رمز الخبر: ۲۲۴۳۷
تأريخ النشر: 10:48 - 01 May 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - لم تكتف الادارة الامريكية باعلان دعمها اللامحدود للكيان العنصري الصهيوني وجرائمه ضد الفلسطينيين، بل دعت المجموعة العربية أيضاً الى توقيع صك على بياض لصالح الصهاينة، والاعتراف بهيمنتهم على المنطقة برمتها. فما عرف بالورقة الامريكية – الروسية حول توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل تحت شعار اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل، تكشف بوضوح فصول المؤامرة الكبرى والتي بدأت قبل قرن من الزمن بزرع ما يسمى باسرائيل في ارض فلسطين.

ان الورقة لا تعدو عن كونها استسلاماً لمطاليب الصهيونية ونزع كل ما يوجد من وسائل دفاع لدى العرب تحت ذريعة نزع اسلحة الدمار الشامل وابقاء الكيان الغاصب قوة نووية وكيمياوية مهيمنة على مقدرات المنطقة وقادرة على ابتلاع ثرواتها فيما بعد.

والغريب في الامر ان هذه المطاليب الساخرة تأتي في زمن يتصاعد فيه العدوان على الشعب الفلسطيني بتوسيع رقعة الاستيطان وتهويد القدس والاعلان عن تشريد اعداد كبيرة من الفلسطينيين وتهجيرهم الى بلدان الجوار. ولا شك بأن مشروع زرع كيان عنصري غريب في المنطقة لم يكن حدثاً عابراً أو مصادفة محدودة المخاطر، بل هو مشروع من صميم الاستراتيجية الغربية التي رسمت بديلاً لمرحلة الاستعمار البريطاني والفرنسي باحتلال مباشر عبر لقيط ليس له جذور ولا تاريخ.

وما الحماسة الامريكية في تبرير جرائم اسرائيل وتزويدها بالحصانة عن كل ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات، الا هدف يراد منه الاستحواذ على مصادر الطاقة في العالم الاسلامي.

وكل من يقف بوجه هذا التوسع الوقح يصبح متهما ومهدداً بالويل والثبور، فيما تبقى الحفنة المزروعة في ارض فلسطين مصانة من أي انتقاد.

هذه هي حقيقة الغرب المفترس، فمن الذي يعرف هذه الحقيقة يقف بوجه هذا الوحش.
فهل يمكن الوصول الى سلام واستقرار مادام التحالف الغربي وما يعرف بالقوى العظمى يعمل على تسليح اسرائيل على حساب العرب والمسلمين؟

والاكثر وقاحة ان نشاهد اليوم لبنان وسوريا وايران وهي متهمة بدعم المقاومة فيما اسرائيل التي دمرت لبنان وفلسطين تبقى بريئة من أي خطأ. لكن رغم كل هذه المعاناة فان ارادة المقاومة التي ارعبت العدو ستبقى الاداة الوحيدة لاعادة الحقوق الى أصحابها شاء الارهابيون أم ابوا.