رمز الخبر: ۲۲۴۴۳
تأريخ النشر: 12:40 - 01 May 2010
ان اصدار الاحكام الاستعراضية ضد 26 شخصا من قبل المحاكم المصرية بتهمة الارتباط بحزب الله ، لفت الانظار مرة اخرى الى نظام القاهرة الكمب ديفيدي. ويأمل مبارك بان يستخدم ذلك كوسيلة لبث الرعب والفزع من اجل تهميش الناشطين الاسلاميين.
عصر ايران – ان اصدار الاحكام الاستعراضية ضد 26 شخصا من قبل المحاكم المصرية بتهمة الارتباط بحزب الله ، لفت الانظار مرة اخرى الى نظام القاهرة الكمب ديفيدي. ويأمل مبارك بان يستخدم ذلك كوسيلة لبث الرعب والفزع من اجل تهميش الناشطين الاسلاميين.

ان الشعبية المتزايدة لمجموعات المقاومة الاسلامية هي بدرجة ان القاهرة وعلى الرغم من اصدار احكاما بالسجن لسنين على المتهمين دعت الى استمرار العلاقات مع حزب الله. ووجه وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط رسالة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دعاه فيها الى الاستمرار في العلاقات بين الحكومة المصرية وحزب الله.

ان هذه الخطوة المصرية تشير الى انها تريد اظهار انها قريبة من حزب الله لاستغلال هذه الاداة لكسب شعبية لدى الشعب المصري الكبير من جهة ، وان تنتقم من المقاومة الاسلامية اللبنانية نيابة عن الصهاينة من جهة اخرى!

ان غضب نظام القاهرة نابع من ان ليست المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين لديها كلمة الفصل في المنطقة فحسب بل انها تحظى بشعبية متزايدة لدى الشعب المصري. ان هذه النقطة مهمة من ناحية ان المجموعات الاسلامية المصرية بما فيها الاخوان المسلمين اكتسبوا شعبية كبيرة لدى الشعب بحيث انه تم القاء ظلال من الشك على استمرار رئاسة مبارك مدى الحياة او حتى "توريث الحكم" في مصر.

ان غضب الرئيس المصري حسني مبارك ناتج عن انه يعرف ب "سمسار الصهاينة" لدى الشعب المصري. فخلال فجائع حرب ال22 يوما على غزة بادر الى عقد مؤتمر طارئ في شرم الشيخ وحاول الايحاء بان الدمار الناجم عن الهجوم الصهيوني الوحشي على غزة سيعاد بناؤه قريبا. ويمر الان اكثر من سنة من الوعود التي اطلقها القادة في مؤتمر شرم الشيخ لكن غزة مازالت تخضع للحصار ولا يتم ارسال مواد البناء الى غزة فحسب بل حتى يمنع ارسال الغذاء والدواء وسائر الاحتياجات الاولية لاهالي غزة الذين يمرون بظروف عصيبة.

ان الخدمة الاخيرة التي اسدتها القاهرة للصهاينة في المرحلة الحالية ، شكلت فرصة ذهبية للمحتلين الصهاينة الذين استطاعوا في ظل الدعاية المصرية بشان هذه المحاكم ، لفت الانظار نحو هذه القضية وابعاد الانتباه عنهم.

وهذه افضل هدية كان يمكن ان يقدمها مبارك الى الكيان الصهيوني وتخليص الصهاينة من الغضب والاحتجاجات التي تنطلق ضد الماسي التي تتعرض لها غزة والقدس والضفة الغربية. ويتم هذا فيما يذكي قصف غزة وبناء المستوطنات في القدس والترحيل القسري ل 65 الف مواطن فلسطيني الاحتجاجات ضد الصهاينة.

ان المحاكم الامنية المصرية الطارئة ، قد ادانت هؤلاء الاشخاص اللبنانيين والفلسطينيين والسودانيين باحكام بالسجن تتراوح بين 6 اشهر الى السجن المؤبد ، والسجن المؤبد يعني في منظومة القوانين المصرية السجن 25 عاما.

ان القاهرة تدعي من خلال تلفيق ملفات ضد حزب الله بان هؤلاء كانوا بصدد المساس بالاقتصاد المصري ، ونسف العلاقة بين الشعب والنظام وبث الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد. لكن يجب طرح هذا السؤال وهو : هل ان قادة نظام القاهرة يعتقدون ان ثمة علاقات قائمة بينهم وبين الشعب المصري حتى يسعى حزب الله لنسفها؟ وطبعا فان هذا هو ظاهر الامر وان القاهرة تعرف تماما بان الشعب المصري الكبير مازال وفيا بالقضية الفلسطينية ويعتبر المقاومة الاسلامية في المنطقة ضد الغزاة الصهاينة بانها مبعث فخر واعتزاز للعالم الاسلامي والعالم العربي.
ورغم ذلك ، فان القاهرة اتخذت اجراءات ضد حزب الله وتمارس الدعاية السيئة لتشويه صورة حزب الله في الوقت الذي حتى ان اعداء الامس لحزب الله اخذوا يتراجعون واحدا تلو الاخر ويقفون في الدور للقاء السيد حسن نصر الله .

ان وسائل الاعلام والسلطات الصهيونية قد كشفت مرارا وتكرارا بان الصهاينة ينشطون في الدول العربية في السر والعلن لرسم صورة غير ملائمة عن حزب الله. واضافة الى ذلك فان خيوط العداء الجنوني الذي يمارس ضد حزب الله مصدره اسرائيل. وطبعا ومن دون هذا الامر ، فان من الواضح والمؤكد تماما بان حزب الله هو المقاومة الوحيدة في العالم العربي والعالم الاسلامي استطاعت من دون ان تملك جيشا نظاميا ، تمريغ انف المحتلين الصهاينة بالوحل في لبنان وارغام الجيش الصهيوني على الانسحاب من لبنان من جانب واحد من دون التوقيع على اي اتفاقية مع الصهانية.

وليت كانت مصر تعي وتؤكد على دور حزب الله كمصدر فخر واعتزاز وعزة لشعوب المنطقة في مواجهة الكيان الصهيوني. لكن التاريخ بحاجة الى اوراق كهذه لتسجيلها وضبطها بصورة موضوعية وملموسة في المنطقة ليبرهن للجميع بان المقاومة الاسلامية وعلى الرغم من العراقيل والعقبات والحسد الذي يمارسة عملاء الكيان الصهيوني والانظمة التابعة للمستعمرين ، استطاعت تسجيل انتصارات باهرة الواحدة تلو الاخرى.