رمز الخبر: ۲۳۰۷۷
تأريخ النشر: 09:22 - 24 May 2010


عصرایران - وکالات - أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله في دمشق أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ضمن جولة يقوم بها الاخير في المنطقة تشمل تركيا وسوريا ولبنان ومصر، أن "على الغرب ان يدرك ان المنطقة تغيرت، وأن اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقاً مع المنطقة لم تعد مقبولة"، كما بحث الأسد مع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الآتي من العاصمة الاردنية، العلاقات الثنائية بين دمشق وبرلين.

ونفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاتهامات التي وجهت الى دمشق حول تزويد "حزب الله" بصواريخ "سكود"، وقال "هل يعقل إخفاء صاروخ او تهريب صاروخ بهذا الحجم برغم ان الطيران الاسرائيلي والاقمار الصناعية والاميركية تجوب المنطقة، اضافة الى وجود قوات ألمانية تساعد لبنان في مراقبة حدوده".

الرئيس السوري اعتبر خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي ان السياسات التي كان الغرب يعتمدها مع المنطقة "لم تعد مقبولة"، مطالباً اياه بإبداء "دور فاعل" للجم توجهات اسرائيل "المتطرفة والخطيرة"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الاسد قوله "على الغرب ان يدرك ان المنطقة تغيرت، وأن اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقاً مع المنطقة لم تعد مقبولة".

وتابع الاسد "ان اراد الغرب امناً واستقراراً في منطقتنا فلا بد له من البدء بلعب دور فاعل للجم اسرائيل والحد من توجهاتها المتطرفة والخطيرة على امن وسلام المنطقة"، معتبراً انه "لم يعد مقبولاً ايضاً الصمت عن خروقات اسرائيل وزرعها فتيل الفتنة في المنطقة".

وتصاعدت حدة التوتر منذ اسابيع بين تل ابيب ودمشق بعدما اتهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس سوريا بتزويد "حزب الله" صواريخ "سكود".

وأكد الاسد وفق ما نقل عنه مصدر ديبلوماسي مرافق لكوشنير، ان سوريا لن تكون ابداً البادئة بالحرب ولا "حزب الله" ايضاً، لافتاً الى ان اندلاع نزاع لا يصب في مصلحة ايران كذلك.

وبحسب المصدر الديبلوماسي، فإن الاسد أيّد ان يعمل الاتحاد الاوروبي مع الولايات المتحدة بشأن ملف الشرق الاوسط، معتبرا ان ضغوطا فعالة يمكن ان تمارس ايضا على اسرائيل لارساء السلام.

وأضاف المصدر نفسه ان الاسد تطرق الى الاتفاق الثلاثي الايراني ـ البرازيلي ـ التركي حول برنامج طهران النووي، مشددا على ان الحوار يسمح بالوصول الى نتائج، وأن ايران اظهرت انفتاحاً.

ونقل بيان رئاسي سوري ان اللقاء "تناول الموضوع النووي الإيراني" وأن الاسد عبّر عن "أهمية الاتفاق الذي توصلت اليه تركيا والبرازيل مع ايران، وأن هذا الاتفاق بحد ذاته يؤكد ان المقاربة الصحيحة فقط تؤدي الى نتائج ايجابية".

وتابع البيان السوري أن الأسد أكد على " ضرورة تغيير الدول المعنية مقاربتها لموضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني، وخاصة ان هذا الاتفاق يعتبر فرصة ثمينة للتوصل الى حل ديبلوماسي وتجنيب المنطقة والعالم الصدامات الكارثية".

أما كوشنير، فعبّر عن "رغبة فرنسا الدائمة بلعب دور فاعل لنزع فتيل التوتر من المنطقة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل جميع المسائل من خلال الحوار"، معرباً عن "قلق" فرنسا حيال استمرار تسلح "حزب الله"، وفق ما قال مصدر ديبلوماسي فرنسي.

وعند سؤاله عن التقارير الإسرائيلية والأميركية التي تتهم سوريا بتهريب صواريخ "سكود" إلى "حزب الله"، قال كوشنير "عرضنا موضوع الصواريخ، لكن بالنسبة الى موضوع الجنوب، اكد الرئيس السوري ان لا مبرر للقلق لأن لا صواريخ سكود على الارض اللبنانية".

كوشنير سلم الرئيس السوري رسالة شكر خطية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تتعلق بالدور الذي لعبته سوريا في قيام طهران بالإفراج عن الفرنسية كلوتيلد رايس.

واستقبل الأسد لاحقاً وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الذي يزور دمشق لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين، ولبحث العلاقات الثنائية.

وأعلن فسترفيله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم، ان بلاده لا يمكن ان تقبل بأن "تتسلح ايران نوويا"، داعيا اياها الى احترام "واجب الشفافية" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً ان "لايران الحق المشروع في استخدام الطاقة النووية، ولكن عليها واجب الشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا".

وأشار فيسترفيله الى ان "ايران ستسلم الوكالة رسالة، وعلى هذا الاساس سترد الوكالة على محتوى هذه الرسالة وستقيم محتوياتها".

وجدد المعلم ترحيب سوريا بالاتفاق الثلاثي بين ايران وتركيا والبرازيل، وأكد انه "فرصة حقيقية للتوصل الى حل سياسي من خلال الحوار"، مشيراً الى ان "اللجوء الى مجلس الامن كبديل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخاصة بعد التوصل الى الاتفاق سيكون نكسة، ولن يكون مجديا للعمل السياسي".

وأكد نفي بلاده للاتهامات التي وجهت الى سوريا حول تزويد "حزب الله" بصواريخ "سكود"، وقال "هل يعقل اخفاء صاروخ او تهريب صاروخ بهذا الحجم برغم ان الطيران الاسرائيلي والاقمار الصناعية والاميركية تجوب المنطقة إضافة الى وجود قوات ألمانية تساعد لبنان في مراقبة حدوده".

وتابع المعلم "حتى لو قدمنا هذا الصاروخ الى "حزب الله"، فإنه لن يأخذه لأنه لا يتناسب مع حرب الفدائيين التي يقودها"، متسائلاً "هل توقفت اسرائيل عن التسلح والتحريض والمناورات؟، فلماذا مسموح لاسرائيل وممنوع على العرب؟".