رمز الخبر: ۲۳۱۸۲
تأريخ النشر: 09:23 - 28 May 2010
المصريون يدفعون اموالا جيدة
عصر ايران – زعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بان الشعب الفلسطيني هو كالطائرة التي اختطفت على يد بلدان مثل ايران!

واشار عباس في مقابلة اجراها مع التلفزيون المصري ان السبب الرئيسي لعدم موافقة حماس على مشروع المصالحة الوطنية مع فتح هو معارضة ايران لذلك واضاف "نحن ، الشعب الفلسطيني اسرى في طائرة اختطفت".

وقال توضحيا لمزاعمه هذه "ان القرار ليس بيدنا بل العكس بيد اطراف مثل ايران. ولذلك ارى بان الوحدة الوطنية للشعب والمجموعات الفلسطينية هي مثل طائرة تم اختطافها".

وفي جانب اخر وجه ابومازن انتقادا لاسرائيل بسبب عدم جديتها في المفاوضات غير المباشرة وقال "في حين ان العرب لا يريدون الحرب اطلاقا فان اسرائيل في المقابل لا تريد السلام".

ان محمود عباس الذي يقر بنفسه بان اسرائيل لا تريد السلام ، لماذا اذن يستجدي السلام مع هكذا كيان وانه على الرغم من معارضة جزء كبير من الشعب الفلسطيني ومجموعات المقاومة الفلسطينية ، فانه يبكي على قبر لا يوجد فيه جثمان ميت!

ان عباس الذي يتسلم راتبه الشهري من القاهرة، لم يحتج على المشروع المصري الاسرائيلي المشترك لبناء جدار فولاذي على الحدود بين مصر وغزة لمنع وصول المواد الغذائية والادوية الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لانه واثق بان راتبه سيصل اليه في اوانه حتى اذا بني هذا الجدار.

ان عباس يكيل اعنف الاتهامات لايران، في حين ان ايران دفعت افدح الاثمان على مدى الاعوام الثلاثين الماضية – ما يعادل نصف تاريخ احتلال فلسطين – دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وقد اورد عباس طبعا تشبيها جيدا حول فلسطين واطلق عليها "الطائرة" الا انه نسي بان اسرائيل هي التي استولت بالكامل على هذه الطائرة وقذفت باصحابها ومسافريها الرئيسيين الى خارجها واحلت محلهم مسافرين صهاينة من دون تذاكر وان المسافرين الاوائل القلائل المتبقين في الطائرة يعيشون ظروفا عصيبة. وفي ظل ظروف كهذه فانه بدلا من مهاجمة المغتصبين الخاطفين للطائرة فانه يهاجم شخصا يشهد له تاريخ العقود الثلاثة المنصرمة بانه يقف في مواجهة الغاصبين والمختطفين ويدعم المالكين والاصحاب الرئيسيين.

وليت كان يفهم هذا السياسي الذي يتساوي عمره تقريبا مع عمر اسرائيل ، هذه النقطة البسيطة بانه ان كانت اسرائيل خامدة الان ولا تقدر على الحراك وترد بين الفينة والفينة على تحيته وامثاله ، فان ذلك نابع عن ان عددا من الفلسطينيين، يحملون السلاح لكن اذا كانت اسرائيل مرتاحة البال من جانب المقاومة وتعلم بانه ليست هناك اي قوة على جانب الجبهة الفلسطينية لخوض المواجهة ، لما كانت تتراجع حتى خطوة واحدة اطلاقا واطلاقا ولا تمنح ادنى امتياز للطرف الاخر ناهيك عن انسحابها عن الاراضي المحتلة وان تعترف بدولة فلسطين.

ان هذه النقطة يقرها العقل السليم : انه في العالم الذي يبحث عن المصالح ، لاي سبب يقوم كيان ما بتقديم تنازلات للطرف الاخر من دون ان يشعر بخطر آت من جانبه؟ خاصة كيان مثل اسرائيل قائم على الاغتصاب والعدوان والقتل.

ان عباس هو من نوادر الناس الذين يعيشون على الكرة الارضية والذي يدعو الى نزع سلاح وطنه ويصر على ان تتخلى حماس الفلسطينية عن السلاح امام الجيش الاسرائيلي المدجج بالسلاح!
وربما يظن عباس بانه ان حدث ذلك ، فان مشاعر الاسرائيليين ستغلي عطفا وسيقولون : كم هم اناس جيدون الفلسطينيون! تعالوا واسترجعوا بيوتكم ودياركم وابنوا بلادكم!

لكن كلا ، لان عباس اكثر خبرة من ان يتغلب عليه هكذا تصور ، لكن ما العمل لان المصريين يدفعون اكثر.