رمز الخبر: ۲۲۷۹۱
تأريخ النشر: 11:10 - 11 May 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - قبل نحو شهرين خاض العراق استحقاقا انتخابيا آخر على طريق مسيرته نحو الديمقراطية بعد سقوط النظام الديكتاتوري البائد، وذلك رغم ما يتعرض له هذا البلد وشعبه من ممارسات ارهابية يقوم بها الحاقدون عليه. ولكن كالاستحقاق السابق، برزت عدة عوامل تبطئ أو تعرقل العملية الرامية لتشكيل الحكومة المقبلة.

غير ان الشيء المهم في هذه العملية هو تعاطيء زعماء الكتل السياسية، الذين يمثلون اطياف الشعب، بمرونة مع هذه العملية للخروج منها بيد ناصعة، لأنهم وحدهم الذين يعرفون أفضل من غيرهم السبيل للتخلص من الطريق المسدود الذي يحاول الآخرون وضعه امامهم لابقاء البلاد تراوح في مكانها، والنبيه هو من لا تنطلي عليه لعبة الآخرين الذين لا يريدون الا مصلحتهم فقط وعلى حساب العراق.

وفي ضوء هذا، فان الرد في هذه الحالة، يكون بالقفز على الخلافات والبحث عن السبل التي تخدم الشعب العراقي قبل غيره في تشكيل الحكومة التي تضم جميع التوجهات وتضع نصب أعينها مصلحة الشعب وطي صفحة الماضي ونسيانه، ومن ثم بناء علاقات وطيدة وودية مع الجوار والمنطقة والعالم، وكل هذه الحلول تخرج من بين صفوف العراقيين انفسهم دون غيرهم، فهم أدرى بمصالحهم.

لقد اجتاز الشعب العراقي حقبة سوداء من الإستبداد يتطلب طيها بذل همم من ابنائه الحقيقيين، وهذا لا يتحقق الا بنبذ الخلافات الهامشية وارجاء التباين في الرؤى لحين تستقر الأمور ويكون العراق قد قطع شوطا من مسيرته ورحلّ الاحتلال عن ارضه. ومن الواضح بجلاء ان من يكون مخلصاً في خدمة وطنه وشعبه فانه يضع المصلحة الوطنية فوق مصلحته ومصلحة حزبه، ويسعى في هذه الحالة للتوصل مع منافسيه وخصومه السياسيين الى افضل صيغة للحكومة ترعى قبل كل شيء مصالح الاطياف العراقية، وتبعد عنهم خطر الممارسات الارهابية.

فالممارسات الارهابية هذه حصدت حتى الان أرواح الآلاف من الأبرياء من النساء والرجال والشيوخ والاطفال، والتي وجدت فيهم هدفاً سهلاً للانتقام من الشعب العراقي لاسقاطه النظام الديكتاتوري البائد، وخير دليل على ذلك هو أن الذين يرتكبونها هم حفنة من أزلام ذلك النظام وحثالة من التكفيريين الذين لا يريدون نهوض هذا الشعب ويحاولون دق أسفين الطائفية التي لم تعرف طريقاً لها الى صفوف هذا الشعب.