رمز الخبر: ۲۰۸۲۵
تأريخ النشر: 08:15 - 24 February 2010
علی منتظری
عصرایران - علي منتظري – ان المواقف الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مراسم ذكرى استشهاد عماد مغنية اظهرت بان موضوع الهجوم الاسرائيلي المحتمل على لبنان هو موضوع جاد وقابل للدراسة.

 وقبل ذلك كان جو ليبرمان احد السيناتورات اليهود الامريكيين قد وضع المجتمع الدولي في مؤتمر ميونخ للامن ، امام خيارين اما فرض عقوبات قاسية على ايران او القيام بعمل عسكري طارئ ضد ايران. كما ان وزير الدفاع الامريكي وبزعم ان البرنامج النووي الايراني يشكل خطرا على العالم ، وضع رهاب ايران (ايران فوبيا) في مقدمة البرامج العسكري والسياسة الخارجية لامريكا ضد ايران.

وفي ظل هذه الفرضية فان اميركا والكيان الصهيوني يحاولان وضع خيارين فقط على الطاولة اما التوصل الى اتفاق او الاشتباك. وفي ضوء هذه السياسة الامريكية والاسرائيلية فان وقوع اشتباك عسكري بين الكيان الصهيوني مع قطاع غزة ولبنان وسورية يقع في دائرة الاحتمالات لانه ليس هناك من لا يعرف بان شؤون المقاومة على ارتباط بين ايران والمقاومة الاسلامية الفلسطينية ولبنان وسورية.

وترى بعض وسائل الاعلام العربية لاسيما في لبنان بان اغتيال عماد مغنية في دمشق والجنرال السوري محمد سليمان في اللاذقية بسورية والدكتور مسعود علي محمدي في طهران ومحمود المبحوح في دبي يشكل مربعا امنيا اسرائيليا ضد ايران وسورية والمقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين له رسائله الخاصة. وبناء على ذلك فان الكثير يعتقدون بان الكيان الاسرائيلي ومن خلال اتباع سياسات الارعاب والتهديد والاغتيال اسهم عمليا في وحدة العمل الدفاعي لمربع ايران ، سورية ، المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين وافهمها بان مصير كل منها مرتبط بمصير الاخر فيما تحاول اميركا اخراج سورية من هذا المربع.

لكن اجراءات اميركا لم تحقق نتيجة في هذا الخصوص لان الرسالة الخطيرة لبعض الدول العربية لاميركا قد وصلت الى اسماع سورية من انه بعد الاطاحة بنظام صدام حسين وتشكيل حكومة عراقية باغلبية برلمانية وحكومة شيعية فانه من اجل ايجاد التوازن الاقليمي فان الحكومة السورية الحالية يجب ان تعطي مكانها لحكومة تعتمد على القوميات والطوائف في هذا البلد. ان حكومة بشار الاسد تعلم جيدا انه على الرغم من الانفراج بين الرياض ودمشق الا ان ثمة محاولات سرية للاطاحة بالحكومة السورية من خلال التعاون الامني بين اميركا واسرائيل وبعض الدول العربية لكي يتم على اساس النظرية المذكورة اعادة التوازن الطائفي الى المنطقة مرة اخرى بعد الاطاحة بحكومة البعث في العراق.

ومن هنا فان من الواضح ان اي هجوم على حزب الله في لبنان سيطال حتى الداعم الرئيسي الاقليمي للمقاومة اي الحكومة السورية وان الوجه الاخر لهذه النظرية لن يكون سوى اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط وان ايران لا يمكن ان تبقى متفرجة على انهيار وزوال حلفائها الاقليميين الرئيسين. ان هذه القضايا واضحة تقريا لجميع المطلعين.

وقد تحدث رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال لقائه الاخير بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة عن قلقه من هجوم اسرائيلي محتمل على لبنان. ومن ثم نقل هذا القلق من قبل مبارك الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي يرفض بناء على التقاليد الصهيونية هذه التهم لكنه يشن بعدها هجوما ، رفض هذه المرة ايضا. لكن يبدو من الخطط العسكرية للكيان الصهيوني انه في حال شن اي هجوم على لبنان فان هذا الكيان ينوي احتلال منطقة البقاع الغربي وقطع اتصال المقاومة الاسلامية في لبنان عن سورية بوصفها الداعم اللوجستي للمقاومة وهذا لا مفهوم له سوى الحرب وجها لوجه مع الجيش السوري خاصة وان اسرائيل تعرف الان جيدا بان الحرب القادمة مع حزب الله لن تتوقف في قرى الجنوب اللبناني بل انها ستطال جميع مناطق شمال الليطاني حتى شمال بيروت ووادي البقاع لانه كما اعلن السيد حسن نصر الله فان المقاومة الاسلامية قادرة هذه المرة على قصف تل ابيب بالصواريخ.

الا ان احد الاسباب المهمة لرفض نظرية احتمال اندلاع حرب جديدة في لبنان ، هو القوة المتمركزة والفائقة لحزب الله والتي يمكن اعتبارها الاستراتيجية الدفاعية للحزب وهي حصيلة افكار الشهيد عماد مغنية. وبناء على ذلك فان البعض يرى بان اسرائيل قد اقرت بالقوة التي يملكها حزب الله كامر واقع ولذلك فانها لجأت الى ثلاثة اشكال من التهديد.

الاول انها حذرت دائما حزب الله من اي اجراء عسكري استفزازي والثاني انها وجهت تهديداتها نحو سورية وايران للامتناع عن تزويد المقاومة بالسلاح والصواريخ المتطورة والثالث انها تعلن على الدوام انه في حال وقوع اي حرب فان لبنان سيدفع ثمن هذه الحرب بكل منشاته الحيوية وفي جميع قطاعاته.

ان الاسرائيليين قد ادركوا الان طبيعة الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله. فعندما يعلن السيد حسن نصر الله بان البرنامج الدفاعي للمقاومة قد حقق نضجه الكامل وانه يملك القدرة على نقل المعركة من بيروت الى تل ابيب فان معنى ذلك ليس سوى ان قوة حزب الله ازدادت عدة اضعاف مقارنة بحرب ال33 يوما وان الحزب قادر في اقسام مهمة من العمليات الرادعة ، ان يتصرف كالجيوش الكلاسيكية في العالم وان يستخدم القوة الصاروخية ضد الاهداف الاسرائيلية.

ان السيد حسن نصر يؤمن بهذه القوة بدرجة انه اعلن مرارا انه ان شن الجيش الاسرائيلي اي حرب جديدة ضد لبنان فانها ستنتهي الى تغيرات اساسية في الخارطة السياسية للشرق الاوسط. ان هذا التحذير ليس يدفع الجانب الاسرائيلي الى النظر بشكل ادق الى التوازن العسكري في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل انه يشكل تحذيرا جادا لاميركا في الشرق الاوسط.

ورغم ذلك يمكن الاشارة الى "توازن الرعب" الذي اوجدته المقاومة الاسلامية في لبنان ضد الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط ، التوازن الذي يرى بعض الخبراء السياسيين والعسكريين انه ادى الى الان الى ان يمتنع الصهاينة عن بدء حرب جديدة ضد لبنان.

ان هذا التوازن ليس يؤثر على الوضع الدفاعي والعسكري بين لبنان والكيان الصهيوني فحسب بل انه يؤثر بشكل مباشر وفي مساحة جغرافية اكبر بين ايران واميركا من جهة وبين ايران واسرائيل من جهة اخرى لانه سواء هاجمت اسرائيل لبنان او هاجمت اميركا او اسرائيل المنشات النووية الايرانية فان حربا اقليمية ستندلع في منطقة الشرق الاوسط باسرها.

وربما من هذا المنطلق تعمل السلطات العسكرية والامنية الامريكية على تحذير الكيان الصهيوني من القيام باي عمل عسكري ضد لبنان ، ايران او سورية في الظروف الحالية.