رمز الخبر: ۲۰۹۱۳
تأريخ النشر: 09:11 - 27 February 2010
عصرایران - وکالات - يرى أصحاب المطابع في العراق أن حملة الانتخابات تشكل نعمة، كونها زادت العمل بنسبة 70%، ولكنها نقمة في الوقت ذاته لأنهم باتوا مجبرين على البحث عن شعارات لمرشحيها. وقال عمر حمدي (31 عاما) صاحب مطبعة «سيما» الواقعة في شارع المتنبي وسط بغداد، وهو يبتسم «لقد «حققت في غضون أسبوعين أرباحا كنت أكسبها في ستة أشهر سابقا، أنا مع الديمقراطية والانتخابات بكل أعماقي».

وذكر عدد من الاختصاصيين لوكالة الصحافة الفرنسية أن العملية الانتخابية ستعود بمكاسب تصل إلى عشرة ملايين دولار على 500 طباع عراقي، بينها ستة ملايين لـ150 منهم في بغداد. وأكد عمر «لقد أجلت طباعة الرزنامات والكتب وبطاقات الأعمال، وكرست عملي لطباعة الدعايات الانتخابية لـ50 مرشحا ينتمون لمختلف الأطياف السياسية»، مضيفا «لكن قبل خمسة أعوام لم أطبع سوى للمرشحين السنة بسبب وجود الميليشيات»، في إشارة للجماعات المسلحة السنية.

وخلال الأعوام من 2005 وحتى 2007، ورغم وجود القوات الأميركية في بغداد، فرضت جماعات مسلحة بينهم متمردون سنة وعناصر من تنظيم القاعدة، سيطرتها على مناطق في وسط بغداد، ودفع من يعارضهم آنذاك حياته مقابل ذلك.

وأضاف عمر متحدثا وسط ضوضاء ماكينات الطباعة من حوله «أنا أعاني من ضغط المرشحين لأنهم انتظروا حتى اللحظات الأخيرة لمعرفة موقعهم ضمن قائمتهم الانتخابية والتأكد من عدم إبعادهم بتهمة الارتباط بحزب البعث» المنحل.

وقررت لجنة المساءلة والعدالة في بادئ الأمر إبعاد نحو خمسمائة مرشح بتهمة الارتباط أو الترويج لحزب البعث الحاكم، رشحت بعدها القوائم الانتخابية بدلاء عنهم، كما قامت هيئة التمييز التي شكلها البرلمان بمراجعة طعون قدمها آخرون ليصل عدد المبعدين بعد ذلك عن الانتخابات إلى 145. ووفقا لمسؤولين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فسيشارك نحو ستة آلاف مرشح في عموم العراق.

وانتشرت في أحد الأزقة ملصقات أعدت لقوائم، لكنها بدت خالية من الشعارات والألوان، لأن المرشحين غير البارزين لا يعرفون ماذا يختارون من الألوان والشعارات لملصقاتهم، فيما حسمت القوائم الكبيرة شعاراتها وألوان ملصقاتها. وقبل فترة قصيرة وصل أحد المرشحين مع صورته فقط ووضع مالا على المنضدة ليطلب أن يطبعوا له ملصقا. ويروي عامر (31 عاما) «لقد خولنا العمل على بياض، بوضع صوره على مدرسة أو مستشفى ليعطي فكرة للناخبين أنه من قام ببنائها».

والمعاناة ذاتها مع بعض رجال الدين، فقد رفض المرشح الشيعي شيخ حسين سلمان المرعبي ملصقا يحمل صورة امرأة ترفع يديها العاريتين إلى السماء. وقال «نحن مسلمون لا نسمح بكشف أيد غير مستورة».

والتحفظات نفسها تظهر لدى المرشحين المحافظين السنة، فقد عارضت جبهة الوفاق الوطني استخدام صور لمرشحات. وقال خالد، أحد العاملين في المطبعة (27 عاما) «اخترت للمرشحة فائزة أحمد صورة لشيخ هرم بتجاعيد كثيرة». وتابع «مفارقة أخرى، اخترنا صورة لمرشح تشير إلى امرأة تبكي وهي تضع حجابا أسود على الرأس فيما يرتدي السنة عادة حجابا أبيض». وأشار خالد إلى أن معظم المرشحين يفضلون الصور التي تعبر عن المعاناة وتظهر الدم في الدعايات، قائلا إن «الأمل لا يظهر إلا في الشعارات».

وعلى المرشحين أيضا التغلب على صعوبة أخرى بعدما فرضت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات منع لصق الإعلانات تحت طائلة التعرض لعقوبات، مما اضطرهم لاستخدام لافتات من البلاستيك مؤطرة بحديد، يصل ثمنها لنحو 225 دولارا. وأكد عامر حسين (39 عاما) أحد العاملين في مطبعة «دار الأصدقاء» أن «هذا باهظ الثمن، لكن حتى صغار المرشحين يطلبونها، وقد توقفت عن تسلم الطلبات لأنني لا أستطيع إنجازها في مواعيدها».

ويعبر ليث رضا (42 عاما) أحد مرشحي قائمة «حركة المستقبل المستقل» غير المعروفة، والتي قدمت 64 مرشحا في بغداد، الأمر الذي كلفها خمسين مليون دينار (نحو 43 ألف دولار)، عن أمله في أن تؤدي الانتخابات إلى «الوصول إلى حكومة منتخبة».