رمز الخبر: ۲۰۹۰
تأريخ النشر: 11:44 - 14 January 2008
العربيه نت : بدأ عشرات الآلاف من الشيعة البحرينيين الاحتفال بذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، الذي استشهد في معركة كربلاء عام 61 هـ إلى جانب عدد من أهل بيته وأصحابه. وامتلأت الشوارع المؤدية إلى القرى والمدن التي تشهد تجمعات شيعية بالرايات السوداء والعبارات التي تذكر بالمعركة وأهدافها.

ويحتفل شيعة البحرين بذكرى مقتل الحسين بن علي، الإمام الثالث في المذهب الشيعي بدءاً من اليوم الأول حتى العاشر من محرم أول أشهر السنة الهجرية، وذلك كعادة جميع الشيعة في العالم الاسلامي.

وستصل الاحتفالات ذروتها يوم الجمعة القادم الذي يصادف ليلة العاشر من محرم، حيث يجتمع ما لا يقل عن 70 ألف شخص في العاصمة "المنامة" للمشاركة في المواكب المركزية التي تخرج في شوارع المدينة.

ولا يقتصر الاحتفال على الشيعة إذ يقوم بعض السنة بالمشاركة بسبب تداخل النسيج الاجتماعي بين السنة والشيعة في البحرين، فيما يكتفي آخرون بالحضور والمشاهدة. ويتوافد خليجيون ومن جنسيات مختلفة للمشاركة في الاحتفالية.

وكان النائب السلفي جاسم السعيدي هاجم قبل أربع سنوات طريقة إحياء الشيعة للمناسبات الدينية. وطالب بشكل غير مباشر بضرورة أن تقتصر هذه الاحتفالات على دور العبادة والمآتم، ولكنه سرعان ما تراجع بعد الزوبعة التي أثارها.

ويشارك شيعة سعوديون في ما يطلق عليه "عزاء شيعة البحرين" بموكب يدعى "مأتم الإحسائيين" في العاصمة المنامة إلى جانب مواكب أخرى للجاليات الباكستانية والهندية.

وتشير مصادر غير رسمية إلى أن نسبة الشيعة في البحرين تقترب من 70% من عدد السكان البالغ نصف مليون نسمة تقريباً.


طرق متنوعة للحزن

وتتنوع طرق التعبير عن الحزن التي يظهرها الشيعة في البحرين، حيث تخرج مواكب منظمة في الشوارع والطرقات العامة على شكل سلاسل بشرية يلطم فيها المشاركون صدورهم إظهاراً للحزن.

وتقوم مواكب أخرى بتنظيم مواكب الزنجيل وهي سلاسل مربوطة ببعضها البعض تستخدم للطم على الصدر والظهر.

وتختار مواكب اللطم منشدين يطلق عليهم "رواديد" يقومون بقراءة قصائد النعي في الوقت الذي يلطم فيه المشاركون. ويعتبر الرادود مرتضى الحلواجي أن هذه الاحتفالية "امتداد لنصرة الإمام الحسين ومبادئ ثورته العظيمة". ويضيف"لولا عاشوراء لما بقي الشيعة.. هو امتداد للأجيال الماضية ومستقبل للأجيال الحالية. أولادي سيواصلون المشوار وأحفادي سيفعلون".


خلاف التطبير


وفي السنوات التي تلت الانفراج السياسي في البحرين عام 2001 عادت إلى الظهور مواكب التطبير التي يضرب فيها المشاركون قاماتهم بالسيف لتسيل منها الدماء. ومنعت الحكومة البحرينية مواكب التطبير خلال السنوات التي سبقت الانفراج، لكنها عادت وسمحت للمطبرين بالخروج.

ويعتبر التطبير من المواضيع المثيرة للجدل لدى الشيعة حيث يذهب بعض المراجع المتأخرين إلى تحريمه مثل مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي الخامنئي، والمرجع الشيعي الأعلى في لبنان محمد حسين فضل الله، لما يقولون إنه "مفسدة" تترتب عليها "تشويه المذهب" في الوقت الذي يعتبره مراجع آخرون من الشعائر.

ولإظهار صورة مختلفة ينظم القائمون على المواكب الحسينية حملات للتبرع بالدم يشارك فيها ما يزيد على 7 آلاف شخص في مختلف مناطق البحرين، وتغطي التبرعات نصف ما يحتاجه بنك الدم في البحرين خلال عام.

ويحاول الشيعة جعل محرم مناسبة تربوية لتقويم "السلوكيات الخاطئة في المجتمع". وقبل كل موسم تدعو الحكومة القائمين على مواكب العزاء إلى عدم التطرق إلى السياسة حيث يعتبر التجمع مكاناً ملائماً للحديث عن السياسة وحشد المعارضين. وعادة تقوم الحكومة بحشد عدد كبير من رجال الشرطة والمرور لتنظيم الاحتفالات في مختلف أنحاء البحرين.