رمز الخبر: ۲۲۴۴۶
تأريخ النشر: 13:34 - 01 May 2010
ان هذه الحادثة شكلت اول سابقة حظر وممارسة الضغوطات في تاريخ الاسلام ، ومع مضي اكثر من 14 قرنا على هذه القضايا ، مازلنا نشهد على الصعيد الدولي ان بعض الدول ومن اجل بلوغ اطماعها، تستخدم نفس الاساليب الفاشلة للمشركين في صدر الاسلام (اي العقوبات) لنيل مآربها.
عصر ايران، مرتضى بيات - ان احد اهم الاحداث التي واجهها المسلمون في الاعوام الاولى من بعثة النبي الاكرم (ص) ، هو المقاطعة الاقتصادية التي فرضها مشركو مكة ، فالكفار ومن اجل الحد من انتشار الدين الاسلامي قرروا فرض حصار شامل وقطع العلاقة مع بني هاشم ، ما كان لعشيرة النبي ان ذهبت الى شعب ابي طالب من اجل الدفاع عن رسول الله (ص) في مواجهة المشركين وبعد ثلاثة اعوام من صمود ومقاومة بني هاشم امام المشركين وتحمل الصعاب ، فان الحصار انتهي لصالح الرسول الاعظم (ص) وتقدم الاسلام.

ان هذه الحادثة شكلت اول سابقة حظر وممارسة الضغوطات في تاريخ الاسلام ، ومع مضي اكثر من 14 قرنا على هذه القضايا ، مازلنا نشهد على الصعيد الدولي ان بعض الدول ومن اجل بلوغ اطماعها، تستخدم نفس الاساليب الفاشلة للمشركين في صدر الاسلام (اي العقوبات) لنيل مآربها.

ان المسؤولين الامريكيين وخلال زيارتهم للدول المختلفة في المنطقة ، يسعون لاظهار ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تشكل تهديدا لدول المنطقة وهم يتابعون هذه الفكرة بصورة جادة كما ان بعض دول المنطقة وانطلاقا من رغبتها في تقليص النفوذ الايراني (في المنطقة) يسايرون اميركا في هذا المجال.

ان التهديد النووي الامريكي ضد ايران ، يتعارض ومحاولات اوباما لتعديل السياسات العدوانية التي مارسها بوش في بداية ولايته الرئاسية ، ورغم ذلك يجب القول ، انه في ظل التجارب التي اكتسبتها اميركا في العراق وافغانستان فان مهاجمة ايران لا يصب اصلا في مصلحة واشنطن ، وطبعا لا يجب التغاضي عن حقيقة ان قوة الردع الايرانية لها دور واثر في هذا الخصوص.

ان مشروع التهديد والحظر الذي كان طوال الاعوام الماضية جزء من السياسة الخارجية الامريكية ضد ايران ، كانت له نتائح عكسية تماما ومع الوقت تبين خواء وفشل هذه التهديدات. ان العقوبات وعلى الرغم من بعض خسائرها المحتملة ، شكلت حافزا اساسيا لايران لجعلها اكثر عزما وتصميما في المضي قدما كما ثبت عدم جدوى وفاعلية هكذا عقوبات وتهديدات.