائيل الى التدخل لمواصلة مشروعها التوسعي. ان هجوم الكيان الصهيوني السافر على لبنان والمقاومة غير المسبوقة التي ابداها الشعب اللبناني وحزب الله في مواجهة الجيش الاسرائيلي ، الحقت الهزيمة بهذا الجيش، ولم تحقق اميركا غاياتها فحسب ولم تخرج من المازق فحسب بل ان اسرائيل ضعفت بشدة في المنطقة وتعززت قوة ايران ولبنان وفلسطين.

ومن جهة اخرى فان اجراءات اميركا في اوروبا والدرع الصاروخية في جورجيا ادى الى فتح جبهتين في مقابل روسيا ، كانت كلتاهما غير ناجحة لذلك فان ادارة بوش اما فشلت في جميع مشاريعها او تخلت عنها في منتصف الطريق . لكن في هذه الظروف التي القيت ظلال من الشك على مكانة اميركا وفقدت شعارات اميركا في مجال حقوق الانسان والحرية بريقها ، فان ادارة بوش كانت بحاجة الى تحرك صغير لكي تسقط من فوق شلال نياغارا الى الارض الامر الذي حدث من خلال الهزيمة في مقابل ايران والازمة المالية لعام 2008.

بوش وايران

وبعد انتشار القوات الامريكية في العراق ، كانت اهم اولويات ادارة بوش مهاجمة ايران الا ان مسالتين اساسيتين حالتا دون ذلك ، الاولى ان القوات المسلحة الايرانية كانت اقوى بكثير من العراق والثانية ان نظام الحكم في ايران كان نظاما سياسا ذا معايير دولية وكان يتمتع بشعبية على الصعيد الدولي اضافة الى ان الشعب الايراني كانت تربطه وشائج واواصر قوية مع نظامه وكانت نسبة الانسجام والاتحاد الوطني في ايران عالية.

ومن جهة اخرى ، فان انعدام الذريعة لمهاجمة ايران لاقناع الراي العام الدولي ، فاقم الامرلان ايران كانت تفتقد الى السلاح الكيماوي ولم تملك السلاح النووي واعتمدت شفافية في نشاطاتها النووية وابدت كل انواع التعاون مع المنظمات الدولية بحيث انها تحركت حتى نحو الوقف الكامل لنشاطاتها البحثية السلمية اضافة الى ان ايران لا تقيم اي اتصال مع المنظمات الارهابية مثل القاعدة.

والمشكلة الاخرى التي واجهتها اميركا في شن هجوم على ايران ، هي تولي اصدقاء ايران الحكم في العراق. وعلى النقيض من مطلب اميركا ، فان المجموعات العراقية المناضلة بدءا من الاكراد وحتى الشيعة واهل السنة ممن حاربوا صدام حسين كانوا من اصدقاء ايران وتولوا الحكم في العراق عن طريق الانتخابات.

وطبعا كان بعض الاجراءات المتسرعة يمكن ان تعطي الذريعة للامريكيين الا ان المحادثات النووية لايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامم المتحدة ومحادثات الفريق النووي الايراني مع مجموعة 1+5 واستعدادات القوات المسلحة والتي تمت كلها في ظل حكمة وحصافة قائد الثورة الاسلامية ، جعلت اميركا وبوش ييأسان من شن هجوم على ايران.

اوباما وبوش

وبعد تراجع ادارة بوش امام الراي العام الامريكي والعالمي ، لجأ السيد اوباما الى شعار التغيير ووجه اهم قسم من مهامه على الصعيد الدولي ، نحو ايران والمنطقة. واعتمدت ادارته في البداية اسلوب المحادثات ومن ثم تدخلت بشكل غر في الاحداث الداخلية لايران. واستغل الكيان الصهيوني الضعف السياسي وقلة الخبرة لدى الادارة الامريكية الجديدة وشجعها على التحرك ضد ايران ، لذلك فان اميركا قررت على الظاهر بدء تحرك جديد ضد ايران ، لكنها ستندم على ذلك بالتاكيد.

العرب والانخداع مجددا

ان الدول العربية التي هي من اصدقائنا في المنطقة استغلت من قبل ادارة بوش ، بحيث انها تعاونت مع اميركا في الهجوم على العراق وافغانستان ولبنان ، وبالتالي خدعت بشكل كبير وطبعا فانها ندمت فيما بعد. لكن اليوم تنوي اميركا مرة اخرى استغلالها ضد ايران. ان اميركا وبذريعة التطور النووي السلمي الايراني ، تعمل على بث القلق تجاه ايران في بلدان المنطقة وان زيارة السيدة كلينتون الى المنطقة العربية واثارة قضايا لا اساس لها مؤشر على ان اميركا تنوي خلق حادث في المنطقة بواسطة اموال الدول العربية.

ايران والعرب

ومنذ انتصار الثورة الاسلامية ، كانت السياسة الايرانية قائمة على تقوية الدول العربية. ان ايران نظرت اليهم دائما بنظرة اخوية ، بحيث انه حتى خلال الهجوم العراقي على ايران والذي تم بالتعاون والمساعدات الهائلة للدول العربية ، لم تمس ايران علاقاتها الودية مع الدول العربية وان ايران تولي اليوم اهمية كبيرى لعزة وتقدم البلدان العربية.

ايران والسيد اوباما

يبدو انه اذا كانت اميركا تقوم بخداع اخواننا العرب ، فان اميركا قد انخدعت من قبل الكيان الصهيوني ، لانه ان كانت هناك الاساليب السلمية بين اميركا وايران فانهما قد يحققان مصالح متبادلة عن هذه الطريق. لكن اميركا لن تحصل بالتاكيد على شئ من خلال الحرب ومقاطعة ايران.

ان ايران مزودة اليوم بانواع الاسلحة البحرية والصاروخية والجوية ومن جهة اخرى فان الوف الشبان من طالبي الشهادة جاهزون لمهاجمة البارجات الامريكية بالوسائل المؤثرة . وعندما اجريت مناورات الشهادة في الخليج الفارسي عام 1988 عندما كنت قائدا للحرس الثوري ، وتابع قائد الثورة الاسلامية عن كثب المناورات ، شارك فيها اكثر من 10 الاف من طالبي الشهادة.

وطبعا يجب الانتباه الى ان ايران تضم قادة وضباطا كبارا قادرون على الدفاع امام اميركا وحتى ان القادة والمقاتلين القدامي سياتون الى الساحة واني ساكون من اوائل الذين سيرتدون زي القتال واحضر الى مضيق هرمز والجزر واتحرك امام المقاتلين. وطبعا هذا الاحتمال ضعيف ومن المستبعد ان يقدم فريق اوباما على هذه العمل لكن ثمة احتمال ان تقوم اسرائيل بعمل ما . على اميركا الا تظن بان الخلافات الداخلية ، قوضت الحكومة الايرانية.

فاليوم هناك انسجام بين القيادة والشعب والقوى السياسية وهذا الانسجام سيتزايد عدة امثال اثناء الاحداث الخارجية. ان مسيرات يوم 22 بهمن اظهرت بان الشعب الايراني شعب متماسك وموحد ووفي بالثورة والجمهورية الاسلامية. وطبعا فاني آمل بان تتخلى اميركا عن ممارسة اي ضغط على ايران وان تتعظ بهزائم السيد بوش بدلا من الهروب الى الامام وان تترك المنطقة لبلدان المنطقة نفسها ، وان تسحب قواتها العسكرية من المنطقة وتتحاشى التدخل في بلدان المنطقة.

ايران والمنطقة

واما اقتراحي للاخوة العرب بان تعالوا نقرر بانفسنا مصير المنطقة. ان ايران وبالتعاون مع تركيا والسعودية وباكستان وسائر دول المنطقة بامكانهم ان يكون لديهم مشروع مماثل لاوروبا الموحدة وتاسيس "منطقة اسيا الجنوبية الغربية" وتقوم بلدان المنطقة نفسها بمتابعة الامن والسلام والتقدم.