رمز الخبر: ۲۱۲۹
تأريخ النشر: 14:56 - 15 January 2008
وقال خنفر: ان اسباب النجاح تعود اولاً الجزيرة حافظت على المسافة عن كل الانظمة السياسية ومراكز القوى وهي ليست بوقاً لاحد او تابعة لاحد، ثانياً ان الجزيرة لديها طاقم من الصحفيين والمراسلين الذين يمتازون بالمهنية العالية، وثالثاً ان سقف الحرية المتاحة لهؤلاء الصحفيين سقف مرتفع للغاية وبالتالي يتناولون كافة القضايا التي يرغبون بها بعيداً عن الخوف من السلطات السياسية.
خلال هذه الايام وبالرغم من برودة الطقس والشتاء القارص في طهران تقوم قناة الجزيرة القطرية ببث برنامج وتقارير مباشرة من طهران بمشاركة كادر اعلامي كبير يضم ابرز المذيعيين في هذه القناة الفضائية منهم خديجة بن قنة وحسن جمول وباشراف مباشر من مديرها وضاح خنفر، اضافة الى طاقم واعضاء مكتبه في طهران لالقاء نظرة شمولية على الحالة والوضع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في ايران.

هذا البرنامج يبث تحت عنوان (عين على ايران) وقد عرض عدة حلقات منه شملت نواحي متعددة عن ايران. كما استضاف ويستضيف البرنامج ابرز الشخصيات السياسية والفكرية بصورة مباشرة من طهران ويقدم ندوات حول مختلف الملفات الايرانية وفي هذا الاطار التقت صحيفة (الوفاق) وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة الذي يزور ايران حاليا في اطار برنامج عين على ايران وأجاب في حوار مع الصحيفة حول كيفية وصول قناة الجزيرة الى هذا المستوى قائلا: ان الجزيرة تأسست في عام ۱۹۹۶ وكان الهدف من وراء ذلك ان يكون هناك منبر اعلامي عربي مستقل عن الحكومات لايخضع لاجندة سياسية أو ايديولوجية خاصة وان تكون مهنيتاً في عملها، واضاف: ان الجزيرة لاقت قبولاً وتقديراً من المشاهدين العرب واصبحت الجزيرة علماً مهماً في الاعلام العربي والعالمي.

وقال خنفر: ان اسباب النجاح تعود اولاً الجزيرة حافظت على المسافة عن كل الانظمة السياسية ومراكز القوى وهي ليست بوقاً لاحد او تابعة لاحد، ثانياً ان الجزيرة لديها طاقم من الصحفيين والمراسلين الذين يمتازون بالمهنية العالية، وثالثاً ان سقف الحرية المتاحة لهؤلاء الصحفيين سقف مرتفع للغاية وبالتالي يتناولون كافة القضايا التي يرغبون بها بعيداً عن الخوف من السلطات السياسية.

وحول الحفاظ على الحياد في الجزيرة وبعض الاتهامات حول عدم حيادها قال مدير قناة الجزيرة:
اننا نحاول دائما ان نستخدم كلمة التوازن، نقول ان الجزيرة تتسم بالتوازن بحيث انها تنقل الرأي والرأي الآخر وتحاول ان تنقل للمشاهدين كافة جوانب الرواية الخبرية الحقيقية، ان العلاقة ما بين الاعلامي والسياسي والعلاقة ما بين المشاهد والاعلامي يجب ان تكون دائما على قوامها.

واضاف: ان مهمة السياسي تختلف عن مهمة الاعلامي، مهمة السياسي هي ان يتخذ موقفا وان يدافع عن موقفه في حين ان مهمة الاعلامي دائما هي مساعدة اصحاب القرار لاتخاذ قرارات صحيحة من اجل المصالح الكبرى للامم والشعوب المختلفة، واضاف: مشكلتنا كانت دائما مع الحكومات التي تعتقد ان تقديم الرأي الآخر يمثل رأياً معارضاً ويخالف السياق الرسمي للحكومة، لذلك مورست ضغوط كبيرة علينا من قبل بعض الحكومات واغلقت بعض مكاتبنا. لكنني اعتقد ان الاسلم للاعلامي دوما ان يحافظ على استقلاليته وتوازنه ولاينجرف وراء المشاعر العاطفية وتقديس بعض المواقف السياسية لحكومة او حكومات عالمية.

وحول الانتقادات الموجهة للجزيرة بعدم الحياد، قال: ان الانتقادات للجزيرة كثيرة جداً ولاتزال، واضاف: لقد تعرضنا لانتقاد شديد في وقت من الاوقات بأننا نحابي اسرائيل لاننا سمحنا لبعض الشخصيات الاسرائيلية ان تتكلم عبر شاشة الجزيرة واتهمنا ايضاً بمحاباة اسامة بن لادن لاننا قمنا ببث اشرطته ومحاباة صدام لاننا عملنا داخل العراق قبل الحرب واتهمنا اتهامات عديدة، واضاف: اقول لكم بصراحة بانه لم يكن لدينا اجندة سياسية في اي مرحلة من هذه المراحل.

كانت اجندتنا دائما هي الوصول الى مكان الهدف والتعاطي معه بعيدا عن الاسباب، واضاف بالنسبة لصدام، فقد كان معروفا انه تم توقيف عمل الجزيرة خلال الحرب على العراق بسبب تدخلات السلطة السياسية وحكومة صدام ولذلك ليس صحيحا انه كان بيننا وبين صدام حسين شهر عسل كما يقول الكثيرون بل بالعكس فقد تعرف المشاهد العربي على الكثير من امور واطياف المعارضة العراقية عبر الجزيرة قبل سقوط صدام ونحن غطينا كل مؤتمرات المعارضة التي عقدت في لندن وصلاح الدين بنفس المهنية التي تعاطيناها مع كل التيارات العربية المعارضة الاخرى.

وحول اسباب استهداف الجزيرة ومراسليها ومكاتبها من قبل الولايات المتحدة قال وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة: اعتقد الامريكيون اثناء الحرب على افغانستان ان تغطية الجزيرة من افغانستان لاتنسجم مع مصالحهم ولذلك قصفت القوات الامريكية مكتبنا في كابول وكذلك مكتبنا في العراق.

واضاف: ان المشكلة مع الامريكيين انهم كانوا يتهمون الجزيرة باتهامات باطلة باننا ننسق مع الحركات المسلحة في المنطقة واتهمونا كذلك باننا نحرض الرأي العام في المنطقة ضد الامريكيين وقال: هذا ليس صحيحا فنحن لانملك موقفا محدداً لكن الشارع العربي والشرق اوسطي في تلك المرحلة كان رافضا للتدخل الامريكي في الكثير من دول المنطقة، واذا كانت الجزيرة تتعاطى مع نفس ماهو موجود في الشارع فان هذا لايعني ان الجزيرة هي التي تخلق مثل هذا الوعي بل انها تعكس ماتراه وما يحدث وليس لديها اي اجندة سياسية معادية للولايات المتحدة الامريكية ولكن للأسف الامريكيون على لسان رامسفيلد وغيره من المسؤولين هاجموا الجزيرة، وقال: نحن لانعادي امريكا ولكن الظروف في المنطقة لم تكن متعاطفة مع السياسة الامريكية.

وحول تقديم مقارنة بين عمل الجزيرة والقنوات العالمية الاخرى قال خنفر: ان الجزيرة منفردة عن بقية القنوات العالمية بعدة نقاط، الاولى ان الجزيرة تحترم العقل الجماعي للأمة وللمجتمع الذي تتعاطى معه بمعنى اننا لانتصادم مع معتقدات الناس، نحن امتدادنا لهذه المجتمعات ولسنا وافدين من الخارج وغرباء عليهم والثانية اننا بالحقيقة نعتمد على التغطيات المباشرة والميدانية وهذه من السمات البارزة في الجزيرة، مثلا برنامج عين على ايران هي محاولة حقيقية للغوص في اعماق المجتمع الايراني ليست عبر تغطية اخبارية ساذجة عن آخر حدث سياسي بل تغطية اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية معمقة وحوار مع المثقفين والشعراء والمفكرين والادباء بمختلف مشاريعهم، وقال: ان الجزيرة تريد ان تغوص في اعماق المجتمع لكي تصنع للناس معرفة عميقة وليست سطحية ولذلك فهي تؤمن بمصداق نسميه اعلام العمق وليس اعلام السطح.


وقال: ان معظم الاعلام العالمي اما مملوك لمراكز قوى تجارية اوسياسية في حين اننا نقول نحن مع الناس ومع الذين لاسلطة لهم.

وحول اهداف برنامج عين على ايران قال مدير قناة الجزيرة الهدف الحقيقي هو ان الملف الايراني كبير ومهم على المستوى الاقليمي والدولي ونسمع الكثير من الاخبار عن ايران يوميا سواء كان عن الخلافات الامريكية - الايرانية او الملف النووي ولذلك فان الكثير من المشاهدين يعرفون اجزاء من الصورة. واضاف: ان المهمة الاساسية لهذا البرنامج هي ان يقدم الصورة المتكاملة عن ايران في جوانبها المختلفة وقال: هذا يؤدي الى فهم اعمق للواقع الايراني وبدوره يؤدي الى معرفة اكبر.
لان من مهام الجزيرة ان تعرّف العرب بجيرانهم وتعمل على التواصل فيما بينهم.

ونعتقد ان بدون هذا التعارف العميق فستبقى العلاقات دائما بين الناس والمجتمعات والشعوب قائمة على معرفة سطحية هشة يمكن ان تتهشم عند اول عاصفة صغيرة.

وحول الخطوط الحمراء في الجزيرة قال مديرها: ان خطوطنا الحمراء ان لاننهي الرموز الدينية والثقافية والحضارية للمجتمعات والشعوب. وما دون ذلك كل واقع سياسي يتم التعامل معه وفقا لميثاق الشرف الصحفي، وقال: نخطئ احيانا وسيكون حينها خارج عن القاعدة وهو خطأ استثنائي.