رمز الخبر: ۲۲۹۷۲
تأريخ النشر: 13:07 - 19 May 2010
القدس العربي -  بعد عشر سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، يمكن لزوار الجنوب أن يتمتعوا بسياحة نوعية جديدة (السياحة الجهادية) برعاية حزب الله. في البرنامج معركة بالمحاكاة وموقع عسكري ومقاتلون يروون خبراتهم مع الحرب وانجازات المقاومة.
ونظم طلاب حزب الله في جامعة القديس يوسف في بيروت الأحد رحلة (الهوى جنوبي) التي جمعت أكثر من 500 طالب من كل الطوائف اللبنانية.

الهدف، بحسب ما جاء في إعلان المنظمين، تعريف المشاركين بانجازات المقاومة، واشعارهم بعبء الاحتلال وبعزة التحرير، الذي كان حزب الله بمثابة رأس الحربة في حصوله العام 1982 بعد أكثر من 22 سنة من الاحتلال الإسرائيلي، بالاضافة إلى التعريف بحرب تموز/ يوليو 2006 ومشاهد العزة والانتصار.

وتولت إحدى عشرة حافلة نقل السياح من العاصمة. وحظي المشاركون بفطور في الباص عند الانطلاق، ثم غداء في مطعم في قرية مجدل سلم الجنوبية وزيارة لموقع عسكري متقدم في اقليم التفاح محظور عادة على الزوار لكنه تحول في المناسبة الى منتزه. ويقع اقليم التفاح شمال نهر الليطاني، أي خارج منطقة انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة.

كما تضمنت الرحلة معركة بالمحاكاة في مارون الراس الحدودية التي دمرت بشكل كبير خلال حرب صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وفي الخلفية، أصوات مسجلة لمعركة مع ازيز الرصاص ودوي الانفجارات.

أما كلفة الرحلة فأربعون الف ليرة لبنانية (26 دولارا) لكل مشارك.

وأوضح محمد طالب، أحد منظمي الرحلة الثلاثين المزودين جميعهم بأجهزة اتصال لا سلكية وسترات كتب عليها (الهوى جنوبي)، أن البرنامج يختلف من سنة إلى أخرى. فقد شملت رحلتا العامين 2008 و2009 زيارة لمعتقل الخيام حيث تعرض لبنانيون للاحتجاز والتعذيب خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الحافلات، الجو يسوده الاسترخاء وتبادل النكات مع موسيقى وطنية وأناشيد تمجد (المقاومة). وفي الوقت نفسه، يتم بث مقابلة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في اطار شريط وثائقي عن انجازات الأخوة المجاهدين.

ثم محطة ترفيهية أخرى للتخفيف من عناء الطريق الطويل: جوزيت، احدى الشابات من فريق التنظيم، تطرح أسئلة على المشاركين في الرحلة: ما اسم أول شهيد للمقاومة؟ ما هو المطار الإسرائيلي الذي تعهد السيد (حسن نصرالله) بقصفه في حال حصول حرب جديدة؟ ما عدد مزارع شبعا المحتلة؟.

ولا يعرف أحد الاجابة عن السؤال الأخير، الأمر الذي يثير عاصفة من التعليقات الساخرة.

وفي اقليم التفاح، وعد المنظمون بمفاجأة. يسير الطلاب الذين يتحدثون في ما بينهم بمزيج من اللغتين اللبنانية والفرنسية، صعودا مسافة أربعة كيلومترات نحو غابة. ويعلن أحد المنظمين (انكم تدخلون منطقة محظورة).

فجأة، يظهر صفان من الشبان باللباس العسكري، وقد اطلقوا لحاهم وصبغوا وجوههم باللون الأسود، وهم يحملون أسلحة رشاشة. في المكان أيضا، مدفع وقاذفة صواريخ كاتيوشا وصاروخ مضاد للدروع. ويرتفع في الجو صوت تسجيلات لحسن نصرالله وأصوات رشقات نارية.

ويقول أحد المقاتلين لوكالة فرانس برس، هذا من أهم المواقع التي كان ينطلق منها المقاومون، مشيرا إلى تلة خضراء تشرف على الغابة.

وأضاف وهو يتذكر معارك 2006، الجندي الإسرائيلي جبان جدا على الأرض. في 2006 كان ينتظر لحظة الانسحاب بفارغ الصبر.

ويستمع الطلاب، وبينهم فتيات يرتدين سراويل الجينز الضيقة والقمصان الصيفية، باهتمام إلى مقاتل يشرح اختصاصه القائم على اطلاق صواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للدروع في اتجاه إسرائيل خلال الحرب.

وتقول لما (21 عاما)، الطالبة في ادارة الاعمال، تعلمت الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام حول الأسلحة.

ومعظم المسيحيين المشاركين في الرحلة هم من انصار التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون، حليف حزب الله.

وفي مارون الراس، يشاهد الطلاب معركة بالمحاكاة مع العدو من على مدرج. ثم يجتمع عدد من الأشخاص وهم يحملون أعلاما بالوان الأحزاب اللبنانية كافة ويقتحمون مجموعة أخرى تحمل لوحات ورقية كتب عليها بالعبرية كلمة (الصهيونية)، في إشارة إلى تحطيم اللبنانيين موحدين العدو الصهيوني.