رمز الخبر: ۲۲۹۶۹
تأريخ النشر: 12:50 - 19 May 2010
عصر ايران – ان بيان طهران الذي سيتم على اساسه نقل اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 3.5 بالمائة الى تركيا على شكل امانة ، يوفر بادق شكل "الارضية الدولية للتحقق من نوايا الغرب".

ان القضية بسيطة للغاية : فالغرب وتحديدا اميركا كانوا يعربون عن القلق من وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمائة داخل الاراضي الايرانية وكانوا يزعمون بان ايران تريد من خلال الاحتفاظ به ومعالجته واعادة تخصيبه الوصول الى نسبة اعلى من التخصيب والحصول على المادة الاولية لانتاج القنبلة الذرية.

ولهذا السبب اقترحوا بان تسلم ايران اليورانيوم الموجود لديها الى روسيا لكي يتم تخصيبه في روسيا ومن ثم في فرنسا حتى نسبة 20 بالمائة وان يعاد الى ايران خلال فترة زمنية اقصاها سنة واحدة.

لكن ايران لم ترضخ لهذا الموضوع واصرت على "التبادل المتزامن" لليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمائة بما يساويه من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة في "الاراضي الايرانية". كما اعلنت بانها لا تقوم بتبادل جميع ما لديها من اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة والبالغ 1200 كلغ مرة واحدة ، بل انها جاهزة لتبادله "على عدة مراحل".

ورغم ذلك فان ايران وفي ضوء الوساطة التركية والبرازيلية عدلت من موقفها هذا وقبلت اولا : بان تنقل اليورانيوم الايراني 3.5 بالمائة الى خارج البلاد على ان ترسله الى تركيا بدلا من روسيا. وثانيا بالا يكون التبادل بشكل متزامن بل ان تتسلم اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة بعد سنة. وثالثا ان تنقل جميع اليورانيوم وهو 1200 كلغ مرة واحدة.

وفي ظل هذه المرونة غير المسبوقة من ايران ، تحققت اهم مطالب الغرب وهي اخراج اليورانيوم 3.5 بالمائة من الاراضي الايرانية وحسبما اعلن الغربيون انفسهم بان وجود 1200 كلغ من اليورانيوم 3.5 بالمائة يشكل وسيلة لانتاج القنبلة النووية ، فان ايران لن تعد تملك اليورانيوم المخصب الذي يمكنها من انتاج هذه القنبلة.

وفي الحقيقة فان هذا البيان قد استجاب لجميع مطالب الغرب وبدلا من روسيا وفرنسا ، تم اختيار تركيا لتكون مكانا للاحتفاظ باليورانيوم الايراني بنسبة 3.5 بالمائة ، كامانة.

وبمناى عن الانتقادات التي وجهت الى هذا البيان في الداخل (بما في ذلك ما هي الضمانات التي تقوم بموجبها تركيا باعادة اليورانيوم 3.5 بالمائة الى ايران في حال لم يف الغرب بوعوده؟) ، فان جميع الانظار متجهة الان نحو الغرب لكي يتضح كيف سيتصرف في ضوء الظروف المستجدة؟

واذا ما تجاوب الغربيون ومجموعة فيينا مع هذا البيان ، يمكن القول بان مسارا جديدا قد اعتمد في عملية التعامل ، لانهم الذين كانوا يزعمون لحد الان انهم قلقون من حصول ايران على السلاح النووي ، فان قلقهم يجب ان يكون قد زال في ظل هذا البيان.

لكن اذا تلقت ايران ، ردا غير ما هو متوقع ، فان الراي العام العالمي سيعطي الحق لايران بان تتحرك باتجاه عدم الثقة بالغرب وان تقوم بالتخصيب بنسبة عالية.

والغرب وفي هكذا وضع ، سيواصل المواجهة ويمارس ضغوطا مثل تكثيف العقوبات.

ان وضعا كهذا ورغم انه قد يكون مكلفا بالنسبة لايران ، لكنه لن يؤدي بالتاكيد الى وقف النشاطات النووية الايرانية وحتى ان ايران ستكون مضطرة في الظروف العصيبة المستقبلية الى اعادة تعريف سياساتها الدفاعية.

ان ملف كوريا الشمالية ، يعد مثالا جيدا لاثبات ان عزل الدول لا يمكنه منعها من تحقيق اهدافها الاستراتيجية.

واذا لم يرحب الغرب بالظروف التي طرات بعد اتفاق طهران ، ويواصل اختلاق الذرائع ، فانه لا يتم تطبيق هذا البيان على ارض الواقع فحسب بل ان جولة جديدة من عدم الثقة ستبدأ هذه المرة لكن اكثر شدة وحدة.