رمز الخبر: ۲۰۸۰۶
تأريخ النشر: 10:01 - 23 February 2010
عصرایران - رحب رئيس مركز البحوث في وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا دهقاني، بتوسيع التنسيق القائم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا وسوريا ليشمل مصر والسعودية، مستبعداً حرباً صهيونية جديدة في المنطقة لعجز الكيان الصهيوني عن القيام بهكذا عدوان.

ونفى دهقاني في حديث لصحيفة (السفير) اللبنانية نشرته اليوم الاثنين وجود محور تركي - إيراني - سوري، موضحاً بالقول: إن الحديث عن محور يفترض وجود محور مضاد ونحن لا نعتبر الأمر موجودا، نحن نرى تنسيقا بين هذه الدول في بعض المسائل في المنطقة ونرحب بتوسيع هذا التنسيق ليشمل أيضا السعودية ومصر.

وأكد رداً على سؤال أن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ما يتعلق بالملف النووي السلمي هو حق مسلّم به للشعب الإيراني وحكومته، وقال: إذا كان علينا أن ندفع بعض الأثمان في سبيله فنحن جاهزون لذلك. إن التقنية السلمية النووية حسب معايير امتلاك التقنية النووية لأي بلد يجب أن تلقى تأييد المجتمع الدولي. وفي موقف وكالة الطاقة الذرية هنـاك مواقف إيجابية وأخرى سلبية ولا أحد يستطيع أن ينزع منا حقنا في امتلاك التقنية النووية. أضاف دهقاني: نحن قلنا وكنا جاهزين لتبادل بعض المواد لتخصيبها وبعد انتهاء مهلة الشهر بدأنا بالتخصيب بنسبة 20 في المئة لكننا لا زلنا جاهزين للتبادل.

وعن العلاقة بين إيران والسعودية قال دهقاني: تعتقد إيران أنه يوجد عدوّ واحد في المنطقة، هو الكيان الصهيوني ونحن نواجه احتلاله للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، لذا يجب أن نركز على هذا المحور، أما بقية الاختلافات فنعتبرها فرعية ويجب أن نتخطاها لمصلحة المعركة الأساسية.

أضاف: نحن نرى أن تطوير العلاقات الايرانية - العربية، عنصر مهم ومن مصلحة الأمّة الإسلامية والعربية إزالة المعوّقات والحساسيات وبعض المصالح الضيقة تجاه المصلحة الكبرى وهي الجهد لتحرير الأراضي المحتلة.

وعمّا إذا كانت إيران ستوجه دعوة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لزيارة طهران؟، قال دهقاني: طالما رحبت إيران بزيارة يقوم بها دولة رئيس الحكومة سعد الحريري، كما كانت ترحب دوما بزيارات والده المرحوم الرئيس رفيق الحريري وهو كان يزور إيران دائما ونحن نرحب بالرئيس سعد الحريري في إيران.

وأوضح دهقاني الضليع في الشؤون اللبنانية والقائم بالأعمال السابق في لبنان أنه لا يرى إمكانية لشنّ حرب صهيونية ضدّ لبنان أو أي من دول المنطقة لأن الضوء الأخضر الأميركي والأوروبي غير متوافر.

وعن تفسيره لما قاله الرئيس أحمدي نجاد لنظيره اللبناني ميشال سليمان وللأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر الهاتف الأسبوع الماضي بأن إسرائيل لا تملك الجرأة لشنّ الحرب لأنها تخشى تداعياتها، قال دهقاني: إن إمكانية نشوب حرب في المنطقة ضئيلة، هناك شوق إسرائيلي للحرب لأن كيانها بني على حرب. تحب إسرائيل الشروع في عمل عسكري بسبب أزمة مشروعية في الداخل والخارج بالإضافة الى أزمة هوية، لذا تريد إعادة الوضع الذي كانت عليه قبل حرب تموز 2006. لكن موانع ومعوقات عدّة موجودة في المنطقة تمنعها من تحقيق طموحها الحربي:
أولا، لأن الأميركيين لا يحبذون ذلك لأن سياسة (الرئيس الأميركي) باراك أوباما ليست مبنية على الحرب على غرار سلفه جورج بوش.

ثانيا، لأن لدى الولايات المتحدة مشكلات داخلية اقتصادية وأخرى خارجية في العراق وأفغانـستان، ولا ترغب بفتح جبهة جديدة.

ثالثا، لا يمكن لإسرائيل أن تبدأ حربا من دون نيل إذن أميركا التي أعطت دوما الضوء الأخضر لأية حرب مع استثناءات قليلة مثل العدوان الثلاثي عام 1956.

وأعرب دهقاني عن اعتقاده بأن لبنان سيكون موحداً حكومة وشعباً ومقاومة في حال تعرضه لأي حرب صهيونية جديدة، نافياً أن يكون حزب الله يتلقى أوامره من طهران.

وأوضح أن إيران تعتبر أن الدفاع عن لبنان هو وظيفة الشعب اللبناني أولا وأخيرا. وهي تقف الى جانب الشعوب المضطهدة والمظلومة والمحتلة أراضيها في المنطقة.

وقال: ليست الحرب عسكرية فحسب، وإيران دعمت لبنان ومقاومته سياسيا ومعنويا وفكريا. إن فكر المقاومة انبثق أصلا من فكر الإمام الخميني وهو قال بوجوب دعم الإخوة اللبنانيين والفلسطينيين في مقاومتهم، لكن هذا لا يعني إرسال جيش إيراني أو حرس ثوري إيراني أو صواريخ إيرانية الى لبنان، بل يعني أن موقفنا هو مع المقاومة، وضد احتلال الأراضي اللبنانية، ونحن نثق بقدرة الشعب اللبناني في الدفاع عن أرضه وهو لا يحتاج الى دعم مادي من قبل إيران أو سواها.

وجدد دهقاني استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعم لبنان حكومة وجيشا وشعبا ومقاومة في مواجهة التهديدات والإعتداءات الصهيونية، خصوصاً أن إيران تعرف أن لبنان ليس محمياً جوياً من الطائرات الإسرائيلية.

وعن نظرة إيران إلى مستقبل حزب الله قال: نحن نعتبر أن حزب الله، هو حزب لبناني خالص في كوادره وقيادته وأفكاره (...) إن حركة حزب الله الفكرية والروحية والمعنوية واضحة المعالم وهو حركة ثقافية وسياسية ومقاومة وموجودة في داخل الحكومة اللبنانية وفي مجلس النواب وسيبقى حزب الله الى أبد الآبدين.